[c]


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

غَزواتُ الرَّسـول ( صلى الله عليه وسلم )

تأليف / محمد عبد الرحمن باشا

غزوة حنين

بعد أن فتح المسلمون مكة

انزعجت القبائل المجاورة لقريش من انتصار المسلمين على قريش.

وفزعت هوازن و ثقيف من أن تكون الضربة القادمة من نصيبهم .

وقالوا لنغز محمداً قبل أن يغزونا . واستعانت هاتان القبيلتان

بالقبائل المجاورة

وقرروا أن يكون مالك بن عوف سيد بني هوازن قائد جيوش هذه القبائل

التي ستحارب المسلمين .

وأمر رجاله أن يصطحبوا معهم النساء والأطفال والمواشي والأموال

ويجعلوهم في آخر الجيش ، حتى يستميت الرجال في الدفاع عن أموالهم

وأولادهم ونسائهم .

لما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك خرج إليهم مع أصحابه

وكان ذلك في شهر شوال من العام الثامن للهجرة .

وكان عدد المسلمين اثني عشر ألفاً من المجاهدين .

عشرة آلف من الذين شهدوا فتح مكة

وألفان ممن أسلموا بعد الفتح من قريش .

ونظر المسلمون إلى جيشهم الكبير فاغتروا بالكثرة

وقالوا لن نغلب اليوم من قلة .

وبلغ العدو خبر خروج المسلمين إليهم فأقاموا كميناً للمسلمين

عند مدخل وادي أوطاس ( قرب الطائف ) وكان عددهم عشرين ألفاً .

وأقبل الرسول صلى الله عليه وسلم في أصحابه حتى نزلوا بالوادي .

وكان الوقت قبيل الفجر ، والظلام يخيم على وادي حنين السحيق .

وفوجئ المسلمون بوابل من السهام تنهال عليهم من كل مكان .

فطاش صوابها ، واهتزت صفوفهم ، وفر عددٌ منهم .

ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم هزيمة المسلمين نادى فيهم يقول :

أنا النبي لا كذب ...... أنا ابن عبد المطلب

وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم العباس أن ينادي في الناس

فقال : يا معشر الأنصار، ويا معشر المهاجرين ، يا أصحاب الشجرة .

فحركت هذه الكلمات مشاعر الإيمان والشجاعة في نفوس المسلمين

فأجابوه : لبيك يا رسول الله لبيك .

وانتظم الجيش مرةً أخرى ، واشتد القتال .

وأشرف الرسول صلى الله عليه وسلم على المعركة .

وما هي إلا ساعة حتى انهزم المشركون

وولوا الأدبار تاركين النساء والأموال والأولاد .

وأخذ المسلمون ينهمكون في تكثيف الأسرى وجمع الغنائم .

وبلغ عدد الأسرى من الكفار في ذلك اليوم ستة آلاف أسير .

وهكذا تحولت الهزيمة إلى نصر بإذن الله تعالى .

وكانت حنين درساً استفاد منه المسلمون .

فتعلم المسلمون أن النصر ليس بكثرة العدد والعدة .

وأن الاعتزاز بذلك ليس من أخلاق المسلمين .

ومرت الأيام فإذا بوفد من هوازن يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم

يعلن ولاءه للإسلام ، وجاء وفد من ثقيف أيضاً يعلن إسلامه .

وأصبح الذين اقتتلوا بالأمس إخواناً في دين الله ...


تحياتي
[IMG]http://uae2**3.jeeran.com/70.gif[/IMG]
المصدر / موقع الترفيه بالتثقيف

[/c]