في سورة الفاتحة قال عز وجل: " صراط الذين أنعمت عليهم " ولم يقل " المُنعم عليهم " كما قال: " المغضوب عليهم " في نفس السورة.
قال ابن القيم رحمه الله معلقاً على ذلك:
وأضاف النعمة إليه، وحذف فاعل الغضب لوجوه:
منها: أن النعمة هي الخير والفضل، والغضب من باب الانتقام والعدل، والرحمة تغلب الغضب، فأضاف إلى نفسه أكمل الأمرين، وأسبقهما وأقواهما، وهذه طريقة القرآن في إسناد الخيرات والنعم إليه، وحذف الفاعل في مقابلتهما، كقول مؤمني الجن {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} [الجن: 10] ومنه قول الخضر في شأن الجدار واليتيمين {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما} [الكهف: 82] وقال في خرق السفينة {فأردت أن أعيبها} [الكهف: 79] ثم قال بعد ذلك {وما فعلته عن أمري}.
(ابن القيم – مدارج السالكين).

قلت: اللهم وفقنا تمام التوفيق.

د. محمد إمام.
جامعة المدينة العالمية
http://www.mediu.edu.my/ar/