• ×

11:52 صباحًا , الإثنين 7 يوليو 2025

مرض الإيدز بين الخرافة والحقيقة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 لايزال الإيدز من أهم التحديات في مجال الصحة العمومية في العالم، وخصوصاً في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.

والإيدز هو أكثر مراحل العدوى بفيروس نقص المناعة البشري تقدماً، ويُعرَّف بأنه الإصابة بواحدة أو أكثر من 20 عدوى انتهازية أو سرطانات ذات صلة. وتؤدي الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري للإصابة بمرض الإيدز، إلا أن هذا في آخر مرحلة من مراحل الإصابة بالفيروس.

أما فيروس نقص المناعة البشري هو فيروس يتسبّب في تدمير أو تدهور وظائف خلايا الجهاز المناعي لحامل الفيروس. يحدث نقص المناعة بشكل تدريجي إلى أن يصبح الجهاز المناعي غير قادر على القيام بدوره في مكافحة العدوى و حماية الجسم من الأمراض. وحينها يصبح الإنسان أكثر عرضة للإصابة بما يعرف بـ"العدوى الانتهازية"، وهي مجموعة من الأمراض التي تستفيد من ضعف مناعة حامل الفيروس.

وكان قد أعلن تقرير برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز لعام 2013 إنخفاض حالات الإصابة بالفيروس المسبب للإيدز بحوالي الثلث منذ عام 2001. وبلغ عدد المصابين بالفيروس المسبب للإيدز 35.3 مليون شخص في عام 2012 بالرغم من إنخفاض حالات الإصابة الجديدة بنسبة 33% منذ عام 2001، حيث بلغت عدد الإصابات الجديدة 2.3 مليون حالة جديدة 2012 مقابل 3.4 مليون حالة في عام 2001. كما انخفضت حالات الإصابة لدى الأطفال من 550 ألف حالة في 2001 إلى 260 ألف حالة في 2012 بنسبة 52%.

وأوضح التقرير أن الـ 9.7 مليون شخص المصابون بالفيروس المسبب للإيدز في 2012 قد حصلوا على علاجات رغم وجودهم في دول ذات الدخل البسيط، وأن هناك 61% من المرضى ما زالوا في حاجة إلى العلاج. وأشار التقرير على أن نسبة 34% من المتعايشيين بالفيروس يحصلون على العلاج في المرحلة الأولى من الإصابة، وأن المصادر الدولية المالية الخاصة بمكافحة الإيدز بلغت 18.9 مليار دولار خلال العام الماضي.

ومن ناحية أخرى قال مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة والسكان د.إيهاب أحمد عبد الرحمن، أن مصر واحدة من أقل دول العالم في معدلات إنتشار مرض الإيدز بها، مشيراً إلي أن المعدل في مصر يبلغ أقل من 0.02% وهو ما يعني حالتين لكل عشرة ألاف من السكان في الفئة العمرية بين 15 و49 عاما.

وأشار عبد الرحمن إلى أن إجمالي عدد حالات الإصابة المسجلة بالفيروس المسبب للإيدز في مصر يبلغ 3200 حالة حتى 31 مارس 2013.

وأضاف أن العدد التقديري للمتعايشين في مصر بفيروس الإيدز والذي تقدره وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز يبلغ نحو 9500 حالة مؤكدا أن هذا المعدل يعتبر من أقل دول العالم وهو ثابت منذ عام 1986 وحتى الآن.

وقال إن وزارة الصحة توفر الرعاية الصحية المجانية بالكامل لجميع المصابين بما يشمل نفقات الاختبارات والمتابعة والعلاج والتي تتراوح ما بين 7 و8 مليون دولار سنويا، مشيرا إلى أن هناك 1077 متعايشا بالمرض يتلقون العلاج المجاني بنسبة 100% في مصر حتى نهاية مارس الماضي.

وأضاف أن معظم البلدان، مثل مصر، لديها معدلات إنتشار منخفضة في عموم السكان، إلا أنها في ذات الوقت تشهد معدلات إنتشار عالية للمرض بين فئات معينة. وتشمل أولئك الأشخاص الذين لا يستخدمون الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس مع مختلف الشركاء، وهؤلاء الذين يستخدمون نفس المحاقن لأكثر من مرة. فضلاً عن أنه ورغم توفر العلاج الطبي متوفر في مصر، إلا أن المتابعة الطبية تحدياً للعديد من المتعايشين مع الفيروس المسبب للإيدز.

وأوضح أنه ليس جميع المصابين بالفيروس يحتاجون إلى العلاج موضحا أنه وفقا لقواعد منظمة الصحة العالمية، يتلقى المتعايش مع الفيروس العلاج، إذا أوضحت الاختبارات أن عدد "خلايا الدم البيضاء الرباعية" 350 وحدة أو أقل، ما يعني أن مناعة الشخص قد وصلت إلى مستوى حرج، ومن ثم فإن الشخص يحتاج للعلاج.

