بعد سنوات عديدة من حسم الأمر لصالح نوم الرضيع فى سريره الخاص، عاد أطباء الأطفال لنصح الأمهات بترك الرضيع ينام بجانبها أول ثلاث سنوات من حياته.
فبعد سنوات من الإقتناع التام بخطورة نوم الرضيع جانب والدته تخوفاً من أن تصيبه بالإختناق خطأً، وبالفوائد النفسية لمساعدة الطفل على الإستقلال أثناء النوم، وجد بعض الأطباء نتائج جديدة تعيد نوم الرضيع فى حضن أمه كأحد الخيارات الجيدة للطفل وللأم.
فبغض النظر عن الإرهاق الشديد الذى يصيب الأم من تكرار القيام للرضيع فى سريره سواء لتهدئته أو إطعامه أو تغيير حفاضته، فإن هذا يعوق النوم العميق للإثنين وللرضيع أكثر من والدته. عكس سهولة الأمر فى حالة نوم الرضيع جانب والدته، وهو الوضع الذى يوفر الإطمئنان للرضيع طوال الليل، ويتيح الطعام - فى حالة الرضاعة الطبيعية - بسهولة.
لفهم ما هو الخيار الأفضل لطفلِك ولكِ، يُنصح بفهم مراحل النوم لدى الإنسان. فهناك مرحلة النوم ذو حركة العين السريعة Rapid Eye Movement "REM Sleep" وهى المرحلة التى تتسم بعدم العمق، والتى يسهل فيها أن توقظ الإنسان بأقل صوت أو مجهود، والتى نحلم فيها ونصحو متذكرين الحلم بتفاصيله.
أما المرحلة الأخرى، فهى العكس وتسمى "Non REM sleep" وهى مرحلة النوم العميق الذى يحتاج إلى مجهود لإيقاظ الشخص اأثناءه، وعادةً ما لا نتذكر الأحلام إذا حلمنا أثناءها.
لأسباب مختلفة، يكثر مع الأطفال النوم ذو حركة العين السريعة، ولذلك يحتاج إلى حضن أمه لمساعدته فى الدخول فى النوم العميق. ففى الشهور الأولى، يجد الرضيع صعوبة فى الدخول فى النوم والإستيقاظ منه. وفى هذا يحتاج إلى مساعدة أمه بحضنها ولبنها وحنانها. ويكون أمراً غاية فى الصعوبة على الأم أن تضع رضيعها فى سرير منفصل فى هذه المرحلة من النوم.
ويشرح دكتور برجمان - أستاذ طب الأطفال فى جامعة كيب تاون فى جنوب أفريقيا - أن أضرار نوم الرضيع جانب والدته ليست بسبب والدته، ولكنها تكمن فى مقاس المخدات ووجود ألعاب أو أشياء صلبة فى السرير وقرب الرضيع من السطح الخشبى للسرير.
وهى الأضرار التى لا تختلف كثيراً، بل تزيد، فى حالة نوم الرضيع ف سريره الخاص. حيث أن هناك المخاطرة بإختناق الرضيع إذا ما حرّك جسده إلى جانب السرير مما قد يؤدى إلى الإصابة فى حالة السرير الخشبى أو الإختناق فى حالة السرير القطنى.
تأتى أهم ميزة لنوم الرضيع جانب والدته، فى الفوائد العديدة لما يُقال عنه Kangaroo babycare وهى ما يعتمد على التلامس الجلدى المستمر بين الأم والرضيع قدر الإمكان، ف ال skin to skin contact يوفر الحنان والأمان للرضيع، إلى جانب تنشيط الدورة الدموية ووظائف المخ.
ككل الأمور المتعلقة برعاية الأطفال، ليس هناك ما هو 100% صحيح. ففى بعض الحالات يكون أنفصال الرضيع - بعد عامه الأول - أفضل له، كأن يكون أحد الأبوين كثير الحركة أثناء النوم، أو أن تكون الأم حامل ويتيح حجم السرير الفرصة للطفل أن يركل أمه، وما شابه من الأسباب التى تعرض الطفل للخطورة.
بالإضافة لبعض الرضع الذين يفضلون النوم فى سريرهم وحدهم ولا يرتاحون إلى مشاركة السرير مع الأب والأم.
هناك جانب آخر لإجابة هذا السؤال وهو تأثير عادات ومكان نوم الطفل على الحياة الجنسية للوالدين، فلكثير من الأزواج تؤدى صعوبة ممارسة الجنس فى السرير إلى عدم ممارسته، وهو الأمر الذى قد يتم حله بأن ينام الرضيع عدد من الساعات فى سريره وهى المرحلة الأولى من النوم والتى تكون عميقة، ثم تأخذه الأم إلى أحضانها قبل أن تنام هى لمساعدته فى الإستمرار فى النوم وقتاً أطول وبعمق.
وتجدر الإشارة هنا لبعض الحلول الوسط للمشاكل المختلفة:
1- المرتبة الصغيرة ذات الجوانب لأول ثلاث شهور:
وهى الوسيلة الأمثل التى توفر كل المميزات، فالطفل فى مساحة خاصة له مما يهيئه للإنتقال لسريره أن كانت تخطط الأم لذلك، والأب والأم لهما المساحة الخاصة للنوم دون القلق من إصابة الرضيع أو اختناقه، الرضيع يتم دعم جسده ب"سنّادات" قطنية تحافظ على وضعية الرقبة والأنف.
(c) safetots.co.uk
2- الإمتداد أو extension:
وهى الطريقة المناسبة للطفل كثير الحركة بعد العام الأول، حيث يبدأ أن يتعود على سريره الخاص، ويتيح للأبوين نوماً أكثر راحة وهدوء.(c) coolthings.com
"ليس هناك ما هو أفضل من الإستيقاظ من النوم وطفلى فى أحضانى. نحن ننام فى نفس الميعاد سوياً، ونصحو من النوم سوياً بعد أن يكون استمتع رضيعى بالنوم بعمق فى أحضان أمه" إيناس
"إذا حلمت طفلتى حلماً مخيفاً، أو كانت تعانى من آلام المغص أو التسنين، فالأمل الوحيد فى النوم للعائلة كلها هو أن آخذها فى حضنى" هبة
"مفيش حاجة زى بصة عينيه لما باروح آخذه من سريره بعد نوم حلو كده" منى
"أفضل أن أرسخ فى ذهن طفلى أن هذه الغرفة هى لى أنا وزوجى فقط، وهى لنا كمتحابين وليس أبوين. فهى المكان الذى نتعانق فيه ونمارس الجنس فيه. وآخر ما نحتاجه هو بقايا طعام أطفال أو رائحة حفاضات فى هذا المكان" أميرة