(( مقال للاستاذ راشد الفوزان في جريدة الرياض يوم الاثنين 26\10\1431))

وزارة التربية والتعليم وغرامة «5**0 ريال»
راشد محمد الفوزان

قرأت الخبر مره مرتين؟! متسائلا ومتعجبا، الخبر هو كالتالي "لوحت وزارة التربية والتعليم بتطبيق العقوبة الواردة في لائحة الجزاءات على ملاك المدارس الأهلية والمقررة ب5**0 ريال غرامة عن كل طالب يسجل زيادة في الفصل الواحد، إذ تنص الأنظمة على ألا يزيد عدد الطلاب عن 25 طالبا بحد أقصى، مع التأكيد على الالتزام بمساحة متر ونصف المتر مربع لكل طالب بالفصل"، هذا الخبر هو خطاب عمم على المدراس الأهلية كما قرأته بالصحف، ودخلت على موقع وزراة التربية لكي أعرف كم نصيب كل معلم ومعلمة من الطلاب وعدد الحصص الأسبوعية وكم نصيب الفصل من الطلاب والطالبات وكم عدد الإداريين والإداريات وغيره من الأرقام المهمة ولكن لم أحصل عليها، فلم أحصل إلا على أرقام عامة عدد الطلاب والطالبات 4.954.110 ملايين وعدد المدارس 32869 مدرسة بنين وبنات، وعدد المعلمين 468.718 معلما ومعلمة، حين تطالب "وزارة التربية والتعليم" لدينا بهذا الإجراء وهي الغرامة وأنا أوافق عليها ومؤيد لها تماما بل وتشديدا أعلى من ذلك، ولكن هل تنهى الوزارة عن شيء وهي تأتي بأسوأ منه؟ سنسأل الوزراة أولا، كم متوسط عدد الطلاب بالفصل الواحد بمدارس الرياض؟ حتى لا يدمج مدارس القرى والهجر ونجري إحصائية وتظهر أن العدد مثالي، بل نريد معرفة كم نصيب الفصل الدراسي من الطلاب والطالبات في أحياء شرق الرياض وغربها ووسطها وشمالها وجنوبها، ونصيب المعلم من عدد الطلاب تفصيلا دقيقا، وكم عدد المدارس "الفلل السكنية" غير المؤهله لتصبح مدارس حين يتحول المطبخ لمعمل دراسي وموقف السيارة الخارجي لصالة رياضية وملعب مجازا، ودورات المياة لثمانية أشخاص بالمنزل كيف تصبح أن تستوعب 2** و 3** طالب وطالبة؟ حين تطالب الوزارة بغرامة 5**0 ريال عن كل طالب زائد في الفصل نرحب به وأرجو مخلصاً أن يطبق، ولكن كم معدل الفصل لدينا بالرياض لكي أحصر المثال ولا أعمم على مكة وجدة والأحساء، لقد وصل 40 طالبا و 50 طالبا وسأكون مستعدا لإرشاد الوزارة التي لا تغيب عنها هذه الأعداد، بل يأتي لي الآن البعض لكي يتوسط له للقبول بثانوية أو متوسطة، حتى المدارس الأهلية أصبحت بواسطة.
يجب أن تفتش وزارة التربية والتعليم عن "أزمة" التعليم لدينا التي هي من عقود، وكررت سابقا ماذا يفعلون ويعملون بالوزارة، فلا مدارس نموذجية، ولا مناهج ذات كفاءة عالية ولا زلنا ندرس طقس بوركينافاسو وسواحل الكاميرون والمناخ القاري، وأطفال يدرسون دروسا دينية لا تصلح إلا لمن هم بالغون أو بمراحل متقدمة من التعليم، أما المعلم الذي هو قصة أخرى ومعاناة كبيرة ولا أعمم حتى لا يغضب الكثير ولكن الهروب للتعليم الأهلي لمن يستطيع، إذاً أزمة مدرسة ومناهج ومعلم وأكرر مرة أخرى ماذا تفعل وزارة التربية والتعليم؟ وهل مسؤولو الوزارة يدرسون أبناءهم وبناتهم بمدراس حكومية كمثال وقدوة؟ أتمنى أن أجد إحصاء لنقنع الناس أن تعلمينا جيد ومقنع. قبل أن تحاسب وتعاقب وزارة التربية والتعليم من يحاسبكم ويعلمكم؟ لماذا وصلت نسبة التعليم الأهلي الآن لما يقارب 30% من التعليم لدينا والقبول لبعضها بالواسطة؟ معايير نجاح التعليم واضحة لا لبس بها، ولكن هي غير متوفرة بمدارسنا السكنية ومناهج ومعلم يحتاج إلى الكثير والكثير، فمن يحاسب الوزارة التي هي تحاسب الآخرين؟!