هاربون من المعدل إلى مهن جديدة يحتاجها سوق العمل الأعمال الحرفية
أمل (مَطَاريد) الجامعات الحكومية !
تحقيق - عبدالهادي خلف

في الوقت الذي اعلنت فيه الجامعات الحكومية عن عجزها في استيعاب كافة خريجي الثانوية العامة خاصة اصحاب المعدلات المتدنية فتحت المراكز والمعاهد المهنية ذراعيها لهؤلاء الذين لفظتهم الجامعات على أمل تأهيلهم لسوق العمل بالرغم من معاناة الكثير من خريجي تلك المعاهد مع القطاع الخاص الذي مازال يحتاج الى الكثير لتطبيق استراتيجية السعودة. واكد عدد من هؤلاء الخريجين انهم اتجهوا للاعمال الحرفية في ظل حاجة سوق العمل لعمالة فنية متخصصة الا انهم اعربوا عن خشيتهم من عدم الحصول على وظائف في القطاع الخاص، وان كان الكثير منهم يسعون الى عمل مشاريع صغيرة بالاستعانة بالخبرات التي حصلوا عليها في التدريب المهني دون الحاجة الى البحث عن وظيفة.(المدينة) تواصل رصد معاناة وآمال وطموحات خريجي المعاهد المهنية خلال التحقيق التالي: في البداية يقول الطالب عبدالله سعيد البخيت: احمل شهادة الكفاءة المتوسطة وقمت بالالتحاق بالمركز المهني لكي اتعلم صنعة واتعلم البناء وطريقة البناء من خلال دورات تدريبية لمدة ثلاثة اشهر وهذه الدورات يستفيد منها الطالب ويشغل بها فراغه اليومي ويتعلم مهنة نستفيد منها في المستقبل ونلاحظ في الاونة الاخيرة اقبالا شديدا من الطلاب على المعاهد والمراكز المهنية ويوافقه القول الطالب رائد العصيمي والذي يحمل شهادة الثانوية العامة وملتحق ببرنامج تدريبي في البناء واللياسة وقد اكتسبنا خبرة كافية في هذا المجال ونطمع بعد هذه الدورة في الحصول على وظيفة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. فيما اشار الطالب ماجد الثبيتي الى ان مثل هذه الدورات في المراكز أو المعهد تعتبر تدعيماً للشهادة الثانوية العامة لان البعض يشترط للالتحاق بالوظيفة شهادة مهنية مع الشهادة الثانوية فنحن في هذا البرنامج التدريبي ندرس ونتعلم كل ما يتعلق بالمباني واللياسة والدهان وغيرها من البرامج وهذه الدورات تساعدنا في الحصول على وظيفة ان شاء الله لان الكثير يطلب شهادات فنية مهنية والاقبال كبير من الشباب على الالتحاق بالتعليم الفني والتدريب المهني. اما الطالب سعود خلف العصيمي ثانوية عامة ادبي فقال: ان السبب في الالتحاق بمثل هذه المراكز والمعاهد الفنية هو ندرة الوظائف في الوقت الحالي بالاضافة الى كثيرة الفراغ عند الشباب ولكن اذا التحق الطالب في مثل هذه البرامج فانه يشغل وقت فراغه بما يفيد ويطمع في حصوله الشهادة المهنية ان يحصل على وظيفة مناسبة في احد المصانع والشركات أو حتى يتمكن الشاب من العمل في ورشته أو محله الخاص به ويزاول ما تعلمه من برامج تدريبية في هذا المركز، واصبح الشباب اليوم بحاجة الى العمل في اي مجال فليس هناك شروط للعمل في شيء معين. مهنة وخبرة * بينما يقول أحمد الحارثي: الالتحاق بالمراكز يجعل الشاب مؤهلاً للعمل المهني بعد ان يكتسب الخبرة الكافية من التلقين والتدريب ويحصل على شهادة تساعده في التوظيف ونرى في الحقيقة اقبالا منقطع النظير على المعاهد والمراكز المهنية لان الطالب قد يتعثر في التعليم العام فيلجأ الى مثل هذه المراكز المهنية اختصاراً للوقت والرغبة في الحصول على دورات تدريبية في تخصصات عدة مثل الميكانيكا والكهرباء والسباكة واللحام والبناء والسمكرة وغيرها فنحن في هذا المراكز التحقنا بهذه الدورة واستفدنا الكثير ووجدنا تجاوبا وتفاعلا من المدربين الذين يقومون بالقاء هذه البرامج التدريبية وهي فرصة للشاب للخروج من عقدته النفسية وهي كذلك تقضي على البطالة في المستقبل وتمكن الشاب السعودي من العمل في أي مجال واقول الشاب لايشرط وظيفة مهنية بل اذا وجد عملا فليعمل وليبدأ من الصفر وسوف يكون الله معه اذا اخلص في عمله. مقاولات معمارية * اما الطالب