تعتبر الدحة من الالعاب الحربية التي ترمي الى بث الرعب في قلوب الاعداء وهي عبارة عن اهازيج واصوات تشبه الى حد كبير زئير الأسود او هدير الجمال وتنتشر لعبة الدحة في السعودية والكويت والعراق وسوريا والاردن وجزء من سيناء والسودان وبعض الدول العربية وتتميز الدحة بانفراها باحتوائها على اكثر من فن كالشعر واللعب ورقصات الحرب والحركات الفريدة.

نشأتها:

كما اشرنا أعلاه وقلنا بـان الدحة لعبة حربية ترمي الى محاولة اخافة الاعداء وبث الرعب في قلوبهم ويقال ان سبب نشأتها أن مجموعة قليلة خرجوا على جمالهم واثناء نزلولهم للمبيت ليلا وبعدما حل الظلام الدامس سمعوا اصوات قريبة منهم وذهب احدهم ليستكشف فوجد جيشا صغيرا يفوقهم عددا وعدة ولا يمكن مواجهتهم ولم تسمح لهم شجاعتهم ان يفروا وعلموا ان الجيش قد ارسل من يستكشف امرهم فعمدوا الى الحيلة وذلك بالهدير مع الجمال باصوات قوية فظن الجيش الصغير انهم جيشا جرارا لكثرة اصوات جمالهم التي لا يقطعها طول الليل *****افة فتركوا المنظقة لهم وسلموا بالحيلة يوم ان سلمهم الله. ثم بعد ذلك ادخلوا فيها الشعر - ويسمى المصنّع- والرقصات - ويسمى الراقص بالحاشي-.

طريقتها واسلوبها:

يكون فيها الاشخاص نصف دائرة او ربع دائرة ويقف الشاعر في المنتصف او امامهم ثم يبدأ بالقصيد - المصنّع - سواء في الفخر او المدح او الغزل او المحاورة مع شاعر اخر وبعد كل بيت يقوله الشاعر تردد الصفوف بقولهم

هلا هلابه ياهلا ++ ليا حليفي ياولد
وللمعلومية فان شعر الدحة من اصعب انواع الشعر برغم قصر البيت وتكمن صعوبته بـأن على الشاعر ان يكون قد نظم بيتا جديدا في اقل من عشر الى عشرين ثانية - اي اثناء ترديد الصفوف للبيت "هلا هلابه ياهلا ++ ليا حليفي ياولد"مرة أو مرتين على الاكثر ولذلك فان شعراء الدحة قلة قليلة ولا يستطيعها اي شاعر بعكس المحاورة او القلطة والتي تردد الصفوف بيت الشاعر الذي نظمه الى ينظم بيتا جديدا حتى لو استمر عشرات الدقائق.

نعود للدحة ، فأثناء لعبهم فان الراقص - الحاشي- يلعب في هذه الاثناء بالسيف او بالعصا امام الصفوف مع شخص اخر او مع الشاعر، وبعد الانتهاء من أبيات الشعر تبدأ الدحة بإصدار اصوات تشبه هدير الجمال أو زئير الاسود وتمر بمراحل عدة وطرق مختلفة تختلف باختلاف اللاعبين من قبيلة الى اخرى ومن منطقة الى اخرى ولكن بشكل عام تبدأ الدحة - بالنقلة- الخفيفة من صفقات متقطعة ثم يزداد الحماس والصوت والصفقات الى أن اي تستمر على وتيرة واحدة - ويصطلح لها بـ خثرت أو رابت - ثم بعد ذلك تزداد الى ان يتوقفون ثم يعاودون الكرة من جديد وفي كل مرة طرق مختلفة.

أخطاء شائعة:

يعمد البعض الى عمل بعض الحركات في اثناء الدحة من باب المداعبة والمرح وإلا فهي ليست من صميم وأصول اللعبة كالزغاريد ونهش كتف الذي بجانبه او غير ذلك فيظن قللي الخبرة بأن هذه الحركات من صميم اللعبة فتناقلوها وعملوها مع الأسف حتى في المحافل العامة والاحتفالات الرسمية ظنا منه بأنها من اللعبه ولم يفقه بأنها تعمل فقط من اجل الدعابة والمرح ولا يصح ان تعمل في الاحتفالات الرسمية والتي تعرض في المهرجانات والتفلزيونات ، ومع الأسف تناقلوها حتى شاعت وشوهت اللعبة دون ادراك منهم بذلك.



وقد جاء في كتاب الدحه رقصة الحرب والسلم للباحث/ سليمان الأفنس الشراري - طبرجل مقتطفات منها مايأتي:0"وتعتبر الدَحة إحدى الرقصات الشعبية لعدد كبير من قبائل الشمال مثل : عنزه و الشرارات و بني صخر و بني عطية والحويطات"0والدحة نوع من أنواع الشعر السهل وهي تلتزم بقافية ذات قاعدة ثابته يقول فيها الشاعر ما يشاء مرتكزا على قاعدة الشطر الأخيرمن الكوبليه الأول من مجموعة البيت الأول، ويتحدث بيت القصيد في كلمات الشاعر بمقطوعة سردية لموضوع قصصي هو جوهر ما تم الإجتماع عليه كموضع قصصي سردي لمعركة ما أو وصف لديار أو هجاء أو مدح. وتقام الدحة وسط مهرجان كبير يقول الشاعر البيت ثم يرد عليه الرداده - السامر بقوله: هلا .. هلا .. به .. يا هلا..لا يا حليفي..يا ولد.. وهكذا حتى أن ينتهي المقطع كاملا ثم تبدأ المجموعة المصطفة بترديد الدحية بقول: دح..دح..دح.. وهكذا حتى يأتي شاعر آخر أو نفس الشاعر بعد استراحه قصيره ثم يبدأ من جديد