• ×

11:44 صباحًا , الإثنين 7 يوليو 2025

فحوصات ما قبل الزواج - ضرورة لبناء أسر خالية من الأمراض

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 منذ عام 1994، ووفقاً للقانون رقم 143 لهذا العام، أصبحت فحوصات ما قبل الزواج أجبارية من ضمن إجراءات الزواج فى مصر. إلا أنها لم تخرج من دائرة ال"روتين"، لأسباب تتعلق بموروثات وتقاليد إجتماعية عند البعض، ولمعايير خاصة بحقوق الإنسان لدى البعض الآخر.

تنقسم الفحوصات إلى ثلاثة أقسام:
فحوصات الأمراض الوراثية
فحوصات قدرة الطرفين على إنجاب
فحوصات الأمراض المنقولة جنسياً.

أولاً:الأمراض الوراثية:
فحوصات الأمراض الوراثية تتركز فى فقر الدم المنجلى والثلاسيميا. فثلاسيميا الدم هو مرض ينتقل وراثياً ويؤثر على عمر كرات الدم الحمراء. ففي مرض الثلاسيميا تحدث طفرة في مكونات الهيموجلوبين مما يتسبب فى تكيسر كرات الدم الحمراء فيحاول الجسم أن يعوض هذا النقص عن طريق زيادة تكاثر كرات الدم الحمراء. مما يؤدى إلى أن تصبح كثير من عظام الجسم و أعضاؤه هي مصنع للنخاع العظى مما يؤدي إلى انتفاخ جمجمة الرأس وكبر الطحال و الكبد. لكن كل هذا الإنتاج الكبير من كرات الدم الحمراء يفشل في تعويض الهلاك الذي تتعرض له. فيضطر الطبيب إلى نقل الدم إلى المريض بصفة مستمرة.ونقل الدم عادةً ما يكون مصحوباً بإزدياد الحديد فى جسم المصاب مما يسبب له ضررًا بالغًا على الكبد والقلب أو الفرصة للإصابة بإلتهابات الكبد الفيروسية. وغالباً ما ينتهي الأمر بالمصابين بهذا المرض إلى الوفاة عادةً فى العقد الثالث من العمر إلا إذا أجريت لهم عملية زرع نخاع جديدة.
أما مرض الأنيميا المنجلية، فهو كذلك مرض وراثى ينتج عن طفرة جينية للهيموجلوبين تؤدى تقريباً إلى نفس أعراض الثلاسيميا. وفيه يتغير شكل كرة الدم الحمراء إلى شكل الهلال أو المنجل عند نقص نسبة الأوكسجين، وهو يشكل خطراً بالغاً على الأجيال القادمة، وهى حالة منتشرة فى بعض الدول.

وفحوصات أمراض الجهاز العصبى كمرض ضمور العضلات الجذعى، وأمراض التمثيل الغذائى المعروفة بالأمراض الإستقبالية التى تنتج بسبب نقص أنزيمات لاهضم، وأمراض الغدد الصماء خاصة الغدة الكظرية والغدة الدرقية، وأمراض ضمور العضلات بإختلاف أنواعها وضمور المخ والمخيخ.
مرض السكر، وهو أخطر الأمراض الوراثية. ولا يصح أن يتزوج رجلاً مريضاً بالسكر بإمرأة مريضة بنفس المرض. لإن طفلهما سيكون أكثر تعرضاً للإصابة بهذا المرض الوراثى الخطير.
ومعظم هذه الأمراض تنتقل بالوراثة المتنحية، والتى يلعب زواج الأقارب فيها دوراً كبيراً.
يسأل الطبيب القائم على الكشف الطبى للمقبلين على الزواج إن كان يتوارث فى عائلة أى منهما أى مرض وراثى حتى يتم الفحص.