حسين غرم الله المالكي فيقول: التحقت بمعهد المراقبة الفنية في تخصص الانشاءات المعمارية نزولاً عن رغبة والدي والذي اصر على الالتحاق بهذا المعهد حيث انه لديه شركة للمقاولات المعمارية ويرغب بعد ان اتخرج ان اعمل معه في المقاولات بعد ان ادرس في هذا التخصص لمدة ثلاث سنوات اكتسب من خلالها الخبرة اللازمة في هذه التخصص ولله الحمد فقد تعلمنا الشيء الكثير سواء في المواد العملية ومنها مادة التقنية العملية وتعرفنا على الاجهزة الموجودة في المختبر والتي تجرى اختبارات على التربة والاسمنت والخرسانة الطازجة وحديد التسليح وصار عندنا القدرة على الالمام بهذه المادة المهمة بالاضافة الى مادة التدريب العملي والتي ندرس فيها سبع حصص متواصلة تعلمنا فيها النجارة والحدادة المسلحة والمباني والسباكة. حيث يستطيع الطالب بهذا التدريب ان يشرف بعد التخرج على المشاريع ويعرف ماذا يفعل المقاول لانه درس كل هذه الاشياء في المعهد. ويضيف اننا اكتسبنا الخبرة كذلك في المواد النظرية التخصصية مثل الحساب الفني وتقنية الانشاءات النظرية والرسم الفني وغيرها من المواد المهمة والتي تغطي جميع التخصصات في الانشاءات المعمارية.من جانبه قال الطالب رائد ضيف الله الخديري الذي يدرس بمعهد المراقبين في تخصص الانشاءات المدنية انني التحقت بهذا المعهد منذ ثلاث سنوات ونحن الان في مرحلة الدبلوم التخرج بعد ان اكتسبنا الخبرة الكافية في مجال الانشاءات المدنية وقد التحقنا بهذا المعهد لما سمعناه من الاقبال الشديد عليه من قبل الشباب خصوصاً وان هذا التخصص جديد وحديث وفرصة التوظيف فيه اكبر، وقد تعلمنا خلال هذه السنوات ودرسنا مواد نظرية وعملية تجعلنا مؤهلين بعد التخرج في الاشراف على المشاريع كالطرق مثلاً وغيرها وتركزت الدراسة على الجزء العملي اكثر لانه هو الذي يستفيد منه الطالب ويبقى راسخاً في عقله ويطبقه على ارض الواقع بعد التخرج مثل التدريب في الورش العملية والاختبارات على الاسفلت والتربة وغيرها وقد وجدنا جميع التجهيزات اللازمة للدراسة مهيأة ومتوفرة واستفدنا منها الكثير. إقبال شديد * واشار محمد علي العسيري مشرف الاقسام الانشائية ان الاقبال على التعليم الفني اقبال شديد وخيالي لدرجة ان اعداد المتقديمن للدراسة في المعاهد والمراكز كبير جداً ونلجأ الى وضع اختبارات شفوية وتحريرية لتحديد المقبولين من كثرة اقبال الشباب، والدافع لهم هو اكتساب خبرة مجال الاعمال المهنية لان فرص التوظيف فيها اكبر وبعض الجهات تطلب مع أي شهادة تعليمية شهادة فنية أو مهنية فهذه الشهادة تساعده في الحصول على وظيفة في المستقبل. واشار العسيري الى ان البعض بعد تخرجهم من هذه الدورات التدريبية يريد العمل في جهة محددة ولايرغب في النزول عن مرحلة اقل من المرحلة التي هو متصورها وهذا من اسباب عدم الحصول على وظيفة في الاشتراط يفقده الكسب المادي وبعض اصحاب الشركات في القطاع الخاص يشترط الخبرة في مجال عمله سنتين أو اكثر والطالب يتدرب عندنا لمدة ستة اشهر الى سنة ولا يراعي ان هذا الطالب يحتاج الى الوظيفة. فيما قال يوسف الثبيتي احد المدربين في المعاهد الفنية اننا نلاحظ في الآونة الاخيرة اقبال متزايد على وحدات التعليم الفني سواء المهني أو التجاري والصناعي والفني خصوصاً في السنوات الاخيرة وهذا يدل على ان الشباب أصبح عندهم قناعة بالعمل المهني ورفعوا عن وجوههم الخجل والحياء من الاعمال المهنية وهم بدورهم هذا في الالتحاق بهذه المراكز والمعاهد يسدون ثغرة في المجتمع ويساهمون في القضاء على البطالة ويحلون محل العمالة الوافدة وعند التحاقهم للدراسة فهم يبتعدون عن المواد الصعبة مثل المواد العلمية فانها في التعليم الفني مبسطة وسهلة بخلاف الثانوية العامة كمادة الرياضيات والكيمياء والانجليزي وغيرها وكذلك فان اغلب المواد في المعاهد هي مواد عملية وهذا شيء محبب