أشار رئيس قسم الطب النفسي في كلية الطب *****تشفيات الجامعية بجامعة الملك سعود الدكتور طارق ****** إلى أن ترك التداوي الطبي جملة وتفصيلاً والاقتصار على الرقية فيه مخالفة. وقال في حديث له ''إن الرقية تعد شفاء من الأشفية وليست الشفاء وحده أو علاجاً يغني عن غيره، ولا يقلل من شأن الرقية أن لا تكون وحدها علاجا لكل داء لان الله تعالى لم يردها لذلك ولو أرادها لكانت''. وأضاف ****** ''إن القرآن الكريم قد لا يشفي تماما من بعض الأمراض وإنما يخفف معاناة المريض ويحسن حالته، وربما عالج القرآن الكريم علة إنسان بعينه ولم يكتب الله فيه الشفاء لإنسان آخر يعاني من العلة ذاتها وليس الاستشفاء فقط ببركة القرآن الكريم وإنما أيضاً بما فيه من معان وعقائد تغير نظرة المريض للحياة والتي هي أيضا بعض بركة القرآن''. وأوضح ****** ''إنه من الخطأ مقارنة فعالية العلاج النفسي بالعلاج بالقرآن، وذلك لأنهما علاجان يكمل بعضهما البعض، ومن أنزل القرآن هو الذي خلق الدواء ، وقد جاء الأمر بتعاطي أسباب العلاج أيا كان ما دامت مباحة''. وعن الخلط في المفاهيم وبالأخص في ما يتعلق بعدم إدراك الناس لمعنى المرض النفسي قال: ''لبحث هذا الأمر يجب علينا أن نفرق بين العوارض النفسية والأمراض النفسية. فالعوارض النفسية هي تلك التفاعلات النفسية التي تطرأ على الفرد نتيجة تفاعله مع ظروف الحياة اليومية والتي تستمر لفترات قصيرة وقد لا يلحظها الآخرون ولا تؤثر عادة على الكفاءة والإنتاجية في الحياة، كما لا تؤثر على العقل والقدرات في الحكم على الأمور'' مشيراً إلى أن ''هذه العوارض النفسية تعد جزءاً من طبيعة الإنسان، أما الأمراض النفسية فهي مختلفة وهي لا تقتصر على ما يسميه الناس بالجنون بل إن معنى المرض النفسي معنى واسع يمتد في أصغر أشكاله من ''اضطراب التوافق'' البسيط إلى أشد أشكاله متمثلا في فصام الشخصية ''شديد الاضطراب''.