طالبوا بإنشاء هيئة تحمي الخريجين وإلغاء تخصصات غير مجدية
عاطلون: نهرب من القطاع الخاص لغياب الأمان الوظيفي
باحث توظيف: الشباب يبحثون عن كلمة "موظف" لمواجهة المجتمع
الرياض: عضوان الأحمري
أجمع عدد من الباحثين التابعين للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني, ومجموعة من الشباب العاطلين عن العمل على ضرورة إنشاء هيئة أو جهة تحمي الخريجين وتدعمهم وتساندهم حتى يجدوا عملاً أو وظيفة مناسبة بعد التخرج. وطالبوا بإلغاء بعض التخصصات الجامعية التي تزيد من أعداد العاطلين عن العمل في البلاد.
وقال الباحث علي عبدالله الغدير إنه من خلال وجوده في الأيام الثلاثة الأولى من برنامج حصر العاطلين عن العمل, لاحظ أن معظم المتقدمين يرغبون في الوظيفة كي لا يقال عنهم إنهم "عاطلون". وأضاف الغدير أن الشباب المتقدمين محبطون, ونحن نحاول انتشالهم من الإحباط الذي أصيبوا به بسبب وقت الفراغ وكذلك بسبب تصنيف المجتمع لهم بأنهم من العاطلين. وأشار إلى أن معظم الشباب الذين تقدموا للتوظيف يريدون كلمة "موظف" حتى يستطيعوا مواجهة المجتمع.
كما أشار الغدير إلى أن بعض الشركات الأهلية تطالب بضرورة إجادة المتقدم للغة الإنجليزية فأصبحت تشكل هاجساً لكل من يريد وظيفة حتى سائقي الرافعات. ويطالب الغدير مؤسسات التعليم العالي بإعادة النظر في بعض التخصصات التي تخرج أجيالاً من العاطلين، والذين لم يجدوا لهم عملاً بسبب ندرة الوظائف في التخصص المتخرج منه.
ويحكي محمد الجلال, أحد المتقدمين لبرنامج التوظيف قصته قائلا:
قبل أكثر من خمس سنوات, تخرجت من جامعة الملك سعود بدرجة البكالوريوس في التاريخ, ولكني مازلت حتى الآن أبحث عن وظيفة, وقد وجدت وظيفة في القطاع الخاص بالمنطقة الشرقية، ولكن الراتب لم يكن كافياً لأوفر وأصرف منه. ووظفت في شركة إيطالية ثم ما لبثت أن عدت إلى الرياض. وكنت أتمنى أن أكون معيداً في الجامعة أو أستاذ تاريخ في قطاع التربية والتعليم, ولكن شيئا من ذلك لم يتحقق.
ويضيف الجلال قائلا: أحد زملائي تخرج معنا وعرضت عليه وظيفتان عن طريق الواسطة، تلك الواسطة التي تدمر أحلام وفرص العمل للآخرين, والمتخرج الذي لديه واسطة تعرض عليه الخيارات. أما من يفتقد إلى الواسطة فعليه أن يقف في الطابور الطويل للعاطلين.
وعن سبب تخليه عن وظيفته السابقة قال: القطاع الخاص لا أمان وظيفيا فيه. الأجانب يأخذون أضعاف رواتبنا ونحن متعلمون ولا ينقصنا شئ، ومستعدون للتدرج ولكن أن نضمن الاستمرار. ويقترح الجلال أن يتم إيقاف بعض التخصصات لفترة مؤقتة، وإلغاء التخصصات التي لا توجد لها فرص عمل حاليا.
أما المواطن (ع . ع) الذي رفض التصريح باسمه فقال: أنا لي حلم ولم يتحقق, وإلى الآن لدي أمل في تحقيقه.. فقد دخلت الجامعة قبل ست سنوات, وكانت رغبتي أن أدخل القطاع العسكري ولكن ذلك لم يتحقق، فسمعت عن دورة الضباط الجامعيين وإن الطالب الجامعي له فرصة الالتحاق بهذه الدورة، فدخلت الجامعة ومضت السنون. وبعد ست سنوات رفضت إحدى الكليات الأمنية قبولي بسبب واحد بالمائة فقط, فاتجهت للبحث عن وظيفة. وعند ذهابي لوزارة الخدمة المدنية فوجئت بأنهم لم يوظفوا أحدا منذ سنتين من خريجي "علوم الأغذية" رغم أن هناك حاجة في بعض الجهات لهذا التخصص خاصة بعد حادثة التسمم في مكة.
ويكمل الشاب حديثه قائلا: تخيل أني الوحيد الجامعي في بيتنا ولم أوظف, وكل اللي مو جامعيين موظفون.. كيف أكون جامعيا بينهم وعاطلا في الوقت نفسه؟.
المفضلات