تسرب نصف أسئلة الاختبارات المقبلة لنهاية العام الدراسي الحالي، وأصبحت في متناول طلاب الطائف، ومن المحتمل أن تصل كل أنحاء السعودية مع ظهور هذا الخبر هذا الصباح.
وشهدت مراكز الخدمات الطلابية في محافظة رنية إقبالا شديداً من الطلاب، بعد تسرب أسئلة مشروع الاختبارات التحصيلية، التي تم توزيعها، أخيراً، من قبل وزارة التربية والتعليم على جميع مدارس التعليم العام، بعد أن قررت الوزارة تطبيق مشروع الاختبارات المدرسية مبدئيا في الاختبارات الفصلية والنصفية من هذا العام بنسبة 50% من أسئلة الاختبارات لجميع المراحل الدراسية، فيما ستكون البقية من إعداد المعلم، وسوف يكون التصحيح ذاتيا من المدارس باستخدام نموذج يدوي أو باستخدام المصحح الآلي بالتنسيق مع إدارة المشروع.
وقامت إدارة المشروع في الوزارة بإخراج الاختبارات التي تم إعدادها خلال الفترة الماضية على قرص كومبيوتر (CD) يشتمل على تحليل المحتوى الدراسي والأهداف السلوكية والأسئلة التي تقيس كل هدف لجميع المواد الدراسية، وإرسالها لإدارات التربية والتعليم التي قامت بدورها بتوزيعها على جميع المدارس، والتأكيد على استخدامها من كل المعلمين وفق تخصصاتهم لأغراض التدريس والتقويم، وذلك من أجل تطوير الاختبارات المدرسية مركزيا في إدارات التربية والتعليم.
وتسربت هذه الأسئلة إلى المكتبات ومراكز التصوير، حيث قام معظم الطلاب بالتخلي عن الكتاب المدرسي وصاروا يبحثون عن هذه الأسئلة التي أصبحت متوفرة في جميع المكتبات، بعد أن علموا أن 50% من درجات الاختبار النهائي سوف تكون من هذه الأسئلة، وقد أدى هذا الإقبال الطلابي الشديد على الأسئلة، إلى استغلال أصحاب المكتبات والخدمات الطلابية ومراكز التصوير لصالحهم، حيث قاموا بتوفيرها بعد أن تم سحبها من القرص على أوراق يتم تصويرها داخل المكتبة، وبيعها على الطلاب.
يقول أحد أصحاب هذه المراكز إننا اضطررنا أمام إلحاح الطلاب إلى البحث عن الأسئلة وطباعتها على ورق وتصويرها وبيعها على الطلاب بحيث نتقاضى ريالاً عن كل 8 ورقات ونشهد ازدحاماً شديداً من الطلاب على هذه الأسئلة.
وقد وصفت مجموعة من الطلاب هذا الإقبال الشديد على الأسئلة إنه ناتج عن ضمانهم لنصف درجة الاختبار في عدة ورقات حيث إنهم يرون أنه لا حاجة للرجوع للكتاب المدرسي.
ماذا بعد انتشار الأسئلة؟
وعن كيفية التعامل مع الاختبارات بعد شيوع الأسئلة بهذه الطريقة، يقول المعلم أحمد الخناش إن توفر هذه الأسئلة جعل التلاميذ يتخلون عن الكتاب المدرسي وعن المنهج وخصوصا أن بعض المواد لا تزيد أسئلتها عن 50 سؤالاً، وغير شاملة للمنهج مما يجعل الطالب يعتمد كلياً على هذه الأسئلة لضمانه 50%من درجة الاختبار. ويشير المعلم عبدالله المواش، إلى أن بعض المواد تحتوي على أسئلة أقل بكثير من مستوى الطلاب ولا يعقل أن تقدم لطالب في المرحلة الثانوية أو المتوسطة، وهي لا تقيس مدى فهم الطالب ولا تميز الطالب الضعيف من غيره.
ويضيف المعلم محمد خثيل السبيعي، أن طريقة تطبيق الاختبارات غامضة لدى معظم المعلمين ويحتاج إلى توضيح وبعض المواد ليس لها أسئلة، والبعض الآخر أسئلتها معدودة جدا وغير شاملة، وأشار أيضا إلى أن طريقة الأسئلة "الاختيار من متعدد" تعين التلاميذ على الغش حيث يستطيع الطالب بنظرة سريعة أن يتعرف على إجابة زميله إضافة إلى ما ترتب على ذلك من أعباء مالية ترهق أولياء الأمور، حيث إن هذه الأسئلة جمعت في عدة أوراق وتباع بأسعار تتراوح ما بين الـ20 إلى 30 ريالاً، لكل مادة *****تفيد الأول هم أصحاب مراكز الخدمات الطلابية والتصوير.
وطالب معلمون بإعادة النظر في هذا المشروع وإفهام المعلمين بآلية تطبيق المشروع حيث إن هناك اختلافاً كبيراً بين المدارس في طريقة التطبيق، كما طالبوا بعدم ترك الحرية للمكتبات ومراكز التصوير لاستغلال الطلاب والمتاجرة بالأسئلة بهذه الطريقة التي تسيء للطالب والمعلم وللمنهج المدرسي.
وتردد أن بعض إدارات التعليم طالبت بتأجيل تطبيق اختبارات المشروع إلى العام القادم، لكي يتم تطبيقه بالطريقة السليمة بعد إفهامه لجميع المعلمين، بالإضافة إلى تسرب هذه الأسئلة، ولكن لم يرد ما يؤكد أن هناك نية لتأجيله.
وكانت "الوطن" نشرت، السبت الماضي، خبر تعميم هذه الأسئلة على المناطق التعليمية في السعودية كافة، وأنه يهدف إلى إعداد كوادر ذات خبرة في بناء الاختبارات وتحليل المناهج الدراسية، وتطوير أسئلة الاختبارات في المدارس، وإنشاء بنوك أسئلة لجميع المواد، إضافة إلى تخليص المعلم من عبء إعداد الاختبارات والإدارة المدرسية، وما يستتبعها من تحمل مسؤولية سرية الأسئلة والمحافظة عليها، وإعطاء الوزارة فرصة مراقبة مستوى مخرج كل مرحلة دراسية، بشكل يتيح لها فرصة جيدة لبناء الخطط المستقبلية في ضوء نتائج الواقع الراهن للطلاب.




http://www.alwatan.com.sa/daily/2**3...rst_page04.htm