• ×

08:31 مساءً , الإثنين 7 يوليو 2025

زواج الأقارب: المخاطر المحتملة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 على الرغم من إنتشاره كعادة أصيلة فى العديد من العائلات المصرية، إلا أن زواج الأقارب له مخاطر صحية كثيرة ويعرض الأطفال لأمراض وراثية مختلفة. وينصح الأطباء أن يتم كشف طبى كامل ومفصل لمن هم أقارب ولديهم النية فى الزواج.
المورثات أو الجينات ( باللاتينية: Genum) هي الوحدات الأساسية للوراثة في الكائنات الحية. فضمن هذه المورثات يتم تشفير المعلومات المهمة للوظائف العضوية الحيوية. تتواجد المورثات عادة ضمن المادة الوراثية التي تمثله ال (DNA)أوال (RNA) في بعض الحالات النادرة، بالتالي فإن هذه المورثات هي من تحدد تطور وسلوكيات هذه الكائن والفوارق بين الأفراد في صفات الجنس الواحد.
يتم تناقل المورثات من جيل لآخر، حيث تتكون نصف جينات الإنسان من والدته، والنصف الآخر من والده. يشارك كل إنسان أخاه أو أخته فى نصف عدد المورثات التي يحملها ويشارك أعمامه وأخواله في ربع عدد المورثات، ويشارك أبناء وبنات عمه أو خاله في ثمن عدد المورثات.
تنقسم العوامل الوراثية إلى عامل سائد وعامل متنحي. والسائد هو الذى يظهر على الإبن بمجرد وجوده لدى أحد الوالدين. أما المتنحي فهو الذى لا يظهر إلا إذا اجتمع مع عامل وراثي متنح مماثل له حينئذ تظهر الصفة الوراثية التي يحملانها معاً في المولود على هيئة المرض المعني. فإذا تزوج إنسان بابنة عمه أو خالته أو ابنة عمه أو خاله وكان كل منهما يحمل نفس العامل الوراثي المتنحي لمرض ما، فهناك احتمال إن 25% من أولادهما ستظهر عليهم تلك الصفة و50% منهم يحملون العامل الوراثي المتنحي بدون ظهور أي أعراض، و25% منهم لن يحملوا هذه الصفة. أما إذا كانت درجة القرابة بعيدة فإن احتمال تواجد الجينات المماثلة أقل وبالتالي يكون احتمال حدوث المرض في الأولاد أقل.
وحسب بعض الدراسات، فإن زواج الأقارب يورث 82 مرضاً، مثل التأخر العقلى والجلاكتوسيميا وغيرها من أمراض خلل التمثيل الغذائى، ومرض الكبد (ويلسون)، وضمور المخ إلى جانب أمراض الدم الوراثية التى تشمل الأنيميا المنجلية، وأنيميا البحر الأبيض المتوسط (الثلاسيميا)، ومرض الكلية المتحوصلة الذى يؤدى للفشل الكلوى، والإجهاض المتكرر، والإعاقات المتعددة،و مرض ضمور عضلات الوجه والكتفين، ومرض الأورام المتعددة بالقولون، وإرتفاع نسبة الوزن المنخفض وقت الولادة. وغيرها من الأمراض. كما يُعتقد أن مرض الصرع والأمراض القلبية وأمراض الحساسية وداء السكري تزداد فى بعض العائلات، وتتضاعف احتمالات توارثها بالتزاوج بين الأقارب.
وتُظهِر الإحصائيات أن متوسط نسبة زواج الأقارب فى العالم تصل إلى 10%، وتتراوح ما بين 1 إلى 10% فى عدة قارات منها أمريكا اللاتينية ووسط أفريقيا وشمال الهند واليابان وأسبانيا، وفى الدول العربية تتراوح نسبة الزيجات بين الأقارب بين 40 و50% وخاصة بين الأقارب من الدرجة الأولى، ومن أبرز الدول التى ينتشر بها زواج الأقارب من الدرجة الأولى بنسبة كبرى البحرين 21%، ودولة الإمارات 26 % ،والعراق 29%، والكويت والسعودية 31%، مصر 11 % ،وفى الأردن تصل إلى 32%.

وروى أحمد جمعة، الشاب الثلاثينى من قبيلة المعازة فى مصر، والمتزوج من إبنة عمه. أن هذا هو الحال لجميع شباب القبيلة، وأنه من الأمور الغير مقبول نقاشها. 30% من أطفال القرية يعانون من الضعف البدني أو وضعف السمع والكلام ويحتاجون إلى زرع قوقعة فى الأذن حتى يستطيعوا السمع والكلام بشكل طبيعي والتى تصل تكلفتها إلى 120 ألف جنيه.. هكذا تحدث جمعة عن أعداد الأطفال الذين يجنون ثمار عاداتهم وتقاليدهم التى من بينها زواج الأقارب، موضحا ذلك قائلا: «مفيش بيت فى قبيلتنا مافيهوش واحد على الأقل أطرم».
حال «راشد علي» لا يختلف كثيراً عن حال غالبية بدو الصحراء، فهو ابن لأب وأم (أولاد عم) لا يسمعون ولا يتكلمون، وهو أيضاً متزوج من ابنة عمه، وأنجب منها ولدين وابنتين، 3 منهم لا يسمعون ولا يتكلمون والبنت الصغيرة فقط هى التى تسمع وتتكلم. وقال: «أنا مش عارف إيه السبب فى إن خلفتى تطلع بالشكل ده». وأضاف: «فى قبيلتنا ناس كتير زيي ولادي كده لا بيسمعوا ولا بيتكلموا.. لكن إحنا ما نعرفش السبب وما روحناش نكشف علشان نعرف إيه السبب لإننا راضيين بقضاء ربنا».
وعلى الرغم من أن زواج الأقارب ليس حرام فى مختلف الأديان، إلا أن هناك الكثير من الأحاديث النبوية التى تحض على عدم الزواج من الأقارب، ومنها على سبيل المثال ما روى عن رسول الله- صلوات الله وسلامه عليه- قوله «غربوا النكاح» وحديث آخر «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس».
بواسطة : هدير
 0  0  46