اتهم علماء آثار ومعلقون وساسة معارضون الحكومة الإيطالية بالإهمال وسوء الإدارة اليوم الأحد بسبب انهيار "بيت المصارعين" الذي يعود لألفي عام بمدينة بومباي الأثرية القديمة.
وقال معلقون إنه كان يتعين نقل إدارة هذا الأثر -الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ضمن التراث العالمي- من سيطرة الدولة الى القطاع الخاص لعدم قدرة الحكومة على حمايته.
وحملت صحيفة لا ستامبا عنوانا على صدر صفحتها الأولى يقول "الانهيار المخزي في بومباي" لتعكس موقف الرأي العام الايطالي من هذه الكارثة الثقافية.
وقال مسؤولون ان البيت الحجري الموجود بالشارع الرئيسي في بومباي والذي تبلغ مساحته نحو 80 مترا مربعا انهار بعد الفجر بقليل عندما كانت المدينة الأثرية مغلقة أمام الزائرين.
ومن المعتقد ان المبنى كان موقعا يتجمع فيه المصارعون للتدريب أو لاستخدامه كملهى قبل التوجه لخوض مباريات المصارعة في مدرج قريب في المدينة التي دمرتها ثورة بركان فيزوف في عام 79 بعد الميلاد.
ولم يكن الموقع مفتوحا للزائرين لكن كان يمكن رؤيته من الخارج اثناء تجول الزائرين في أحد الشوارع الرئيسية بالمدينة الأثرية.
وتزين جدران الموقع جداريات من الجص عليها رسوم عسكرية.
ويزور مدينة بومباي الأثرية الإيطالية نحو 2.5 مليون سائح سنويا مما يجعلها واحدة من أبرز مناطق الجذب السياحي في إيطاليا وعبر الكثير من الزائرين عن صدمتهم لتدهور الموقع.
ويشكو مؤرخون فنيون وسكان منذ سنوات من تدهور وضع المواقع الأثرية في بومباي إلى الجنوب من نابولي مما يجعلها في حاجة لصيانة مستمرة.
وقال روبرتو تشيتشي الوكيل بوزارة الثقافة إنه لا توجد عمليات صيانة فعالة ومستمرة في بومباي منذ نصف قرن.
ووصفت صحيفة لا ريبوبليكا الانهيار بأنه "فضيحة عالمية" وألقت باللوم على حكومة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني في تولي شخصيات تفتقر إلى الكفاءة المسؤولية ولخفض الأموال المخصصة للمواقع الثقافية والتاريخية في إيطاليا.
وقال مقال افتتاحي "ستكون هناك انهيارات أخرى لا محالة.. أطلال أخرى.. كوارث أخرى."
وقال مسؤول إن السبب المرجح هو هطول أمطار غزيرة لكن أغلب المعلقين قالوا إن الإهمال المستمر منذ زمن طويل هو المشكلة الأساسية لأنه كان يجب أن تكون هناك وسائل حماية لبومباي من الأحوال الجوية القاسية.
وذكرت صحيفة (السولي 24 اوري) أكبر الصحف الاقتصادية في إيطاليا أن نقل إدارة مدينة بومباي الأثرية للقطاع الخاص هو الحل الوحيد وأضافت " نظرا لأنها إرث يخص كل الإنسانية لابد من انتزاعه من دولة أظهرت مدى عجزها عن حمايته."
ويشكو علماء الآثار والمؤرخون الفنيون منذ فترة من نردي وضع المواقع الأثرية في بومباي.