• ×

02:55 مساءً , الإثنين 7 يوليو 2025

الأمراض المنقولة جنسياً: العدو الصامت

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 الأمراض المنقولة جنسياً تنتقل عن طريق ممارسة الجنس مع شخص مصاب بالعدوى وتعود الى أسباب جرثومية أو طفيلية أو فيروسية ومن أبرز هذه الأمراض الكلاميديا والسيلان والزهري والإيدز. ويعتقد البعض بأن العادات والتقاليد والتمسك بالتعاليم الدينية التي تحرم الزنا والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج تحمي من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً. ولكنه وفي ظل الحياة العصرية والانفتاح على النموذج الغربي يحتاج هذا الاعتقاد إلى المراجعة والتعامل بواقعية مع الأمراض المنقولة جنسياً. وجميع الأمراض المنقولة جنسياً تصيب الذكور والإناث على حد سواء ولكن نسبة إصابة الإناث أكثر، وتكمن خطورة هذه الأمراض في أن أعراضها لا تكون واضحة تجبر المريضة أو المريض على مراجعة الطبيب والسبب الأهم من ذلك الخوف والخجل من هذه الأمراض.

وقد تسبب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً أعراض تشمل التقرحات حول الشرج أو المهبل أو القضيب الذكري أو الإحمرار والتورم حول المهبل أو القضيب الذكري أو الطفح الجلدي أو الإفرازات المهبلية أو من القضيب الذكري أو الألم المرافق للجماع أو التبول أو الحكة الشديدة في المهبل أو القضيب. ولكن في كثير من الأحيان، لا تظهر الأمراض المنقولة جنسياً أي أعراض على الإطلاق أو تظهر الأعراض فقط عندما تصل هذه الأمراض إلى مرحلة متقدمة مع وجود مضاعفات. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن تصاب المرأة بالسيلان لعدة شهور دون ظهور أعراض كما يسمى مرض الكلاميديا المرض الصامت لأن حوالي ثلثي المصابات ونصف المصابين لا يشكون من ألم ولا تبدو عليهم أعراض مرضية ظاهرة لحين ظهور المضاعفات. ونفس الحال بالنسبة للزهري الذي يظهر في شكل قرحة جلدية غير مؤلمة على القضيب أو المهبل أو الشرج، تبقى القرحة لأيام قليلة ثم تختفي بعدها دون علاج وقد لا تشعر المرأة بها ولكن المرض يواصل انتشاره داخل الجسم.
وبسبب غياب الأعراض تمتد الفترة الزمنية ما بين التعرض لمسبب المرض وبين التشخيص مما يزيد من خطر انتقال المرض وانتشاره في اعضاء تناسلية داخلية والإصابة بالتهاب الحوض. كما أن الكثير من الأعراض تظهر وتختفي، مثل التقرحات مما يعطي إنطباعاً خاطئاً بالشفاء فيتوقف الأشخاص عن تناول العلاج. بالاضافة إلى ذلك، بعض الأشخاص قد لا يلتزمون بالعلاج ويتوقفون عن أخذه فور اختفاء الأعراض دون القضاء عليه تماماً.
سبل الوقاية:

الحرص على الابتعاد عن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج من أهم أسباب الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً. ولكن في حالة حدوث علاقة خاصة مع شريك من احدى مجموعات الخطر (متعاطي المخدرات بالحقن، ثنائيو الجنس، والعاملات بالجنس) يجب استخدام الواقي الذكري (مع التأكد من تاريخ الصلاحية والاستخدام الصحيح). ولايوجد سبب يمنع الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا أكثر من مرة. لذلك، ينصح بأخذ الاحتياطات اللازمة دائماً.
وبما أن الكثير من الأمراض التي تنتقل عن طريق ممارسة الجنس ليس لها أعراض يسهل التعرف عليها، لذا فمن المفضل أن يقوم أي شخص أقام علاقات جنسية مع عدد من الشركاء وخاصة مع شريك من احدى مجموعات الخطر (متعاطي المخدرات بالحقن، ثنائيو الجنس، والعاملات بالجنس) باستشارة الطبيب وإجراء فحوصات طبية، حيث يمكن أن يصاب الشخص بالعدوى ويصبح ناقلاً للمرض من دون أن يشعر بأي أعراض.
ومعظم الأمراض المنقولة جنسياً يمكن شفاؤها إذا تم تشخيصها مبكراً وعولجت معالجة سليمة ولفترة كاملة. ولكن إن لم يتم التشخيص مبكراً وحدث إهمال في العلاج فإن بعضها يؤدي إلى مضاعفات مزمنة مثل العقم عند الرجال والنساء كما قد تنتقل العدوى من المرأة لجنينها. وفي حالة الإصابة يجب التأكيد على العلاج الكامل وعلاج الشريك والمتابعة الدقيقة حتى بعد الشفاء من المرض والابتعاد عن ممارسة الجنس حتى يتم الشفاء التام. وهنا يجب الإشارة إلى إن الفحص الطبي يستلزم أن يقوم الشخص بتقديم معلومات تفصيلية وصادقة عن حياته الجنسية.
وفي مجتمعنا المحافظ قد يشعر المريض أو المريضة بالخوف والقلق والخجل إذا علم الناس بمرضهما لذا فإنه من المهم أن يتميز الطبيب المعالج بالكياسة والقدرة على الاستحواذ على ثقة هؤلاء المرضى وزرع الطمأنينة في نفوسهم مع تقديم الرعاية الصحية والإرشاد لهم بخصوصية وسرية تضمن لهم الاطمئنان والثقة وتساعدهم على التغلب على الحرج والخجل حتى لا يضطر المريض أو المريضة إلى اللجوء إلى الصيدليات وأحيانا إلى الزملاء المصابين مما يعقد علاج هذه الأمراض ويساهم في انتشارها.
بواسطة : هدير
 0  0  44