قال علماء من الولايات المتحدة إن أنثى قرد البابون المعروفة بصدرها الأحمر الدموي تتعمد التخلص من حملها عندما يقود مجموعتها ذكر جديد قوي الشكيمة.
وتوصلت دراسة اجراها فريق من العلماء تحت إشراف ايلا روبرتس من جامعة ميشيغان ونشرت نتائجها اليوم الخميس في مجلة ساينس الأميركية الي أن أنثى قرد البابون تتجنب بهذا السلوك إنجاب نسل محكوم عليه بـاللعنة داخل المجموعة لأن الذكر الجديد يعمد غالبا إلى قتل النسل الذي يعود لذكر غيره.
وقال العلماء إن هذه هي المرة الأولى التي يثبت فيها وجود مثل هذا السلوك لدى الحيوانات البرية حيث تعرف هذه الظاهرة بين العلماء بـتأثير بروس المعروف بين عدد من الحيوانات الثديية وعلى رأسها الفئران والذي يؤدي إلى إسقاط الحيوانات حملها عندما تشتم رائحة ذكر غريب غير الذكر الذي حملت منه.
واستغرقت الدراسة خمس سنوات وأجريت على مجموعة من قردة بابون ذات الصدر الأحمر الدموي في حديقة سيمين مونتينس الوطنية في أثيوبيا حيث حصروا القردة الصغيرة التي ولدت حية في مجموعات حل عليها ذكر جديد وجمعوا عينات من براز المجموعة لمعرفة الإناث التي كانت حاملا وقت قدوم الذكر الجديد ووقت حملها وذلك من خلال فحص الهورمونات الموجودة في البراز فوجدوا أن 80 في المئة من جميع حالات الحمل انتهت خلال الأسبوع الثاني من وصول الذكر الجديد. وغالبا ما تقاد قطعان قردة البابون أحمر الصدر بأنثى ولكن لدى هذه القطعان أيضا ذكر بارز.
ويرى العلماء أن هذا السلوك يصب في مصلحة الأنثى ونسلها لأنها تخشى أن تنتهي حياة نسلها الذي حملت به من ذكر سابق بالقتل في أغلب الأحوال وهو ما جعل العلماء يصنفون هذا السلوك على أنه استراتيجية ناجحة لتكيف الأنثى مع بيئتها.
يشار إلى أن تأثير بروس اكتشف لأول مرة بين الفئران قبل نحو خمسين عاما على يد عالمة الأحياء البريطانية هيلدا مارغاريت بروس.