ثانياً: فحوصات القدرة على الإنجاب:
يُنصح بأخذ هذه الإختبارات بجدية لكل من يهمه أن ينجب حتى لا يصاب بالإحباط ويهدد سلام العائلة. وتشمل هذه الفحوصات فحص لاحيوانات المنوية لمعرفة عددها ونسبة الحيوانات المنوية السليمة، ونسبة الحركة لافاعلة فيها.
وبالنسبة للمرأة فيتم فحص نشاط التبويض وإنتظامه، بالإضافة إلى عيوب خلقية فى الجهاز التناسلى للمرأة مما قد تعوق الحمل. كمان يُنصح بشدة عمل فحص هرمون ال FSH فى اليوم الثالث من الدورة الشهرية.

ثالثاً: فحوصات الأمراض المنقولة جنسياً:
يُعتبر أمر بديهى أنه من حق أى طرف أن يكون على دراية إن كان شريكه مصاب بأحد هذه الأمراض أم لا.
وتشمل هذه الفخوصات أيضاً شرحاً وافياً مبسطاً بوظيفة الجهاز التناسلى ووسائل منع الحمل ووصف التغذية السليمة.ويعزف العديد من الناس عن التفكير بجدية فى هذا الأمر لعدة أسباب منها عدم رغبتهم فى "وقف حال بنتهم" إن عُرِف عنها أنها مريضة بأى مرض حتى وإن كان مرض قابل للعللاج. وبالنسبة للرجل، فهناك تابوه مجتمعى كبير خاص بفحص الحيوانات المنوية، وإرتباط لصيق بين أى مشكلة فيها وبين إنتقاص رجولته. مما يجعل غالبية الرجال ترفض هذه الفحوص.
أيضاً ترتبط فحوصات الأمراض المنقولة جنسياً بالفاحشة وكل ماهو مرفوض إجتماعياً، مما يجعل البعض يفكر فى "الستر" وكأن الأهم هو مداراة الحقيقة حتى وإن الثمن هنا هو المخاطرة بصحة الطرف الآخر.
سبب آخر للرفض جاء فى شكل دعوى قضائية من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بعدم دستورية هذا القانون الذى مثل قيداً غير مقبولاً على الحق فى الزواج. وهو الأمر الذى - فى رأيى - تجاهل حق الطفل فى وقايته من الأمراض الوراثية التى يولد بها ويتعذب بسبب طيلة حياته دون ذنب.

وقال الدكتور ممدوح وهبة، رئيس الجمعية المصرية لصحة الأسرة، الذي كان واحداً من المشاركين فى وضع تلك المادة القانونية التي تُلزم المقبلين على الزواج بالحصول على شهادة طبية من أجل عقد القران: إن الأزمة تتمثل في أن هذا الإجراء تم تنفيذه بشكل خاطئ وفى توقيت خاطئ أيضاً، لذلك جاء مردود القرار سلبي.
وأضاف وهبة: إن المجموعة التي وضعت لدراسة القانون بتكليف من وزارة الصحة لم تضع أمامها هدفاً محدداً، لأن النص هام، ولا شك أن الفحوصات قبل الزواج مهمة. فقبرص، على سبيل المثال،حددت هدفاً واضحًا هوتقليل نسبة الإصابة بمرض أنيميا البحر الأبيض المتوسط، وطبقت ذلك على تحاليل الزواج، لتنخفض النسبة من 16 بالمئة حتى أوشكت على الوصول إلى الصف. لكن الإجراء المصري اقتصر على طلب تحليل دم الزوجة لكشف إصابتها بالأنيميا وعلاجها مبكراً قبل الحمل والولادة، ثم اختفى هذا التحليل وأصبح الأمر مجرد روتين يمر بدفع رشوة في الأغلب وينتهي بالحصول على الشهادة.
وأشار إلى أن عدم التوعية بأهمية الفحوصات والتنصيص عليها بوضوح صلب القانون، رغم إجباريّة الإجراء، أثّر سلبًا على وعي المقبلين على الزواج، فعلى الرغم من تطبيق هذا القانون منذ سنوات إلاّ أنّ فئة كبيرة مازالت غير واعية بضرورة الفحوصات.
بواسطة : Admin
 0  0  130