إجازة المعلم بين الحقيقة وتصور البعض لها

[ابولمى]

إجازة المعلم بين الحقيقة وتصور البعض لها
لمعرفة حقيقة إجازة المعلم لا بد من نقد تصور بعض الكتاب عنها وقد كثروا اليوم ولا بد من إفساح المجال لذلك وليس من العدل حجب وجهة نظر المعلم حولها وتقبلها، والبحث عن نص موضوعي عنها بعيدا عن العاطفة والنظرة القاصرة أصبح ضرورة وواجبا ملقى على المسؤول.
ولو دخلنا في مقارنات مع دوام غير المعلم والمعلمة كما يجرنا البعض لوجدنا أن المعلم والمعلمة لا يمكن أن يأخذا الإجازة الاضطرارية بأيامها مرة واحدة (10 أيام) بل عليهما تجزئتها إلى جزأين لكل فصل 5 أيام ويشترط عليه أن تكون الخمسة مفرقة أيضا ودوام المعلم والمعلمة لا يمكن أي يقل عن 2** يوم من كل 360 يوماً في الظروف العادية بينما ينقص دوام الموظف من كل 360 يوماً عن دوام المعلم في الظروف العادية وهذا يخفى على غير المدقق وهم كثر حتى المعلم والمعلمة لا يتخيلان ما هما فيه وهذه السنة دوام المعلم أكثر وهذا سر مطالبة بعضهم بتأخير عودتهم، ولو أمعنا في صميم القضية وتتبعنا سير عملهما خلال عام 1422-1423هـ وعام 1423-1424هـ وعام 1424-1425هـ لوجدنا أن معدل الفارق لكل 360 يوماً يقدر بشيء لا يحتمل حماس الذين ينتقدون، وهي لا تساوي الجهد الموزع على مساء كل معلم ومعلمة طوال العام (مجلس آباء، رحلات، زيارات، سفر، جمعيات، النشاط بأنواعه الأخرى المختلفة، التصحيح، التحضير، الإشراف على بعض الأمور خارج المدرسة، السفر للمدارس البعيدة والإياب منها كل يوم)، وأعرف معلمين عملوا في المراكز الصيفية في مدنهم الأصلية وحرموا من احتساب العطلة ولم يتفوه أحدهم عبر الصحف حتى الآن بل إنه صدر ما عزز عدم احتساب عملهم وعدم قبول منحهم عطلة من مدارسهم خارج منطقة عملهم في المراكز وهم على أعز حال ولله الحمد.
ودعونا من غير المخلصين فنحن نتكلم عن النظام العام، وياليت أنها تقف على الجهد وإلا لكان ذلك أصح عند الحركة وبذل العمل ولكن ثمة آثاراً نفسية واجتماعية بل ودينية حيث العدل والنظرة التعاملية وتطبيقاتها مع الطلاب وما يقابل المعلم من إهانات وغيرها كثير.
لقد بدأنا عامنا 1422-1423هـ في 15/5/1422هـ وانتهى في 1/4/1423هـ وبدأنا عامنا 1423-1424هـ في 1/6/1423هـ وسوف ينقضي على الحي من المعلمين في 3/5/1424هـ وبعده عام 1424-1425هـ سوف يبدأ في 25/6/1424هـ وسوف ينتهي على الحي من المعلمين في 27/4/1425هـ وبعده عام حددت عودته ولم تحدد بدايته ونهايته فنترك حسابه حتى تاريخ 15/5/1425هـ، ولو ثبتنا الأعوام السابقة وأخذنا بكمال الأشهر وتتبعنا الإجازة والعمل على حسب ما تمليه نظرة الطيبة والخير والإحساس الجميل لوجدنا العجب العجاب وهي كالتالي:
من 13/5/1422هـ إلى 12/5/1423هـ مدد فيها عمل وعطل تعد للعام فقط وبعدها فترة مبدؤها إجازة وبعدها أيام عمل ثم عطل وهي من 13/5/1423هـ إلى 12/5/1424هـ ثم تبدأ فترة عطل وبعدها عمل من 13/5/1424هـ حتى 12/5/1425هـ ثم تبدأ فترة إجازة وبعدها حددت عودة المعلم للعام الجديد فقط وحساب الإجازات الاعتيادية هي ما يخصنا لأن إجازات الأعياد كإجازة الموظف في السنوات المذكورة ولا فرق يذكر وهي كالتالي: من 1/4/1423هـ إلى 30/4/1423هـ إجازة مدتها 30 يوما (شهر كامل)، ومن 1/5/1423هـ إلى 12/5/1423هـ إجازة مدتها 12 يوما والمجموع لهذه السنة هو 30+12=42 يوما، شهر