عندما كانت الدكتورة ميرنا مورينو، الطبيبة بالمعهد الوطني لأبحاث السرطان بالعاصمة الإسبانية تحقن إحدى فئران التجارب بدواء مضاد للالتهاب، فوجئت بأن الفأر الذي كانت تستخدمه في اختبارها حدثت له تغيرات وكبر حجم الفراء الذي يغطي جسده، حسبما جاء على "ديلي ميل" البريطانية.
وسارعت مورينو للبحث عن السبب وراء ما حدث، فاكتشفت أن السبب هو كرات الدم البيضاء التي ينتجها الجهاز المناعي لمقاومة العدوى والتخلص من الأنسجة غير المرغوب فيها، حيث أكدت أن كرات الدم البيضاء عملت على تحفيز خلايا مجاورة مسؤولة عن نمو الشعر، ما يعني أن بصيلات الشعر يمكنها أن تنمو دون الحاجة إلى زرع شعر، والذي قد يكلف نحو 5 آلاف جنيه إسترليني في بريطانيا.
وقالت مورينو: "من أهم التحديات الحالية في مجال الخلايا الجذعية، تحفيز إعادة النمو دون الحاجة لعملية زرع، وبناء على هذا الاختبار تبين لنا أن كرات الدم البيضاء تلعب دورا أساسيا في الوسط المحيط بالخلايا الجذعية"، مضيفة: "كما تبين لنا أهمية الكرات البيضاء كعامل أساسي في عملية إعادة بناء البشرة، وهو دور أكبر مما كنا نعرفه عنها كخلايا عاملة في الجهاز المناعي للإنسان".
وكانت أبحاث سابقة قد توصلت إلى أن وجود خلايا بالبشرة تحفزها على نمو الشعر، فيما تعتقد مورينو أن ما توصلت إليه قد يفيد في مجال مكافحة الشيخوخة والسرطان، وعلى الرغم من أن الاختبار أجري على الفئران، إلا أن الباحثين يعتقدون أنه يمكن الحصول على نفس النتائج في حالة الإنسان، فيما تشير الإحصائيات إلى أن نصف الرجال في بريطانيا يعانون من الصلع عند بلوغهم الخمسين من العمر.