شكرا لكل الردود
رغم دراسته بالانتساب منذ التحاقه بالمدرسة المتوسطة وحتى الجامعة, كونه كان يعمل او يساعد والده في تجارته ويدرس في آن واحد, نجح احمد بن عمر الزيلعي في ان يصنع لنفسه مكانة متميزة في وطنه ومجتمعه استاذاً بقسم الاثار والمتاحف بجامعة الملك سعود وامينا عاما لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي وعضوا بمجلس ادارة الهيئة العليا للسياحة والمجلس الاعلى للآثار ومجلس امناء اتحاد المؤرخين العرب.
وللطالب احمد زيلعي الذي صار بروفيسوراً فيما بعد حكايات وروايات على مقاعد الدراسة منذ ان كان تلميذا في مدرسة الجيل الابتدائية ومعهد المعلمين الابتدائي بالقنفذة وحتى حصوله على الدكتوراه من جامعة (درم) ببريطانيا. يقول البروفيسور زيلعي امضيت تعليمي الاولي بمدرسة الحبيل الابتدائية وبمعهد المعلمين الابتدائي بالقنفذة, وانتقلت بعدها الى المتوسطة الاولى بالقنفذة بنظام الانتساب ثم انتقلت الى مكة المكرمة لالتحق بمدرسة العزيزية الثانوية بمكة, ومنها الى جامعة الملك سعود لأحصل على البكالوريوس بنظام الانتساب عام 1394هـ وعندها رشحت معيداً وحصلت على الماجستير عام 1397هـ طوال دراستي كنت احب المشاركة في الانشطة المدرسية والجامعية والانشطة الكشفية والفنية وحققت الجائزة الاولى في الرسم على مستوى معارض التربية الفنية بالقنفذة كما شاركت في التمثيل في عدد من المسرحيات حتى الخطابة كنت الاول على مستوى القنفذة بالاضافة الى مشاركات في مشروع اعرف بلادك برعاية وزير المعارف انذاك ال*** حسن عبدالله آل ال*** وحققنا وزملائي المركز الاول, اتذكر انني حصلت على جائزة من الاذاعة ومكافأة بمئة ريال عن برنامج جرب حظك واشتريت بتلك المكافأة (جواهر الادب وروايات جورجي زيدان).
وبنفس الحيوية والنشاط قضى زيلعي ايام دراسته في بريطانيا حيث حصد الدكتوراه من جامعة درم وكان عنوانها (الاقاليم الجنوبية لامارة مكة المكرمة من القرن الثالث حتى السابع) ... فلم يهدأ له بال حتى اصبح عضوا في الجمعية البريطانية العربية التي تندرج تحت اتحاد الطلبة العرب
*سألته وكيف كنت تمارس نشاطك الاجتماعي كطالب مبتعث?
فيجيب: عن طريق نادي الطلاب السعوديين الذي كان له صندوق خاص تصب فيه الاشتراكات والتبرعات, واتذكر ان رعاية الشباب تبرعت له بحوالى 1** الف ريال سنويا كما تبرع صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز بثلاثين الف جنيه ثم اعتمد تبرعا سنويا قدره عشرة آلاف .
مواقف وذكريات
وعن ذكريات ومواقف مرحلة ما قبل التعليم الجامعي يقول البروفيسور زيلعي كان اغلبها في المرحلة الابتدائية وكانت متعلقة بالحضور الى المدرسة والغياب عنها, وكان لحاجة الوالد الى مساعدتي له في عمله دور في هذا. ذلك الوالد (رحمه الله) كان تاجر مواش, وبصورة خاصة الاغنام التي كان يشتريها من سوق الجمعة الاسبوعي, و يعرف باسم (جمعة ربيعة) . وكان دوري ينحصر اثناء غيابه في الرد على اسئلة الذين يسألون عنه, والى اين ذهب? وكذلك عن الغنم, وهل جاءها سوم ام لا? واذا كانت قدسيمت فإلى كم وصل الرأس? لأن البيع كان بالجملة كنت اذهب معه مكرهاً, تاركاً مدرستي التي كان قلبي معلقاً بها طول اليوم الى حين عودتي من السوق مساء.
وفي احد الايام عدت متأخراً من السوق, وغلبني النوم قبل الذهاب الى زميلي, وسؤاله عما اخذوه في غيابي ,وفي اليوم التالي, وكان يوم اربعاء, طلب المعلم مي التسميع عن ظهر قلب لدرس جديد اخذوه في غيابي (يوم الثلاثاء) هو درس (النسب الشريف) من مادة السيرة النبوية التي كنا ندرسها حينذاك في الصف الثاني الابتدائي, فلم يستطع احد منا الحفظ ما عدا طالب واحد هو عبده بن الحسن الناشري وكان معلمنا مستعداً لمعاقبة الجميع, كما هي عادته, ولولا انه رآني من بينهم, فسامحهم تقديراً لي على حد قوله لانني لم يسبق لي ان كنت في هذا الموقف امامه وطلب منا الحفظ في اليوم التالي وقررت التحدي وبالفعل انكبت على الكتاب وحفظت درس النسب الشريف وكان رقمه الدرس الثاني من بين مجموع الدروس واتبعته بحفظ باقي الدروس, وعددها عشرون درساً اي انني حفظت الكتاب بجميع دروسه المقررة علينا في ذلك الوقت.
طبعاً كانت دروساً قصيرة تتراوح بين خمسة الى ثمانية اسطر وفي اليوم التالي طلب اليَّ المعلم الوقوف لتسميع درس النسب الشريف على الوجه المطلوب وحينما امرني بالجلوس قلت له انني احفظ الدرس الذي بعده فالذي بعده, وهكذا حتى نهاية الدرس الثاني والعشرين, وبنهايته ينتهي الكتاب الذي كان مقرراً علينا في ذلك العام, وهو عام 1374هـ وحفظتها جميعاً في مقام واحد وحصة واحدة.
فرار الأغنام الى ديارها
ومن المواقف التي لا تنسى ما وقع لي بشأن الحضور الى المدرسة نفسها, وفي اطار تجارة والدي بالاغنام, وكنت في ذلك الوقت في السنة الثالثة او الرابعة ابتدائي, وكان عمري الزمني متقدماً على عمري الدراسي بسنتين تقريباً اي انني كنت في سن الحادية عشرة او الثانية عشرة من عمري. في تلك الحادثة *** والدي (رحمه الله) غنماً ليست كثيرة من جمعة ربيعة, وصادف ان الصبيَّ او الراعي الذي كان يعمل عندنا ذهب مع امه واخوانه الى حليْ طلبا للخير وكان عليَّ ان اذهب باكراً بهذه الغنم الى الخبت لترعى حتى يتريق الوالد ويتقهوى, ثم يلحقني لاستلام غنمه مني, وبعدها اذهب الى المدرسة وبعد يومين وجدت ان طابور الصباح وجزءاً من الحصة الاولى يفوتاني مما يعرضني لتأنيب مدير المدرسة, وكان رحمه الله حاد اللسان, وكانت له هيبة ومحبة في نفوسنا. فعزمت على خطة بيتها بالليل وهي انني اعطيت كتبي لأحد زملائي ليلقاني بها صباحاً في المدرسة وفي الصباح خرجت بأغنامي كعادتي الى الخبت, وما ان انصرفت عن الانظار حتى تركتها, وذهبت الى المدرسة تاركاً اياها دون راع. ولكون هذه الاغنام, من جمعة ربيعة, وهي بلادجبلية, واغنامها شبه وحشية لاتطيق البقاء في السهول الخبتية التي كنا نسكن بها, وهي تشبه الغزلان في عدوها, وتنفر من غير اهلها الذين باعوها, لذلك اعطت لارجلها الريح وانطلقت شرقاً ميممة لديار اهلها الأصليين في بلاد ربيعة وحينما جاء الوالد الى المكان لم يجد الراعي, ولم يجد غنمه ,فسبب له حبي لمدرستي, وحرصي على الحضور مبكراً اليها عناء وتعباً شديداً, ومشقة كبيرة في البحث عنها. ولولا انه يجيد اقتفاء الاثر, ويعرف الذين اشترى منهم ويعرفونه لذهبت الى غير رجعة. ولكنه استطاع بعد تعب وجهد عظيمين الوصول الى ديارها,واستنكافها. وبعدها ادرك انني ولد عديم الجدوى ولا يرجى مني نفع, فاستعجل الصبي في العودة, وكفاني مغبة التأخر عن المدرسة.
ادمان بعض الطلاب تعاطي الجراك (الشيشة) لم يعد تحت سيطرة اولياء الامور او حتى المعلمين وبات من المألوف ان نسمع عن خروج مجموعة من الطلاب خلال الفسحة بطريقة او بأخرى الى المقاهي للاستمتاع بنكهة المعسل والجراك وحتى في وقت ما قبل الاختبارات تحت تأثير وهم القلق والخوف.
