هل تشعر بأن ميزان جسدك قد اختل مؤخراً؟ ويبدو لك أن وزنك يزداد دون مبرر واضح، ولاحظت كذلك تساقط شعرك بمعدل أكبر، بالإضافة إلى شعورك الدائم بالتعب والإرهاق؟ كل هذه الأعراض قد تشير إلى خلل في “الغدة الدرقية”.
الغدة الدرقية هي غدة توجد في مقدمة الرقبة وتأخذ شكل الفراشة، وهي مسئولة عن إفراز الهرمونات التي تتحكم في سرعة التمثيل الغذائي لدى الإنسان، والتي تتحكم بدورها في كيفية استفادة الجسم من طاقته.
ويعصف الخلل في أداء الغدة الدرقية بوجه عام- سواء أكان زيادة في نشاطها أو خمولها- بعملية التمثيل الغذائي ويؤثر على أداء كل وظائف الجسم تقريباً، ويؤدي إلى ظهور عدة أعراض، أهمها:
1- فقدان أو زيادة الوزن دون مبرر: وهو من أكثر الأعراض شيوعاً. تعبر زيادة الوزن في هذه الحالة عن قلة إفراز هرمونات الغدة الدرقية، وهو ما يعرف طبياً بـ”قصور الغدة الدرقية”. على العكس، يشير نقصان الوزن الناتج عن اختلال عمل الغدة الدرقية إلى فرط نشاطها.
2- تورم في العنق: وهو دليل مرئي على خلل الغدة الدرقية، وهو يظهر في حالة فرط نشاطها أو خمولها على السواء. في بعض الأحيان قد يشير التورم في العنق إلى وجود ورم حميد أو سرطاني في الغدة الدرقية. وفي أحيان أخرى، قد لا تكون له علاقة بها على الإطلاق.
3- تغير في معدل ضربات القلب: إذ يؤدي القصور في أداءها إلى خفض معدل ضربات القلب، بينما يقود فرط نشاطها إلى العكس.
4- تساقط الشعر: في كلتا الحالتين، فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها. في معظم الأحيان، يعود الشعر للنمو مرة أخرى بعد علاجها.
5- الشعور الزائد بالبرد أو الحرارة: ففرط نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى زيادة التعرق والشعور بالحرارة، والعكس صحيح عند القصور في نشاطها.
6- خلل في الدورة الشهرية لدى الإناث: وهو أحد الأسباب الأقل وضوحاً مما سبق، نظراً لكثرة الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه مثل اتباع حمية قاسية أو السمنة المفرطة أو اقتراب إنقطاع الطمث… إلخ.
7- أعراض أخرى: مثل ضعف العضلات أو اهتزاز اليدين، مشكلات في الرؤية، الإسهال.
أسباب الخلل في الغدة الدرقية
هناك أسباب متعددة لخلل الغدة الدرقية، أهمها:
1- الإصابة بـ”مرض هاشيموتو”: وهو السبب الأكثر شيوعاً. هذا المرض هو عبارة عن اضطراب في المناعة الذاتية يدفع الجسم لمهاجمة الغدة الدرقية واتلافها ومنعها من إفراز القدر المفترض من هرموناتها، وهو مرض وراثي.
2- خلل في الغدة النخامية: وهي غدة تقوم بإفراز هرمونات محفزة للغدة الدرقية لإفراز الهرمونات الخاصة بها.
3- الإصابة بـ”مرض جريفز”: وهو الأكثر شيوعاً في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، وهو اضطراب في المناعة الذاتية يقود الغدة الدرقية إلى زيادة إفراز هرموناتها. ومن أكثر أعراضه وضوحاً: تورم العينين.
4- التهاب مؤقت في الغدة الدرقية.
5- أورام في الغدة الدرقية.
6- بعض الأدوية: التي تؤثر على أدائها.
7- سرطان الغدة الدرقية: وهو من أقل أنواع السرطان خطورة. تتحول 5% فقط من أورام الغدة الدرقية إلى أورام سرطانية، ويتم استئصالها جراحياً ويتبع ذلك العلاج بالاشعاع اليودي أو الإشعاع الخارجي.
علاج خلل الغدة الدرقية
يشير الخبراء والمتخصصون إلى أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال إهمال علاج الغدة الدرقية، لأنها قد تؤدي إلى تعقيدات صحية متعددة على رأسها مشكلات في القلب وخلل في مستوى الكوليسترول وفقدان الوعي والانخفاض الحاد في درجة حرارة الجسم، مما يهدد حياة صاحبه.
يتم علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها عادة عن طريق الأدوية التي تعيد التوازن لمستوى الهرمونات التي تقوم بإفرازها، ومن المعتاد أن يحتاج المرضى الذين يعانون من قصورها لمواصلة تناول هذه الأدوية مدى الحياة.
وفي أحيان أخرى، يتم استئصال الغدة الدرقية جراحياً عندما تفشل الأدوية في علاجها، أو في حالات الأورام. عندئذ، يتم تعويض عملها بتناول أدوية تحتوي على الهرمونات التي تقوم الغدة الدرقية بإفرازها.