• ×

08:11 مساءً , الإثنين 7 يوليو 2025

ميدان التحرير ينافس الاهرامات وابا الهول في تصدر المزارات السياحية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 شن شبان مصريون حملة تحت شعار مصر آمنة بدأ في اطارها طلبة حملة لتنظيف الاثار ويأخذ سائقون الان السياح في جولة بميدان التحرير الذي اضحى مزارا جديدا يجتذب السائحين.. يفعلون اي شيء كي يعود السائحون إلى مصر.

وخلت الاماكن المحيطة باهرامات الجيزة وابو الهول وهرم سقارة من السائحين تقريبا منذ بدء الثورة التي اندلعت قبل شهر واطاحت بالرئيس حسنى مبارك ( محمد حسني السيد مبارك - ‎ Muhammad Hosni El Sayed Mubarak )والآن تريد مصر ان يعود السائحون.

ويقول كريم محسن العضو المنتدب في شركة سيلفيا تورز السياحية 'فيما يتعلق باحياء السياحة فان ليبيا هي المشكلة وليس نحن. تشهد المنطقة باسرها اوضاعا ساخنة جدا في الوقت الحالي' في إشارة للانتفاضة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي في الدولة الواقعة على الحدود الغربية لمصر.

وقال محسن 'تقع ليبيا على الحدود مع مصر وما يراه الناس يحدث هناك مخيف لذا يخشون المجيء إلى المنطقة' وهي وجهة النظر التي ترددها شركات سياحية ومرشدون يتوقعون ان يظلوا بلا عمل لاسابيع اخرى.

ويريد من يحاولون اجتذاب السائحين من جديد للقيام برحلات نيلية وزيارة اثار مصر القديمة تحويل دفة الاضطرابات السياسية لصالحهم واقترح احدهم شعارا يعتبر الثورة سببا اضافيا لزيارة مصر.

واحتشد مئات الطلبة في الجيزة - التي زارها رجال دولة من جيمي كارتر إلى نابليون والتي غالبا ما تعج بالاف السائحين- في مطلع الاسبوع حاملين لافتات كتب عليها 'مصر امنة' على امل ان تصل الرسالة لبقية دول العالم. وتقول هبة (18 سنة) 'ارجوكم ابلغوا اصدقاءكم الا يخشوا الثورة. هذه مصر الجديدة وهي ترحب بكم'.

ولا زالت الحياة في مصر ابعد ما تكون عن حالتها الطبيعية فعدد كبير من المدارس لا يزال مغلقا ويشهد ميدان التحرير احتجاجات اسبوعيا بينما لا يزال حظر التجول مفروضا اثناء الليل فيما تتمركز دبابات وجنود عند المحاور الرئيسية في القاهرة.

وفي زيارة رمزية لاشاعة الثقة ظهر جون مكين وجوزيف ليبرمان العضوان البارزان في الكونجرس الامريكي في الميدان في مطلع الاسبوع.

وانضما لرئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون واخرين قاموا بزيارة الميدان في الاونة الاخيرة.

ويشكو أصحاب الجمال والخيول والعربات التي تجرها خيول والمرشدون وبائعو بطاقات بريدية وتماثيل مقلدة في الجيزة من اختفاء الحافلات السياحية والجولات المنظمة ويقول محمد الذي يقود احد الجمال 'ارجوك سيدي قل لهم ان يأتوا لمصر الجديدة'.

وفي ظل غياب الاجانب استغلت مجموعات من القاهريين يرفعون اعلام مصر الاسعار الرخيصة التي تمنح للمواطنين المحليين للتعرف على تراث امتهم الثري الذي يرجع إلى 2600 سنة قبل الميلاد.

واضحت المهمة الشاقة للوصول لحجرة الدفن داخل الهرم الاكبر اقل مشقة نظرا لقلة عدد الزائرين.

واختفت الصفوف الطويلة للحصول على تذكرة لدخول الهرم المشيد من مليونين ونصف مليون قطعة من الحجر.

وفي قلعة محمد علي المطلة على القاهرة التي شيدت في القرون الوسطى لحماية القاهرة من الغزاة يقوم متطوعون من الطلبة بتنظيف الاسوار.

وتقول ليلى (15 عاما) 'نظمنا العمل بانفسنا'. ولا تزال مدرستها وغيرها من المدارس في انحاء مختلفة في البلاد مغلقة.

وأضافت ليلى فيما يقوم عدد كبير من الشبان الحريصين على التعبير عن فخرهم بما تحقق من ديمقراطية جديدة بتنظيف ميدان التحرير قلب الاحتجاجات ضد مبارك وغيره من احياء القاهرة 'انها رسالة. هذه مصر الجديدة'.

وقام البعض بطلاء اعمدة الطرق العلوية بالوان علم مصر.

ورفعت المتاريس لاستقبال قلة من الغربيين الذين زاروا القلعة ولوح الجنود الذين يحيطون بدبابة تحرسها بعلامة النصر وهتفوا 'اهلا بكم في مصر'.

وقال مسؤول 'زائران اضافيان اليوم ربما يصل العدد إلى 20 غدا'.

وتحدى عشرات من السائحين احداث الثورة لحضور اعادة افتتاح المتحف المصري الذي يضم اكبر مجموعة من الكنوز الفرعونية في 20 فبراير وقدمت الزهور للترحيب بهم فيما عمل حرفيون متخصصون على ترميم القطع الاثرية من الاضرار التي اصابتها جراء عمليات النهب.

ولكن اروقة المتحف التي بها القناع الذهبي للملك توت عنخ امون التي تكون عادة مزدحمة كانت مهجورة فعليا وبعد فتح الابواب توافد زائرون لكن باعداد قليلة جدا. ويعرض سائقو سيارت الاجرة في القاهرة الذين يحرصون على زيادة اجرهم جولة في ميدان التحرير الشهير.

وقال محسن بحذر 'قد يكون التوجه إلى التحرير والسير هناك صعبا ولكن الجميع يريد ان يعرف ماذا حدث لذا نشرح لهم احداث الثورة. 'لكن لا اعتقد اننا سنتوقف كي يتجول الزائر في ميدان التحرير'.

وقبل الازمة كانت مصر تجني نحو 280 مليون دولار كل اسبوع من السياحة حتى فر عشرات الالاف مع بداية الثورة بسبب تحذير حكومات من السفر لمصر. وسبق ان شهدت مصر هجمات على السياحة وتجاوزتها.

وقتل مسلحون 58 سائحا في معبد اثري بالبر الغربي بمدينة الاقصر عام 1997 واسفر الهجوم ايضا عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة فضلا عن ستة مسلحين. واضر الحادث بالسياحة ضررا بالغا.

وفي الفترة من عام 2004 إلى 2006 وقعت سلسلة من الهجمات المميتة بالقنابل في منتجعات على البحر الاحمر في شبه جزيرة سيناء ولكن السائحين اضحوا في ذلك الحين اكثر قدرة على التحمل عقب هجمات على مدن امريكية واوروبية وسريعا ما انتعشت الحجوزات السياحية.

ويقول وجيه ثابت المرشد وخبير الاثار المصرية وهو يولي اهتمامه لاول مجموعة زوار يستقبلها منذ قبل الانتفاضة في مطلع الاسبوع الحالي 'السياحة في مصر قد تضعف ولكنها ابدا لن تموت'.
بواسطة : Admin
 0  0  92