تمتع واحد من كل شخصين معاقين جسدياً بحياة جنسية اعتيادية ومنتظمة، وذلك وفقاً لمعلومات نشرت على موقع disabled-world.com المتخصص في توفير معلومات مفيدة لذوي الاحتياجات الخاصة.
في أغلب الظن أن هذه المعلومة قد أثارت دهشتك الآن لأنك تظن أن الشخص المعاق جسدياً ليست لديه القدرة أساساً على ممارسة الجنس، كما أن لديه الكثير من الأمور لينشغل بها عوضاً عن التفكير في إقامة علاقات حميمية.
لست وحدك كذلك، إذ يَكمُن السبب وراء الدهشة في بعض الأفكار المنتشرة والخرافات المتعلقة بتعارض الإعاقة الجسدية وممارسة الجنس. وذلك وفقاً لدراسة نشرت على موقع كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة إلينوي بشيكاغو حيث أشارت الدراسة إلى تلك الأفكار المغلوطة وكان من أهمها:
1- ذوي الاحتياجات الخاصة ليس لديهم أي نشاط جنسي
الحقيقة: يتمتع ذوي الاحتياجات الخاصة بنشاط جنسي شأنهم شأن سائر البشر، ويمكنهم التعبير عن أنفسهم واحتياجاتهم الجنسية بطرق متعددة مثل الجميع. إلا أن ما يعيقهم في واقع الأمر هو عدم ثقتهم في قدرتهم على الاستمتاع بحياة جنسية جيدة مع شريك حياتهم وكذلك نظرة المجتمع لهم بوصفهم لا يتمتعون بالكمال المطلوب لممارستها.
2- المعاقين جسديًا لا يتمتعون بجاذبية جنسية
الحقيقة: تعتمد الجاذبية الجنسية على العديد من العوامل بخلاف الشكل الخارجي والكمال الجسدي، من أهمها السمات الشخصية والتوقيت والحب والتواصل وغيرها.
3- لا يمكن للأشخاص المعاقين جسديًا إتمام العملية الجنسية
الحقيقة: قد تحول بعض الإعاقات الجسدية دون إتمام عملية الإيلاج، إلا أن ذلك لا يعني أن أصحابها لا يستطيعون إتمام العملية الجنسية تماماً، إذ يمكنهم الاعتماد على عدد من الأساليب البديلة مثل التقبيل والتدليك والجنس الفموي وغيرها.
أيضاً، تسمح العديد من الإعاقات الجسدية بإتمام عملية الإيلاج باستخدام وضعيات جنسية مختلفة إما عن طريق الاستلقاء على الفراش أو الجلوس على كرسي. ويمكن استشارة أحد الأطباء أو مقدمي المشورة المتخصصين في هذا المجال للتعرف على الوضعيات المثلى والملائمة للظروف الصحية للمعاق.
4- لا ينبغي للمعاقين جسدياً الارتباط بأشخاص ليست لديهم ظروف مماثلة
الحقيقة: تركز هذه النظرة على الجانب الجنسي في هيئته الوظيفية من العلاقة، إلا أن العلاقات العاطفية والعلاقات الزوجية بوجه عام تتضمن في واقع الأمر الكثير من الجوانب المساوية في الأهمية والتي لا يلعب الاكتمال الجسدي فيها دور يذكر مثل العاطفة والتفاهم والمرونة والقدرة على التغلب على المشكلات وغيرها.
5- لا ينبغي للمعاقين جسدياً إنجاب أطفال
الحقيقة: تعد الرغبة في تكوين أسرة و إنجاب أطفال إحدى الرغبات الفطرية لدى معظم الناس ومن ضمنهم ذوي الإعاقة الجسدية. ولا تنتقل جميع الإعاقات الجسدية بالوراثة، فقط بعض منها، لذا ينبغي على من يعانون منها استشارة طبيب متخصص لمعرفة إمكانية حدوث ذلك قبل الإقدام على هذه الخطوة لاتخاذ الإجراءات الملائمة.
أيضاً، يؤكد أندرو موريسون جورزا، مستشار التوعية بالإعاقة، في مقال نُشر على موقع هافنجتون بوست الأمريكي، أن العلاقة الحميمية مع شريك معاق جسديًا قد تكون الأفضل على الإطلاق، لهذه الأسباب:
1- تتطلب العلاقة الحميمية في هذه الحال الكثير من الحوار بين الشريكين حول إمكانياتهما وتفضيلاتهما الجنسية والعاطفية وهو ما يضفي عليها المزيد من المتعة ويدعم نجاحها.
2- يبذل الطرفان المزيد من الجهد للتعرف على ما يثير الطرف الآخر وتجربة أنماط ووضعيات مبتكرة.
3- تركز بشكل أكبر على المداعبة الجنسية وتبادل المتعة وليس فقط الجانب الوظيفي منها.
أخيراً. تذكر أن أهم عضو جنسي لدى الإنسان هو عقله.