تشير تقديرات إلى أن معدل استهلاك الفرد من اللحوم في ألمانيا يبلغ 60 كيلوغراما سنويا.
ويؤكد خبراء منظمة الصندوق العالمي للطبيعة 'دابليو دابليو اف' أن البيئة تدفع ثمنا غاليا لهذا النهم الألماني تجاه اللحوم 'حيث يحتاج الألمان سنويا لمساحة بلد بحجم النمسا لإنتاج حاجتهم من اللحوم' حسب الدراسة التي أعلنت عنها المنظمة في برلين.
وحذرت خبيرة المنظمة، تانيا دريجر دي تيران، من الآثار السلبية لتزايد الاستهلاكي العالمي للحوم ويساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض وموت الأنواع الحية.
وقالت دي تيران إن المساحات الزراعية الضرورية لأعلاف الحيوانات تمثل الجزء الأكبر من الأراضي الزراعية وبفارق كبير عن المساحات التي تزرع لأغراض أخرى وتتسبب في نحو 20% من الانبعاثات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي تصب في ارتفاع درجة حرارة مناخ الأرض حسب تقديرات الكثير من خبراء البيئة و المناخ.
وجاء في التقرير أن زراعة مساحات زراعية واسعة في أمريكا الجنوبية بفول الصويا رخيص الثمن أصبح يهدد مناطق طبيعية فريدة من نوعها مثل السافانا البرازيلية.
ويطلق الخبراء عبارة 'بصمة مساحة القدم' على المساحة الضرورية لصناعة منتج ما. وللحوم بصمة كبيرة جدا مقارنة بغيرها من المواد الغذائية حيث تبلغ مساحة بصمة سندوتش لحم الهامبورغر مع بطاطس وسلطة 3.61 متر مربع من الأراضي الزراعية في حين تبلغ مساحة بصمة طبق لحم الخنزير المشوي مع سلطة الكرنب وقطع البطاطس 3.12 متر مربع.
وللمقارنة فإن تناول طبق مكرونة سباغيتي مع صلصة الطماطم يحتاج مساحة 0.46 متر مربع من الأرض الزراعية.
ورأى خبراء المنظمة أنه ليس من الضروري أن يصبح كل سكان الأرض نباتيين من أجل المحافظة على البيئة وأوصى فقط بخفض معدل الفرد من استهلاك اللحوم بالإضافة إلى انتقاء اللحوم الأفضل وهي لحوم ماشية المراعي الطبيعية وذلك رغم ارتفاع سعرها قليلا عن سعر اللحوم التي تتغذى على الأعلاف لأن المساحة الزراعية المطلوبة لإنتاجها أقل بكثير من المساحة المطلوبة لإنتاج لحوم الأعلاف حسب توضيح خبراء المنظمة.