في التعليم حريق إداري هائل
عندما نتحدث عن التعليم العام فنحن نتحدث عن (5) خمسة ملايين طالب وحوالي نصف مليون معلم ومعلمة حسب احصائيات وزارة التربية الأخيرة وبالتالي نتحدث عن جميع شرائح المجتمع ؛ كل أسرة وكل بيت.. وفي العودة إلى حادثة حريق مدرسة مكة المكرمة اعترف د. علي المرشد وبشجاعة عن مسؤوليته عمّا ترتب في حريق مكة المكرمة بسبب إهمال الصيانة ونتيجة لهذا الإهمال من رئاسة تعليم البنات جاء قرار دمج الرئاسة بوزارة المعارف وتعيين د. خضر القرشي بدلاً من د. علي المرشد.
وبعد أن هدأت كل العواصف ماذا حدث هذا هو السؤال؟! الآن التعليم يحترق ومسؤولو التعليم يحرقون كل مرحلة من مراحل الخطط، فكنا نعتقد أننا تشافينا وإذا بنا أمام حريق كبير: نقص في معلمي المواد العلمية، ونقص في معلمي اللغة الانجليزية، ونقص في مقاعد الدراسة وفي قبول طلاب المراحل الابتدائي والمتوسط والثانوي. نقص في التأثيث المدرسي، نقص في الكتب، ونقص في استحداث مدارس جديدة. والمعالجة العاجلة هي أن مدير عام التعليم بمنطقة الجوف نزل إلى الميدان إلى فصول المدارس للتدريس ولسد العجز الواضح في نقص المعلمين، وفي منطقة أخرى دفع المشرفين التربويين إلى قاعات الدراسة للتدريس والعودة للمطبوعات القديمة من الكتب الدراسية باسم وزارة المعارف لتوزيعها على الطلاب. وفتح مدارس جديدة على الورق فقط تحت عنوان مدارس محدثة.
الحديث يتوجه لمعالي وزير التربية والتعليم د. محمد الرشيد ونائبه د. خضر القرشي لماذا زج بتعليم البنات بهذه الأزمات ،كنا اعتدنا عليها من (وزارة المعارف) قبل الدمج لماذا تم جر تعليم البنات لهذه الأزمات وتحديداً هذا العام: نقص الكتب والمعلمات والمقاعد والتأثيث. هذه لم تكن من سلوكيات تعليم البنات وإن حدثت فهي محدودة أما الآن فاليابس يحرق الأخضر.
يامعالي الوزير د. محمد الرشيد ويانائب معاليه د. خضر القرشي دون غيركما من المسؤولين نحن لا نتحدث عن التطرف في المدارس ولا عن تعديل أو تطوير المناهج نحن لا نتحدث عن أي توجه ايديولوجي نحن نتحدث عن خلل إداري واضح في المدارس نقص في المدارس والكتب والمعلمين والتأثيث. أي طلاب بلا مدارس وطلاب بلا كتب وطلاب بلا معلمين مهما كانت النسب متفاوتة أو جزئية لكنه في نهاية الأمر نقص في أهم المحاور التعليمية والتربوية.. وهذا خلل إداري وتخطيطي يجب عدم السكوت عنه أو مداهنته أو تمريره عندما احترقت إحدى مدارس مكة المكرمة (طار) أكبر مسؤول في تعليم البنات ونحن الآن نرى في وزارة التعليم احتراقاً إدارياً وإذا كان لوزارة التربية خطط مرحلية وعشرية فقد احترقت المرحلة الأساسية وهي البنية التحتية للخطط الاستراتيجية وللخطط العشرية *****تقبلية التي تعلن عنها الوزارة في كل مناسبة.
يامعالي الوزير د. الرشيد ويانائب الوزير د. القرشي الأمر لا يسأل عنه مدراء المدارس أو مدراء العموم أو مدراء التعليم هذا النقص الذي حدث هذا العام ومازالت تداعياته مستمرة يسأل عنه الوزير ونائبه لأنهما هما من وافقا على خطة هذا العام وأصدرا التعليمات وأعطيا الوكلاء ومدراء التعليم الصلاحيات للإعداد والاستعداد المدارسي لهذا العام. ليس هناك مظلة حتى يحتمي بها معالي الوزير ونائبه لامظلة تطرف ولا مظلة مناهج ولا مظلة نقص في الميزانية هناك خلل إداري وثمن غالٍ يدفعه المجتمع والطلاب وطموح ومستقبل هذا الجيل.
وليس بالضرورة أن تحترق المباني وتهرع سيارات الدفاع المدني والهلال الأحمر والمتطوعون لإطفاء حريق مدرسة هناك احتراق للخطط السنوية والخطط التي تسميها وزارة التربية الخطط الاستراتيجية *****تقبلية ، حريق يشاهد في العديد من مدارس البنين والبنات. حريق ليس بسبب التماس كهربائي أو عبث الطلاب والطالبات بل بسبب فشل في التخطيط والمتابعة والرقابة. ورقة التوت يامعالي الوزير د. الرشيد ويانائب الوزير د. خضر القرشي سقطت والمجتمع لا يتحمل أي نوع من هذا الحريق. وليتذكرجميع المسؤولين وأولياء أمور الطلاب والأهالي أن أكبر وأصعب حريق يمكن أن نتعرض له هو الحريق الإداري وهذا الجيل بحاجة لمن يرعاه لا لمن يحرق مستقبله.

د.عبدالعزيز جارالله الجارالله
للمراسلة: jarallh@alriyadh-np.com

http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.php?ka=16