نتيجة اختبار القياس قد تحطم الطالب المقبل على اختبار الوزارة
يتقدم في هذه الأيام الآلاف من طلاب الصف الثالث الثانوي بأقسامه كافة لأداء اختبارات القياس التي يحصل الطالب من خلالها على درجة معينة حسب جهده (وتخمينه إن صح التعبير) ومن ثم إن كانت الدرجة مقنعة له ولذويه فإنه بهذا سوف يكتفي باختبار واحد أو اختبارين وإن لم تكن كذلك فهذا يعني أن المحاولات قائمة إلى أن يأتي (الفرج) ويحصل على الدرجة المطلوبة أو يكتفي والد ذلك الطالب بعدد مرات التجريب نظراً لزيادة الخسائر المالية والدفع المستمر في كل مرة يؤدي فيها الطالب اختبارا جديداً للقياس. هذه المقدمة واقع ملموس أشاهده ويشاهده غيري كل يوم وخاصة من يتعايشون مع الميدان التربوي أو يقتربون منه سواء رب أسرة أو عضو في مؤسسة تعليمية أياً كانت. واللافت للنظر أن اختبارات القياس تأتي قبل اختبارات الثانوية العامة ومن هنا أتساءل هل الطالب مهيأ في هذا الوقت بالذات وهو مقبل على اختبارات نهاية العام الدراسي التي من خلالها يحدد مستقبله العملي؟ فنحن نعرف جميعاً أن الثانوية العامة هي آخر محطات التعليم العام وبوابة التعليم العالي ومن ثم الحياة العملية ولذلك فإن كل جهد الطالب يكون في هذه السنة بل إن الأسرة بأكملها تعيش مع الطالب هذه السنة يوما بيوم ونرى أثر النتيجة على كل فرد من أفراد العائلة.
وحول اختبار القياس وكيف أنه يأتي في التوقيت الخاطئ بالنسبة للطالب فلو أن أحد الطلاب لم يكن اختبار القياس جيدا بالنسبة له فهل نتوقع منه أن يجتهد في الحصول على نسبة عالية في اختبار نهاية العام الدراسي أم إن ذلك سيؤثر سلباً على نفسيته ويحطم معنوياته حتى لو حصل على نسبة عالية في الثانوية فلن يسعفه اختبار القياس. ثم هل اختبار القياس هنا أكثر دقة من اختبار الثانوية العامة بحيث إنه يعطي المقياس الحقيقي لمستوى الطالب ويعطي فعلا النتيجة الصحيحة؟ ثم هل اختبار القياس يعني بمعنى أو بآخر أن هناك خللاً في طريقة الاختبارات التي تبنى من قبل الوزارة لطلاب المرحلة الثانوية وعلى مستوى لنحتاج فعلاً إلى أن نقيسها باختبار ثانٍ؟ وهل اختبار القياس يقيس أشياء أخرى غير ما يقيسه الاختبار النهائي؟ وإن كانت الإجابة بنعم فلماذا لا تكون تلك الاختبارات والمقاييس ضمن المناهج ويمكن قياسها من خلال اختبارات نهاية العام الدراسي؟ وهل اختبار القياس اختبار مقنن لا يتدخل فيه التخمين والعشوائية؟ وإن كانت الإجابة بنعم فلماذا يمكن إعادته أكثر من مرة؟ وما هو الهدف الحقيقي من اختبار القياس وهو للأسف الشديد يحبط ذوي النسب العالية بتدني النسبة الموزونة ولا ينفع ذوي النسب المتدنية فهو بأية حال لن يصل بهم إلى الدرجات المطلوبة للدخول إلى الجامعات والكليات- وما أدراك ما القبول في الجامعات والكليات فالمقاعد محدودة ومحجوزة أحياناً ولا عزاء للخريجين؟ - أم إن اختبار القياس يهدف بالدرجة الأولى إلى جمع المال لدعم مراكز القياس؟
نتطلع في المستقبل إلى أن نترفق بأبنائنا الطلاب في الثانوية العامة فشبح الاختبار ما يزال عالقاً في الأذهان وهموم التخرج والقبول تخيم على الوجوه وتقتل التطلعات والآمال وتسرق ابتسام الأسرة وفرحة النجاح.
ونأمل أكثر بأن يكون اختبار القياس أحد العوامل المساعدة في توجيه الطالب لما يتوافق مع قدراته وإمكاناته وأن يسهم في قبوله في المكان المناسب ولا يدخل في النسبة العامة للثانوية العامة بأية حال من الأحوال فما علاقة هذا بذاك.
|
|
|
تواصل معنا
إعلانات نصية
الخصوصية
المفضلات