وأشار عبد الرحمن قائلاً: إن أول سبب للإصابة في مصر هو العلاقات الجنسية بدون استخدام واقي بنسبة 77%، والثاني هو عن طريق الحقن الملوثة التي قد يستخدمها متعاطي المخدرات وهي نسبة تبلغ 21.5% والثالث وتبلغ اقل من 2% بين الأطفال وتتم من خلال انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها خلال الحمل والولادة.
وأضاف ان احتمالات انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها خلال الحمل والولادة تبلغ ما بين 25% و 45% ولكن مع توفير العلاج الواقي والرعاية اللازمة للأم المصابة منذ بداية الحمل وحتى خلال الولادة ينخفض ذلك الاحتمال إلى أقل من 2% وهو ما طبقناه في مصر والنتيجة انه خلال السنوات الثلاث الأخيرة لم تظهر بين الحالات المتبعة أي إصابات جديدة بين مواليد الأمهات المصابات بالفيروس.

وعلى الرغم من تلك الأرقام إلا أن مسح النشء والشباب فى مصر الذى قام به المجلس الدولى للسكان بالتعاون مع مركز المعلومات لدعم واتخاذ القرار، أشار إلى ان معرفة الشباب بمرض الإيدز الذى يعد أكثر الأمراض المنقولة جنسياً خطورة ضئيلة للغاية على نحو ينذر بالخطر، وبالرغم من أن معظم المشاركين الذين يزيد أعمارهم عن 15 عاماً قد سمعوا عن الفيروس المسبب للإيدز إلا أن 3% فقط منهم يعرفون الطرق الأربع للعدوى بالمرض، حيث اعتمد معظم المشاركين على وسائل الإعلام بنسبة 89% ونسبة 26% منهم على المدرسة و13% منهم من الأصدقاء كمصدر للحصول على المعلومات حول مرض الايدز.
وكانت قد أوضحت الدكتورة نهلة عبد التواب ممثل مجلس السكان الدولى ان التمييز ضد الأشخاص المتعايشين مع مرض الإيدزفي مصر هو أمر شائع إلى حد كبير، حيث أكدت نتائج المسح على ان نسبة المشاركين فى الفئة العمرية 15- 29 ممن لديهم الاستعداد للتعامل اجتماعياً مع شخص متعايش مع مرض الإيدز لا تزيد عن 21 % وتزيد هذه النسبة بين الشباب الحاصل على تعليم جامعى حيث تصل الى 33%.

وأشارت عبد التواب إلى أن نقص الوعى لدى الشباب حول الأمراض المنقولة جنسياً وطرق انتقالها أمر يدعو الى القلق خاصة مع الأخذ فى الاعتبار طول فترة العزوبية التى يقضيها الشباب المصرى فى الوقت الحاضر، حيث أفاد ربع المشاركين فى المسح فى الفئة العمرية 15-29 عاما أنهم يعرفون فتيات من عمرهم على علاقة بشباب بينما أفاد الخمس أنهم يعرفون فتيان من عمرهم على علاقة بفتيات.

CC. CanStockPhoto.com
CC. CanStockPhoto.com
مرض الأيدز بين الخرافة والحقيقة

والسؤال هل كل ما نعرفه أو نسمع عنه بخصوص هذا المرض صحيح؟ أم أن هناك بعض الشائعات التي تسرّبت لمعلوماتنا حتى عُدنا نتعامل معها كحقيقة؟
إليكم قائمة من الخرافات الأكثر انتشاراً في العالم:

خرافة: مريض الإيدزيشفى تماماً.
حقيقة: إلى اليوم لا يوجد علاج تام للإيدز ولا يوجد لقاح يقي من العدوى به إلا أن هناك علاجات متوفرة تساعد على تأخير ظهور الإيدز وتساعد الأشخاص المتعايشين مع الفيروس المسبب للإيدز أن يعيشوا حياة صحية ومنتجة.

خرافة: من الممكن أن تصاب بالمرض عن طريق تنفس الهواء المحيط بمصاب الإيدز أو بواسطة احتضانه أو مصافحته.
حقيقة: لا يمكن أبداً للفيروس أن ينتقل بواسطة أي من التالي: مراحيض الحمامات أو باللمس، الإحتضان، المصافحة، مشاركة الطعام مع المصاب أو الباعوض. وينتقل الفيروس عن طريق الدم والمَنِي أو السائل المنوي وحليب الرضاعة. كما يمكن للمرض أن ينتقل بواسطة الإبر الملوثة بدم المصاب، أو إعادة إستخدام إبر الحقن، ممارسة الجنس بدون إستخدام الواقي الذكري، كما يمكن للفيروس أن ينتقل عبر الرضاعة الطبيعية.

