وزارة ووزارة
حرصنا على هذا الوطن وحبنا له وفخرنا بالانتماء إليه جميعها عوامل تفرض علينا أن لا نتردد في مناقشة أي موضوع له مساس بالصالح العام لهذا الوطن وأن لا نتحفظ في هذا الصدد أو نراعي نفسيات أشخاص على حساب مصلحة الوطن.
دراسات المقارنة أسلوب علمي وحضاري فعال للخروج بتصور واضح بل هو الآن أكثر أساليب الدراسات البحثية فاعلية، وعقد المقارنات بين عناصر متشابهة الظروف لا يقل أهمية ودقة عن البحث التفصيلي ولا بد أن يوصلنا إلى حقيقة ونتيجة دقيقة.
الصحة والتعليم، تجمعهما عناصر مشتركة كثيرة أهمها أن كلاً منهما يعتبر من أساسيات حياة المجتمعات فلا حياة لأمة بدونه وأنهما متشابهان في الهيكل التنظيمي الذي يتمثل في إدارة مركزية وفروع متعددة في كافة أنحاء الوطن دون استثناء ومتشابهان في نواحٍ فنية وإعداد العاملين ومهمة تأهيلهم وتطويرهم مهنياً وعدد المستفيدين وتنوع فئاتهم وطبيعة المباني المستخدمة من حيث ضرورة توفر مواصفات خاصة لكل منها. وتتشابهان أيضاً في سرعة تأثر كل منهما بالوضع الاقتصادي للبلاد وخطوات الترشيد.
في المقابل نجد أن ثمة اختلافاً كبيراً في حجم وطبيعة الإنتاج في كل منهما في نفس الظرف الزمني والاقتصادي.
لنأخذ العاصمة الرياض كمثال وسنجد أن وزارة الصحة استطاعت إحياء مدينة كانت ميتة وحولتها إلى مدينة طبية كبرى هي مدينة الملك فهد الطبية التي كان إحياؤها أمراً ميئوساً منه قياساً بالاحتياج الضخم لتجديد الأجهزة والمباني والمختبرات وخلافها وأهدت وزارة الصحة هذا الإحياء كهدية مفاجئة للجميع دون ضجة، بينما بدأ العام الدراسي ووزارة التربية والتعليم لم تنقل طاولات مدارس من مبنى مستأجر متهالك، خطير، مزحوم إلى مبنى جاهز منظف واسع وآمن. (تريد مثالاً خذ الثانوية 65في حي النزهة التي لا تزال في مبنى مستأجر ترفض الوزارة منذ سنتين إجراء الصيانة له بحجة قرب الانتقال إلى المبنى الجديد الذي انتهى ولم يفرح بالانتقال، ربما لأنه انتهى أثناء إجازة الصيف حيث كانت قيادات الوزارة في مهام سياحية خارجية!!).
احتفلت وزارة الصحة باستقبال طلبة كلية الطب في الوزارة التي لم يعلن عن فكرتها إلا منذ قرابة عام واحد، وتهدف للعون في سد الحاجة للأطباء السعوديين بينما طار مسؤولو وزارة التربية والتعليم للتعاقد مع معلمين للغة الانجليزية من الخارج وعادوا دونه وبدأت الدراسة دون معلمين رغم أن أكثر من 4**0خريج سعودي قادرون على تدريس الانجليزية للمرحلة الابتدائية يعيشون حالة بطالة!!.
توسعت وزارة الصحة في إنشاء مراكز الرعاية الصحية الأولية حتى خلنا أن الحي الواحد قد يشتمل على مركزين في حين تعتبر قضية تسجيل الطلاب والطالبات في المدارس هي قضية المجتمع هذا العام وكل عام بشهادة الصحافة ومسؤولي الوزارة لأن مدرسة واحدة تخدم أكثر من ثلاثة أحياء كبيرة (مثال الثانوية 68بنات في حي المصيف تخدم أحياء المصيف والتعاون والازدهار) وقد أصبحت فاتورة الكهرباء أهم مستند تسجيل لإثبات الحي وكأننا مجتمع لا يثق حتى في صدق الآباء والأمهات الباحثين بلهفة عن مدرسة حكومية.
وأخيراً: تشتكي المستشفيات الخاصة من منافسة المستشفيات الحكومية بينما تنعم المدارس الخاصة بسوء حال المدارس الحكومية. هذه وزارة وتلك وزارة وهذا وزير وذلك وزير والعبرة هي بالفرق بين أن تعمل وأن تقول.

محمد بن سليمان الاحيدب

http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.php?ka=20

للمراسلة: ahidibms@yahoo.com