ترى باحثة اجتماعية أن مبالغة المرأة في الشراء تكون في بعض الأحيان لدوافع نفسية وعاطفية تفرضها الحياة المدنية الحديثة، وقالت الاختصاصية الاجتماعية سهام الموسى إن الشراء المبالغ فيه بمثابة تنفيس عن النقص العاطفي، وأكدت أن الرجل لا يختلف كثيرا عن المرأة في تلك الممارسة، وأن هناك الكثير من الرجال الذين يعانون من عقدة الشراء، ولديهم هواية شراء الملابس والساعات بشكل دائم ومبالغ فيه بدافع التعويض عن حرية مفقودة أو التنفيس عن معاناة معينة.
وأشارت الموسى إلى أن بعض النساء يندفعن لشراء كل ما تقع عليه أعينهن من زينة أو ملابس أو أحذية أو أي شيء آخر تحبه المرأة ويلفت نظرها بغض النظر عن حاجتهن لما يشترينه من عدمه، وقد أجمع عدد من علماء الاجتماع والنفس إلى أن الشراء بشكل مبالغ فيه نوع من الهوس العقلي، وحددت أعراضه كمرض، ومن ضمنها التبدل المستمر في المزاج والتكبر والتعالي بشكل مضخم، وهو مرض يصيب النساء أكثر من الرجال نتيجة سيطرة العواطف على المرأة أكثر من الرجل.
وتضيف الموسى "هنالك نوعان من الشراء، النوع الأول وهو الشراء الإيجابي، وهو شراء متطلبات حقيقية يحتاجها الفرد، فيذهب للتسوق خصيصا لشرائه، والنوع الثاني الشراء السلبي الذي يعتمد على التسوق لمجرد التسوق.
وتنصح الموسى بأن يحدد كل فرد حاجته الحقيقية من التسوق قبل الذهاب إلى السوق، وحصر المشتريات ضمن هذه الحاجات، حتى يعود الإنسان نفسه على الشراء الإيجابي، ولا يعمد أي فرد للترويح عن نفسه بالذهاب إلى السوق، فهذه أحد الأسباب التي تؤدي للشراء المرضي، وأضافت "على المرأة أن تحدد ميزانية معينة للشراء في أيام معينة أو عند الحاجة الملحة، وفي أوقات المناسبات، وترى أنسب الأسعار لميزانيتها دون المبالغة في الشراء، وإن كان الكثير من النساء يعمدن إلى التباهي بالأسعار المرتفعة".
وتقول خديجة المسعود" كثيرا ما تستهدف الأسواق وبضائعها النساء، كما أن الإعلانات التجارية المنتشرة في وسائل الإعلام المختلفة موجهة للمرأة، وهذا يشكل نوعا من الإغراء للمرأة، ومعظم النساء يرغبن في شراء الأفضل بغض النظر عن الأسعار، وحتى ذوو الدخل المتوسط من النساء يفضلن شراء الماركات المعروفة على الملبوسات العادية، وإن كان كثير من الرجال لا يتفهمون ذلك"، وأضافت أن المرأة بطبيعتها تسعى لأن تكون الأجمل والأفضل، وإن تطلب ذلك إنفاق مبالغ كبيرة، وذلك من أجل إسعاد الزوج، وتشير خديجة إلى أن زوجها يرى في بعض الأحيان أنها تبالغ في الشراء، وتشتري أشياء مرتفعة الثمن، حتى أصبحت في بعض الأحيان تخفي عنه الأسعار الحقيقية.
أما حلا طاهر (طالبة جامعية) فتؤكد أن التسوق ضرورة ملحة للمرأة والرجل، وإن كان اهتمام المرأة به أكثر، لأنها تتبضع لنفسها ولمنزلها ولأبنائها ولإخوانها وحتى لزوجها، وتشير إلى أن الأسواق في بعض الأحيان تكون متنفسا بالنسبة للمرأة، نظرا لعدم وجود بدائل بالنسبة لها كما هو موجود للرجل، وتضيف أنها تحب التسوق حين تتوفر لديها النقود، لأن ذلك يعطيها إحساسا بالسعادة والفرح، ويجدد ثقتها بنفسها ونظرتها للحياة، أما حين لا تتوفر النقود يكون التسوق أمرا متعبا ومحبطا للنفس.
ويرى سلمان الأحمد أن الأ**** دائما ما يتذمرون من مبالغة زوجاتهم في التسوق وفي الشراء، وأن معظم النساء يبالغن في مدة التسوق التي تستمر لساعات، ويبالغن في المشتريات كذلك، ويبذرن أموال الزوج ويرهقنه بالمصاريف من أجل الشراء، ويؤكد الأحمد أنه يكره التسوق مع المرأة أيا كانت بسبب معرفته المسبقة بنتيجة ذلك التسوق، وهي إضاعة المال والوقت، يقول: "رغم أن التسوق في بعض الأحيان يكون ضرورة، إلا أن النساء يتجاوزن هذه الضرورة بالمبالغة ويقارن بين مشتريات المرأة والرجل"، ويضيف: "المرأة تشتري في الشهر لنفسها ما يعادل ما يشتريه الرجل في سنة كاملة، وهي لا تستطيع أن تفرق بينها وبين الحاجات المهمة للمنزل، والرجل يحب أن يرى زوجته جميلة، لكنه أيضا لا يحب المبالغة في الشراء".
ويقول عبدالله العلي (صاحب أحد المحلات النسائية) "في كل يوم يستقبل المحل مئات النساء اللاتي يأتين للتسوق والشراء، بعضهن يخرجن دون شراء شيء، ولكن أغلبهن لا يخرجن إلا وهن محملات بالأكياس"، ويرى أن أنجح المحلات تلك التي تهتم بالشؤون النسائية، لأن المرأة مغرمة بالتسوق، ويضيف: "تتجه النساء عادة لاختيار السلع مرتفعة الثمن، وبعض النساء يبالغن في مشترياتهن، وذلك يرجع لوضعهن الاجتماعي والمادي، أما البعض الآخر منهن فيشترين حاجتهن فقط".