سلسلة مقالات : التدريب *****تقبل (3)
دكتور صلاح لطفي آل هارون
التجربة الكورية الجنوبية: التعليم مدي الحياة
أكدت "جوي أون هي" الباحثة في مؤسسة كيريس وهي مؤسسة الأبحاث التربوية الكورية عن سبل تطوير وأهداف التربية الكورية قائلة: النظام التربوي الكوري الجديد مبني علي التقليد عبر الاستفادة من النظام التربوي الديمقراطي الغربي . خصوصًا من الأنظمة التربوية للبلدان الإسكندنافية وبريطانيا والولايات الأمريكية

حقائق حول التعليم في كوريا الجنوبية:
- عدد سكان كوريا الجنوبية حوالي خمسين مليونا
- نسبة الأميّة في كوريا الجنوبية بين الكبار 1.7 %.
- نسبة الأميّة بين الصغار صفر
- معدل إتمام الشهادة الابتدائية الإجبارية 1**%.
- نسبة الإنفاق علي التعليم من الميزانية العامة للدولة 18% من جملة إنفاق الحكومة.
- نسبة من يكملون الدراسة بعد الثانوية 34% وهي أعلي النسب في العالم.

أدخل الكوريون المدارس الحديثة ويركزوا علي عددًا من الإصلاحات التربوية للتعليم أهمها:
1- غرس الهوية القومية لدي أفراد الشعب.
2- تنمية احترامهم لتاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم.
3- تنمية الابتكار وروح الريادة لإحياء القوة الوطنية ولتحقيق الازدهار العام.
4- ضرورة التوازن بين التنمية والتقاليد. وحاجات الفرد وحاجات الوطن.
5-الزيادة المستمرة في الإنفاق العام علي التعليم وأن تضعه الحكومات الكورية المتعاقبة في مقدمة أولوياتها تستثمر مواردها فيه.
وللتأقلم مع التغيرات السريعة في تكنولوجيا المعلومات في القرن الحادي والعشرين. تسير الإصلاحات التي تجريها الحكومة الكوريّة على نظام التعليم والتدريب في اتجاهين:

- الاتجاه الأول: هو التأكيد علي تطوير المهارات المعلوماتية للمواطنين لأن المهارة في استخدام تكنولوجيا المعلومات في جميع مناحي الحياة وفي التعليم ستحدد القوة التنافسية لكوريا علي مستوي الأفراد والشركات.
ولقد جسدت الحكومة الكورية متمثلة في وزارة التربية والتعليم خططها المحددة على هيئة مركز دعم الوسائط المتعددة في التعليم ومركز الأبحاث الأكاديمية المتقدمة. ومشاريع أخري ذات علاقة بتطوير المهارات المعلوماتية لدي المواطنين. وخصصت استثمارات مالية ضخمة جدًّا لتعليم الحاسب والإنترنت لربَّات البيوت والمزارعين وصيادي الأسماك وكبار السن. إضافة إلي المدرسين والطلاب.
- الاتجاه الثاني: الاهتمام بالتعليم مدي الحياة (التعلم والتدريب) أي بناء مجتمع التعلم المفتوح ولتعريف الجمهور بفكرة التعليم مدي الحياة. بدأت الحكومة الكوريّة بالتعاون مع وسائل الإعلام وغيرها من منظمات المجتمع المدني بوضع إطار لتعليم الكبار والتعليم مدي الحياة كما يلي:
- تمديد التعليم الجامعي.
- تعليم الكبار والتعليم مدي الحياة المعتمد علي المدرسة
- التعليم الإضافي "التكميلي".
- التدريب أثناء الخدمة.
- تعليم الكبار والتعليم مدي الحياة الذي تقوم به المنظمات غير الحكومية.
إتاحة المنح التدريبية والندوات التثقيفية ومشروعات بناء القدرات الوطنية لكافة الفئات.

وتجدر الإشارة إلي أن الاتجاه الثاني في إصلاح التعليم لا ينفصل عن الاتجاه الأول - أي توسيع استخدام تكنولوجيا التعليم في الحياة اليومية والبيئات التعليمية- حيث ظهر أن استخدام برامج التعليم مدي الحياة المعتمدة علي الإنترنت مناسبة جدًّا لتلبية حاجات الدارسين الذين يشكون من ضيق الوقت وبُعْد مكان الإقامة بسبب الأعمال التي يقومون بها خلال فترة النهار ويتميز هذان الاتجاهان - التعليم مدي الحياة. والتكنولوجيا المتقدمة - بخلق إمكانات إيجابية لتحسين نوعية حياة كل مواطن في كل مجال سواء كان تعليميًّا أو صحيًّا أو ثقافيًّا.
النتائج:
احتلت كوريا الجنوبية المركز الأول في مؤشر منحني التعليم للعام 2014 . وتلتها اليابان ثم سنغافورة وهونج كونج. تقدمت دول شرق آسيا علي بقية الدول في التعليم. بينما حلت فنلندا. التي كانت الأولي في هذا المجال قبل عامين. في المرتبة الخامسة. وتلتها بريطانيا . فيما جاءت ألمانيا في المركز الثاني عشر. ثم روسيا والولايات المتحدة.
ويعتمد المؤشر الذي تصدره شركة بيرسون البريطانية للتعليم والنشر علي الجمع بين البيانات الوطنية والتصنيفات الدولية لقياس المهارات الإدراكية والتحصيل التعليمي.
وطبقا للبرنامج الدولي لتقييم الطلبة الذي نظمته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أوائل هذا العام. جاءت كوريا في المرتبة الأولي من بين 34 دولة عضوا في المنظمة في مجال الرياضيات. احتلت المرتبتين الأولي والثانية في القراءة. والمراتب الثانية والثالثة والرابعة في العلوم.

لمزيد من المعلومات
يمكنك زيارة الموقع الاكتروني لمشروع معايير التدريب
www.ici-ugk.net
أو طلب موسوعة المعايير الدولية للتدريب
او زيارة الموقع الالكتروني للدكتور صلاح لطفي
www.salahlotfy.com