يعتبر هذا من أكثر الأسئلة إنتشاراً بين الأمهات، وأكثر الأسئلة تنوعاً فى الإجابات من أطباء الأطفال.
هناك أسباب تجعل استخدامها مفيداً للرضع، وأسباب أخرى تجعله غير مفيد. يعتمد الأمر على عوامل عديدة منها شخصية الأم والرضيع.
لماذا غير مفيدة؟
يبدى بعض الرضع قلة مرونة وصعوبة فى تقبل التغيرات بشكل عام، مما يجعل تعرضهم لأى عادة مخاطرة لأنهم قد يستمرون فى هذه العادة لمدة أطول من الرضع الآخرين. ومع السكاتة، قد يطول البعض لمدة أطول كثيراً، بالإضافة إلى إمكانية حدوث مشاكل بالأسنان.
وقد ربط بعض الباحثون بين إستخدام السكاتة وبين التدخين، حيث أنهما عادتان تعتمدان على فعل المص بالفم لما هو دون الأكل. وهى نظرية لم يوافقها أو يعارضها أطباء الأطفال.
يتمثل الضرر الأكثر واقعية من السكاتة فى استبدال ثدى الأم بشىء آخر لما له من آثار سلبية على الرضيع والأم وعلاقتهما سوياً، بالإضافة طبعاً للمخاطرة بالعدوى المستمرة لإستحالة التأكد من نظافتها بشكل تام ومستمر.
لماذا مفيدة؟
يعيش الجنين لمدة شهور فى رحم والدته لا يفعل شىء سوا مص احتياجاته الغذائية من السائل حوله. مما يجعله فى إحتياج شديد وعنيف للإستمرار فى المص ببعد الولادة.
ويعترض بعض الأطباء على تقديم الأم ثديها لرضيعها بشكل متكرر ومستمر لإن هذا أولاً يعرض الرضيع لكميات من اللبن لا يحتاجها، مما يجعل الطفل كثير الكشط والقىء، وهو الأمر الذى يتسبب فى الشعور الحمضى بالمرىء، وهو أمر مؤلم للرضع.
وتتسبب أيضاً الرضاعة والكشط المستمران فى إحذاث خلل بعملية "الرضاعة - الهضم الإخراج - النوم" التى يحتاجها الرضيع لسلامه الجسدى والنفسى والذهنى.
السبب الآخر هو أنه فى حالات عديدة يتسبب المص المتكرر لجروح حلمة الثدى وتشققاتها، التى قد تؤدى إلى الإمتناع بعض الوقت عن الرضاعة وحرمان الرضيع من لبن أمه ولو لأيام، وهو الأمر الذى يحتم اللجوء إلى اللبن الصناعى، والمخاطرة برفض الطفل للبن أمه بعدها.
وطبقاً لأطباء الأطفال، فإن مشاكل الأسنان المتسبب فيها السكاتة تبدأ ما بين العام الثانى والثالث من العمر. ولا ننسى أن هناك بعض الأطفال ممن يحتاجون للمص المستمر ولا يستخدمون السكاتة، يعوضون هذا الإحتياج بمص الإصبع.
أما بالنسبة للعدوى، فيفضل بعض الأمهات، بمساندة طبيب الأطفال، أن يكون فى بيئة الرضيع القريبة - بيته - بعض مصادر العدوى البسيطة التى لا تسب المرض له ولكنها تقوى من مناعته وتعرضه بنسب ضئيلة جداً للميكروبات - والتى هى أساس فكرة التطعيم -
تأتى أهم فائدة للسكاتة فى الحقيقة أن تقديم ثدى الأم للرضيع كلما احتاج للقليل من المص لأى سبب يتسبب فى إحداث إضطراباً فى التفريق بين الشعور بالجوع والشبع لدى الرضيع، وهو الأمر الذى يستمر مع كبر السن.
فتعود الطفل على أن يكون ثدى الأم هو الحل فى حالات الألم، والخوف، والمغص، والتسنين، وعدم القدرة على النوم وما شابه، عادة ما يكون الإنسان الذى يحتاج أن يأكل كلما تعرض لبعض الضغط النفسى أو أنهم لا يستطيعون تنظيم أكلهم إلى ثلاث وجبات فى اليوم ويأكلون عدة مرات، وهى مشاكل نجد كثير ممن يعانون من زيادة الوزن يشكون منها، ويقال عنهم stress eater
تحكى زينة، 30 عام ووالدة طفلين، أنها حاولت مراراً وتكراراً مع طفليها ولم تنجح محاولاتها. بل إن طبيبها هو من طلب منها تقديم السكاتة لإبنتها الكبرى، لتهدئة الجروح فى حلمتى الثدى لديها، والتى تطورت إلى النزف والآلام الشديدة.
هاجر، 33 عام ووالدة لثلاث بنات، أعطت السكاتة لجميع بناتها وتمت رضاعتهم جميعاً رضاعة طبيعية ولم تؤثر السكاتة عليها
سماح، 32 عام ووالدة لطفلين، حاولت ولم تنجح فى تقديم السكاتة لأطفالها وتمت رضاعتهما طبيعياً.
فى نهاية الأمر، لابد أن نتذكر فيها يتعلق برعاية الأطفال أنه ليس هناك ما هو دائماً صواب 100% ولا ما هو خطأ 100%. وأن أغلب الجوانب ترتبط بشخصية الأم وظروفها وشخصية الطفل وما يتقبله وما يرفضه. فنفس الأم ونفس الأب يخلفون أطفال مختلفون فى طباعهم وبالتالى فى رعايتهم، ولا يحتاج الأمر كل هذا القدر من الجدل والغضب والأحكام المسبقة على الأمهات.
وهنا تكون النصيحة الأخيرة لكل أم: ثقى بنفسك وبما تشعرى بداخلك أنه الأفضل لرضيعك ولكِ، فليس هناك من هو أكثر حباً وحرصاً لطفلك، وقد يقضى هذا أو ذاك بعض الوقت، طال أو قصر، مع طفلك. ولكنك الوحيدة التى تعلمين بالفعل ماهو المناسب لطفلك، ولذلك أنتِ أجدر شخص بأن يأخذ هذه القرارات