وفى الطريق إلى الشام حدث العديد من الوقائع من بني إسرائيل مع نبي الله موسى وأخيه هارون عليهما السلام، وكانت أفعال بني إسرائيل كلها قبائح ونقائص تدل على خبث طبعهم وسوء فعالهم ومنها الثورة على نبي الله موسى وأخيه هارون،بعد أن سار بهم موسى عليه السلام في أرض سيناء فترة من الوقت جاعلا وجهته أرض فلسطين من بلاد الشام ثاروا عليه وعلى أخيه هارون عليهما السلام وقالوا لموسى وهارون كما تحكى التوراة عنهم
( ليتنا متنا في مصر إذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزا للشبع فإنكما أخرجتمانا إلى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع لماذا أصعدتمانا من مصر ، أمن أجل أن نموت نحن و أولادنا ومواشينا بالعطش )

وتحكى التوراة أن موسى عليه السلام ضاق بهم ذرعا لكثرة جهالتهم وسوء أعمالهم وأنه تضرَّع إلى الله قائلا ( ربِّ لم ابتليت عبدك ووضعت أثقال هذا الشعب علىَّ وهل أنا الذي ولدتهم حتى تقول لي احملهم في حجرك كما تحمل الحاضن الرضيع وإني لست طائقا حمله وحدي لأنه ثقيلٌ علىَّ وإلا فاقتلني ولا أرى بليتي)

ومنها رغبة بني إسرائيل في العودة للوثنية ،بعد أن رأى بنو إسرائيل غرق فرعون بأعينهم وساروا مع موسى عليه السلام إلى بلاد الشام شاهدوا قوما يعبدون أصناما لهم فما لبث بنو إسرائيل بعد مشاهدتهم لهؤلاء الوثنيين إلا أن قالوا لنبيهم موسى عليه السلام اجعل لنا أصناما نعبدها كما أن لهؤلاء أصناما يعبدونها وذلك لأن الوثنية التي عاشوا فيها في مصر كانت مازالت بنفوسهم الضعيفة،وقد حكي القرآن الكريم عنهم هذه الرذيلة فقال تعالى { وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى? قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى? أَصْنَامٍ لَهُمْ ? قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَ?هًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ? قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ(138) إِنَّ هَ?ؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَ?هًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(140)}الأعراف
ومنها وعد الله موسى بالتوراة وأفعال بني إسرائيل خلال سير موسى بقومه في صحراء سيناء إلى بلاد الشام واعد الله تعالى موسى أن يعطيه التوراة لتكون هدى لبنى إسرائيل، وأمره بصيام ثلاثين يوما، فلما حلَّ الموعد ترك موسى بني إسرائيل مستخلفا عليهم أخاه هارون وذهب إلى الطور لتلقى التوراة، فزاده الله عشرة أيام، وقد حكي القرآن ذلك فقال تعالى{ وَوَاعَدْنَا مُوسَى? ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ? وَقَالَ مُوسَى? لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ(142)}الأعراف

وأثناء غياب موسى عن قومه لتلقى التوراة وتركهم في رعاية أخيه هارون، وضرب لهم ميعاداً إلى ثلاثين يوماً، فلما انقضت الثلاثون يوماً أولاً، ولم يعد موسى كما وعدهم، ماذا وقع من بني إسرائيل،وكعادتهم في انتهازهم للفرص بقبيح الفعال؛ كان فيهم رجلٌ ذو شأن وذو حيلة ومكر يدعى السامرى، فدبر حيلة ومكر مكراً مستغلاً لين جانب هارون عليه السلام ، فصنع لهم عجلا جسدا له خوار من ذهب وحلى نسائهم التي استعاروها من قبط مصر قبل خروجهم، وعبدوه ،وحاول هارون أن يصدَّهم عما تردوا فيه من ضلال وكفر؛ ولكنهم أعرضوا عنه قائلين كما حكي القرآن الكريم عنهم { قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى? يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى?(91)}طه

فلما اشتدَّ عليهم هارون عليه السلام في النهى عن عبادة العجل تطاولوا عليه وكادوا يقتلونه ،فصبر عليهم حتى لا يتفرقوا حتى يرجع موسى،وبعد أن تلقَّى موسى التوراة من ربه ، أعلمه الله أن قومه قد فتنهم السامرى بعبادة العجل؛ فعاد إليهم مغضبا حزينا وأخذ يوبِّخهم بقوارص الكلم وينذرهم بسوء المصير فاعتذروا إليه بأن السامرى هو الذى أضلهم، ولكن الحقيقة التي يعلمها الله أن الكثيرين منهم قد أشربوا حبَّ العجل في قلوبهم ، بدليل طلبهم من موسى أن يتخذوا آلهة عندما مرُّوا في طريقهم على قوم وثنين يعبدون آلهة لهم

وظنَّ موسى عليه السلام أن أخاه هارون قد قصر معهم فعاتبه ولامه على ذلك فأخبره هارون عليه السلام بأنه لم يقصر في نصيحتهم وزجرهم عن عبادة غير الله، ولكنهم لم يستجيبوا له بل آذوه وكادوا يقتلونه، ثم صبَّ موسى عليه السلام جام غضبه على السامرى رأس الفتنة ومدبرها فقال له بعد أن سمع كلامه ودفاعه الواهي عن نفسه { قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ? وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ? وَانْظُرْ إِلَى? إِلَ?هِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ? لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَ?هُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَ?هَ إِلَّا هُوَ ? وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)} طه ،وعلى مشهد من بني إسرائيل نفذ موسى عليه السلام ما توعَّدَ به السامرى فأحرق العجل وألقى ترابه في البحر وأثبت للجميع أن المستحق للعبادة إنما هو الله تعالى وأن العجل الذي عبدوه بجهلهم وغبائهم لا يملك ضرَّا ولا نفع
ا




http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...C9&id=86&cat=2


منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا