تعريفه :
هو النمط المتكرر والثابت من السلوك الذي تنتهك فيه الحقوق الأساسية للآخرين، أو الخروج على الأعراف والقوانين الاجتماعية بشكل خطير ولكي يكون لهذا الاضطراب قيمة تشخيصية فيجب أن يستمر لمدة لا تقل عن ستة شهور .

معدل الانتشار:
تتفاوت النسبة بين الذكور والإناث ، حيث يوجد هذا الاضطراب بنسبة 6-16% من الأولاد وبنسبة 2-9% من الإناث تحت سن 18 سنة .
وتزيد نسبة حدوثه في الأطفال الذين يولدون لآباء لديهم اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع أو المدمنين ، وتزيد النسبة أكثر في المجتمعات المزدحمة والفقيرة .

الأسباب :
لا يوجد سبب واحد مسئول عن اضطراب السلوك وإنما تتضافر عدة أسباب ، نذكر منها ما يلي :
1- عوامل والديه : يلعب الوالدان دوراً هاماً في تحديد صفات وسلوكيات أبنائهم سواءا بقصد أو بدون قصد وحين تسير الأمور داخل الأسرة بشكل عشوائي وتغيب قيمة الصواب والخطأ والثواب والعقاب وتصبح الأمور شديدة الغموض بالنسبة للوالدين والطفل فإن هذه البيئة المضطربة تكون تربة خصبة لاضطراب السلوك . يضاف إلى ذلك وجود خلل نفسي في أحد الوالدين أو كليهما مثل اضطرابات الشخصية أو الإدمان أو المرض النفسي عموماً . وفي مثل هذا الجو يمكن أن يعاني الطفل من الإهمال أو الانتهاك النفسي أو الجسدي أو الجنسي .
وإذا كان الأبوان منفصلين فعلاً أو مجازاً فإن ذلك يضع الطفل في صراع بين رغباتهما المتناقضة يؤدي إلى مشاعر متناقضة وإحباطات وغضب شديد يعبر عنها جميعاً بالسلوك المضطرب .
2- عوامل اجتماعية بيئية: فالأطفال الذين ينشئون في بيئات فقيرة محرومة من الاحتياجات الأساسية ومليئة بالسلوكيات المضطربة كالعدوان وتعاطي المخدرات يصبحون أكثر عرضة لاضطرابات السلوك .
3- عوامل نفسية : مثل:
* اضطراب علاقة الطفل بالأم كأن تكون الأم قاسية أو غير قادرة على إشباع حاجات الطفل البيولوجية والنفسية .
* سيطرة شخصية الأم أو غياب الأب :
فكما يقولون في الحكمة : " الرجل لا يربيه إلا رجل " ، لأن الطفل لكي ينمو سوياً فلابد وأن يكون أمامه نموذجاً للرجل السوي ممثلاً في أبيه ، لذلك فالأطفال الذين يعانون من غياب آبائهم نتيجة للسفر أو العمل لمدة طويلة ربما يكونون عرضة لاضطراب السلوك أكثر من غيرهم .
* الشعور بالإحباط : فالطفل الذي يشعر أنه فاشل وأنه لا يستطيع تحقيق آماله وأحلامه نظراً لصعوبات كثيرة في نفسه ( كضعف إمكانياته وملكاته الجسمانية أو النفسية ) أو في الأسرة التي لا تسمح له بالتعبير عن نفسه فإنه يلجأ إلى السلوكيات العدوانية كتعويض وكنوع من إثبات الذات ومعاقبة الآخرين الذين أحبطوه .
4- استباحة الأطفال وسوء معاملتهم: فالأطفال الذين تعرضوا للإيذاء الجسدي أو الجنسي لفترات طويلة يكونون أقرب لاضطرابات السلوك ، وخاصة إذا كان الطفل غير قادر على التعبير اللفظي عن معاناته حينئذ لا تكون هناك وسيلة للتعبير عن غضبه غير العنف الجسدي .
5- عوامل بيولوجية عصبية: كالوراثة مثلاً بأن يرث الطفل اضطرابات السلوك من أحد أبويه ، أو شذوذ الجينات ( xxy , xyy ) أو اضطراب وظائف المخ بسبب إصابة أو التهاب أو اضطراب في الناقلات العصبية مثل نقص النورأدرينالين وزيادة السيروتونين في الدم .