خرافة: قد تصاب بالمرض بمشاركة الرياضة مع الشخص المصاب واستخدام أدواته الرياضية.
حقيقة: من المستحيل أن يكون التعرض لعرق ودموع المصاب سبباً في انتقال المرض.

خرافة: الإغتسال بعد الجماع يمنع الإيدز
حقيقة: الإغتسال بعد الجماع لا يقلل من خطر العدوى، وتعد الطريقة الوحيدة للوقاية من العدوى هي إستخدام الواقي الذكري أثناء الممارسة الجنسية.

خرافة: لا يمكن الإصابة بأكثر من مرض جنسي في وقت واحد.
حقيقة: يمكن للشخص أن يصاب بأكثر من مرض جنسي في نفس الوقت، بل أن المصاب بمرض آخر غير معالج يزيد من فرصة إنتقال الإيدز لشخص آخر بست مرات.

خرافة: تستطيع أن تكتشف إذا كان الشخص مصاب أو لا.
حقيقة: المصاب قد لا يظهر عليه أي عرض لمدة تتجاوز عشر سنوات حيث أن المرض يؤثر على الأشخاص بشكل مختلف ولا يمكن الجزم إلا عن طريق الفحص الخاص بالإيدز.

خرافة: الإيدز يمكن أن ينتقل عن طريق البعوض.
حقيقة: الأمراض المميتة مثل الملاريا والحمى الصفراء يمكن الإصابة بها من خلال عضات البعوض، إذن لماذا لا ينتقل الإيدز بالطريقة نفسها؟ الاختلاف الأساسي هو كيفية انتقال المرض، فالحشرات تحقن لعابا وليس دما في ضحاياها، وعلى عكس الملاريا والحمى الصفراء، الإيدز لا يوجد في اللعاب.

خرافة: فحص الإيدز لا يأتي بأي فائدة.
حقيقة: معرفة إذا كان الشخص مصاب أم لا يتيح له الحصول على علاج مبكر، ويسمح له بالمحافظة على صحته لعقود طويلة.

خرافة: حين تكون في فترة العلاج من المرض فإنه لا يمكن انتقال المرض.
حقيقة: الأدوية لا تمنع إنتقال المرض حيث أن الفيروس موجود بالجسم وإن خفت الأعراض.

خرافة: المرأة المصابة بالإيدز لا تنجب أطفال.
حقيقة: المرأة المصابة يمكن أن يكون لها عائلتها، ويمكنها الحمل وإنجاب الأطفال، لكن للحد من مخاطر انتقال الفيروس، يجب أن تخضع لعلاج لمكافحة العدوى.

خرافة: لا يمكن إصابة من هم فوق الخمسين.
حقيقة: على العكس فمن هم فوق الخمسين يشكلون أعداداً متزايدة في نسب الإصابة.

خرافة: لن تستطيع الحصول على الفحص إلى بعد ست أشهر من التعرض للمرض.
حقيقة: الفحوصات الآن ممكنة بعد أربعة أسابيع من التعرض للمرض، إلا انها تعد أكثر موثوقية إذا تم إجراءها بعد ست أشهر.

خرافة: قد تصاب بالمرض بمجرد لمس دم المصاب.
حقيقة: لإنتقال المرض يحتاج الدم لأن يصل لأوعيتك الدموية فالجلد مهيأ لأن يمنع هذا الإنتقال بمجرد اللمس.

خرافة: الأزواج الذين كلاهما مصاب بفيروس الإيدز، لا يحتاجان إلى استخدام الواقي الذكري.
حقيقة: هذا ليس صحيحا، فتقييم الخبراء انه اذا لم يتم استخدام الواقي الذكري يمكن أن تصبح الحالة أكثر شدة وعملية العلاج تصبح أكثر صعوبة، كما يمكن أن ينقل أحدهما مرض جنسي للآخر.

خرافة: ينتقل المرض باللعاب ومشاركة أدوات الطعام.
حقيقة: لا ينتقل المرض باللعاب.

خرافة: يصيب فيروس الإيدز المثليون جنسياً و متعاطي المخدرات فقط.
حقيقة : يمكن لفيروس الإيدز أن يصيب أي شخص، من الرضع والنساء وكبار السن ومن المواطنين فوق 50 سنة والمراهقين ، وأي عرق ونوع.

خرافة: الأم الحامل تنقل المرض لطفلها.
حقيقة: حين تعلم الأم بمرضها وتتناول العلاج فإن نسبة انتقال المرض للطفل لا تتعدى 2%، في حين أن عدم تناول العلاج أثناء الحمل يرفع خطر الإصابة إلى 25%.

خرافة: أنا مصاب بالإيدز إذاً حياتي ستنتهي.
حقيقة: في أول سنوات إنتشار الإيدز كانت نسب الوفاة عالية، لكن اليوم الأدوية تتيح للمصاب حياة أطول وأصح وأكثر إنتاجية.
بواسطة : Admin
 0  0  140