منها مشترك للموظف والمعلم والمعلمة و 12يوما فيها إجازات نصف الأسبوع للموظف وعليه الفارق في هذه السنة 9 أيام فقط، أما السنة التي بعدها وهي مثار الجدل فهي كالتالي: من 13/5/1423هـ إلى 30/5/1423هـ إجازة مدتها 18 يوما وتبدأ بعدها الدراسة في 1/6/1423هـ ومن 4/5/1424هـ إلى 12/5/1424هـ إجازة مدتها 9 أيام والمجموع هو 18+9=27 يوما، وهذه الإجازة أقل من إجازة الموظف بفارق 3 أيام ولعلها أول مرة تحدث. بعدها عام جديد بدايته إجازة وهي كالتالي من 13/5/1424هـ إلى 12/6/1424هـ إجازة مدتها 30 يوما (شهرا كاملا)، ومن 13/6/1424هـ إلى 24/6/1424هـ إجازة مدتها 12 يوما وبعدها عودة المعلمين وبداية العام ومن 28/4/1425هـ إلى 12/5/1425هـ إجازة مدتها 15 يوما والمجموع 30+12+15=57 يوماً شهر منها مشترك والباقي 27 يوما فيها إجازات الأسبوع تقدر بـ8 أيام، يبقى الفارق الحقيقي كعمل للموظف وهو 19 يوما لهذه السنة، علما أن زيادة العطلة لهذا العام 1424-1425هـ لم تكن لتأتي لولا توفيق الله ثم الظروف المناخية وهي حظ لا يجوز الحسد بها أكثر من اللازم، أليس بعد هذا التحليل أن يكون من حقنا الدفاع عن إجازتنا وأن نطالب بالراحة كما هي لغيرنا، أما وقد قضي الأمر فلا أقل من حذف أسبوعين من دراسة الفصل الأول لتكون تعويضا خاصة أن نهاية الفصل في بداية مواسم الخير كرمضان والحج. نعم إن إجازة المعلم تقع بين سنتين فيخيل لناظريها أنها شهران.
عطلة مزخرفة يسيل لعاب متخيليها وناظريها تلك الأيام التي يتمتع بها الموظف كإجازة في سنتين، شهرين لأيام مكونة من 360 يوماً +360 والحق أن الوكيل والمشرف والكاتب والمرشد الطلابي هم الآخرون هضم حقهم بشكل غير معقول هذه السنة حيث سيداوم كل واحد منهم أياما زائدة عن دوام المعلم لا تقل عن العشرة على أقل تقدير والسنة الماضية الفرق بين الإداريين باستثناء المدير يومان على أكثر تقدير، وهذه السنة ما بقي لهم إلا 17 يوم على أكثر تقدير.
وهناك طريقة لا يمكن أن تخطئ وهي حساب أيام الدوام، المعلم سيداوم العام المقبل 215 يوماً وأيام السنة 360 - 215=145 - إجازة العيدين 16+16=113- إجازة الأسبوع التي فيها دوام 86=27 يوماً بينما الموظف له 30 يوماً إجازة من كل 360 يوماً = 330- إجازات العيدين 32=298 - إجازات الأسبوع التي فيها دوام 94=204 -الاضطرارية التي يأخذها جميعا دون تفريق الباقي 194 يوماً للدوام.
وهنا أيهما أكثر حظا إن التعليمات تؤكد أن الفصل الدراسي لا يجوز أن يقل عن 16 أسبوعا من غير الاختبارات وعليه كل فصل دراسي لا بد أن يكون 18 أسبوعا والفصل الدراسي الثاني سيزيد أسبوعا والعودة لن تقل عن 4 أسابيع ومجموعها هنا 41 أسبوعا في عدد أيام الدوام، المجموع هو: 205 هذا في الظروف العادية ووزارة المعارف تقر ما أصلح للتربية والتعليم إما كون المعلم والمعلمة يوقعان وينصرفان في العودة فليس هذا شأنهما وكل المشرفين المعنيين بالتدريب مشغولون ولا يمكن لهم تدريب الكم الهائل من المعلمين وقد ذكر أحد رؤساء تحرير صحفنا شكوى إلغاء دورات أعدت للمعلمين في إحدى المناطق التعليمية وعلى العموم للوزارة أن تطلب رؤية واضحة حول هذا ونحن لها بعيدا عن نقد غير المعلمين والصحافة وإذا بقي البعض يعيرنا بتوقيع العودة فأولا ليس هذا حال كل المعلمين والإداريين.

[مركب الكيمياء]

والله العظيم إنها وزارة كل يوم قرار