واللافت في هذا السلوك غير التربوي والسيئ انه لم يعد قاصراً على طلاب الثانوية اي المراهقين وانما طال ايضاً الصبية الصغار في المتوسطة والابتدائية وتلك مأساة أخرى, اشبه بقنبلة موقوتة داخل البيوت والمدارس, ينبغي التحرك لها بفاعلية وجدية وعبر كافة الجهات المعنية وذات العلاقة واجهزة الاعلام لابطال مفعولها ونزع فتيلها..
سألت ع.ع الحارثي لماذا تتعاطى الجراك وكيف بدأت معه فقال: ما ان عرفت الحياة وجدت والدي يتعاطاه, وكنت اراه يستمتع ويتلذذ كثيراً وهو ينفث الدخان فحدثتني نفسي أن أقلده وكان ذلك اول نقطة في السطر الاول للمشوار.
ويضيف الحارثي: كان والدي يستعمل الشيشة بمعدل ثلاث مرات في اليوم عقب كل وجبة وكنت اقوم انا بإعداد عمل الجراك (الشيشة) ونتيجة لذلك كانت رائحة الجراك التي تلطخ يدي تبعث نكهة تخمر رأسي حتى أنني في كثير من الاوقات بعد انتهاء والدي من (التعمير) اي شرب الجراك, اشرب بقاياها حتى استهوتني رائحتها وكنت في غياب والدي اعد لنفسي الجراك وعندما اكتشف ذلك منعني من اعدادها له, لكنني لجأت الى المقهى حيث توفرت الوسيلة لتعاطي الشيشة حتى ادمنتها تماماً ولذلك استغل فترة الفسحة في المدرسة واتسلق سورها واذهب الى المقهى من اجل شرب الجراك ثم اعود ادراجي (بعد التعسيلة) الى المدرسة وهكذا يومياً. أما طالب الثانوية فهد م.ت فقد أدمن الجراك دون علم الاسرة او كما قال كنت قد تعلمت شرب الجراك مع زملائي في المدرسة الذين يتسامرون عليها في منزل احد الزملاء خاصة ايام الامتحانات حيث تروق لنا الشيشة وقت المراجعة والمذاكرة وهكذا اصبح الجراك وقوداً فكرياً يدفعنا صوب الاهتمام بالمذاكرة (هكذا يعتقد فهد).
ويفسر احد اولياء الامور ع. نفيسي تعاطي الطلاب للجراك برغبة الطالب في الظهور بشكل الرجل او كأنه غير الآخرين بأنه اصبح مسؤولاً عن نفسه.
ولم ينكر النفيسي انتشار هذه الظاهرة بين بعض طلاب المرحلة الثانوية الذين يتسكعون في المقاهي خلال الصباح *****اء من دون علم ذويهم مما اثر على مستواهم الدراسي والعملية التعليمية ككل.
الهروب من الواقع
الدكتور فهيم محمد احمد استاذ علم نفس يقول عن هذه الظاهرة: في فترة الامتحانات يحاول بعض الطلاب الهروب من الواقع وبالطبع الهروب حالة نسبية بين طالب وآخر فقد يهرب طالب من مذاكرة احد فصول الكتاب وآخر يهرب من مذاكرة كل الفصول وهكذا وبعضهم يهرب من مذاكرة مادة بعينها وآخر يحب مادة بذاتها وهذه الحالات موجودة كما قلت بنسب متفاوتة وعندما يصطدم بعض الطلاب بواقعهم يحاولون التنفيس والهروب عن طريق ممارسة التدخين او شرب الشيشة وهذه الظاهرة بدأت تنتشر في السنوات الاخيرة في مجتمعنا وكانت لوقت قريب جداً غير معروفة لدى الشباب رغم انها منتشرة في بعض البلدان العربية مشيراً الى ان بعض الطلاب يستعمل هذه العادة في المقاهي لبعض الوقت للتنفيس لفترة مؤقتة للسيطرة على اوهامه واحلامه وينجرف وراء التلذذ بنكهة الجراك والتدخين, ومن هنا لكل من الاسرة والمدرسة دور كبير في توعية الطلاب بمضار التدخين على النواحي الصحية والتعليمية والاجتماعية.
|
|
المفضلات