لهم وتراهم ينجزون الاعمال التدريبية العملية في وقت وجيز وهم بذلك يكتسبون خبرة عملية وبعد تخرجهم يسهل عليهم الحصول على وظيفة بالشهادة المهنية سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. وظيفة مبكرة * ويضيف ابراهيم الشهراني ومحمد المالكي وصالح حريب ان السبب في الاقبال على التعليم الفني هو سرعة الحصول على الوظيفة مبكراً ويعتبرونه اقصر الطرق الى الوظيفة اضف الى ذلك بساطة المناهج وسهولتها بخلاف التعليم العام وشهادة التعليم الفني عنده افضل من غيرها وخطت المؤسسة خطوة جيدة في المناهج الجديدة فكان التفسير والتطوير للافضل فاصبح الطالب يدرس اكثر ويركز في الاعمال العملية وبالنسبة لمشكلة التوظيف فليس فقط الذي يعاني منها خريجو التعليم الفني بل وحتى الذين يخرجن من الجامعات لم يجدوا وظيفة فالمشكلة عامة والمؤسسة تدرب الطالب وتعلمه وتؤهله الى سوق العمل بشهادة فنية مهنية في مجال تخصصه وترغب في احلال وظائف العمالة الوافدة وشغرها بالشباب السعودي الفني والمهني الذي يربطه بالواقع من خلال الدراسة التي درسها في المراكز والمعاهد الفنية.واوضح وكيل الكلية التقنية في الطائف عبدالعزيز ابراهيم الذيبان ان الاقبال على التعليم الفني امر مشاهد وواضح للعيان خصوصاً في الآونة الاخيرة بحيث أصبح عند الشباب والمجتمع عموماً وعي واضح لاهمية الانخراط في التعلم الفني والمهني واصبحوا يدركون اهميته ويقبلون عليه ويرغبون في الالتحاق به، والاقبال على هذا النوع من التعليم يتضاعف من سنة الى اخرى وهذا مؤشر جيد يؤكد وعي الشباب السعودي واشار ان المتدربين الملتحقين بالتعليم الفني في المملكة يزداد بشكل مستمر ولكن هذا لا يمثل حجم الاقبال الحقيقي على التعليم الفني لان المعاهد والكليات والمراكز لاتزال مقيدة في عملية القبول وفق الاماكن المتاحة لديها وهناك قوائم انتظار من المتدربين الراغبين في الالتحاق بهذه المعاهد والمراكز الفنية بعد ان ادرك الجميع اهمية هذه النوع من التعليم والتدريب واصبح الحصول على الوظيفة امرا سهلا بعد حصوله على شهادة فنية بالاضافة ان التعليم الفني يسير وفق مناهج راقية معترف بها ومتطورة ولا تزال المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تواصل دعمها اللامحدود بالتطوير للمناهج الخاصة بالمراكز المهنية والمعاهد الفنية طبقاً لسوق العمل. وقال مدير مركز التدريب المهني محمد بن علي العمري ان التعليم الفني والتدريب المهني يشهد في الآونة الأخيرة إقبالاً متزايداً من الشباب بخلاف السنوات الماضية فالوضع الآن اختلف غير من قبل فالان مجرد الاعلان عن دورة تدريبية أو برامج فنية ومهنية يتقدم اعداد هائلة للحصول على هذه الدورات والانخراط في هذه البرامج الفنية مما يضطرنا الى اجراء مفاضلات في القبول والتسجيل أو اللجوء الى القبول الفوري حسب النسبة. فارى ان هناك اقبالا شديدا على التعليم الفني ومجتمعنا الآن هو بحاجة ماسة للفنيين لسد حاجة المجتمع من الايادي الفنية في مختلف التخصصات والمهن الموجودة وفي الحقبة الزمنية الماضية كان القطاع العام يستوعب الخريجين سواء من الجامعات أو المعاهد ولكن العملية عملية عرض وطلب وحاجة، فالحاجة الآن تتجه ان البلد بحاجة الى سواعد فنية مدربة تقوم بعملية الصيانة والبناء. زيادة ملحوظة * فيما أشار المهندس حمد بن محمد القاسم مدير المعهد الصناعي الى ان الاقبال على المراكز والمعاهد الفنية في زيادة ملحوظة من قبل الشباب وهنا ركزت المؤسسة على التعليم الفني ولاتزال تبذل المزيد وتذلل الصعاب لابناء الوطن ليتمكنوا من الحصول على شهادة فنية أو مهنية لان سوق العمل اليوم بحاجة الى التخصصات الفنية والصناعية لكي تتمكن من تلبية هذا الاحتياج والعمل على احلال الايدي العاملة الوطنية بدلاً من العمالة الوافدة وكذلك هناك فرص وظيفية بعد التخرج ولا ننسى ان نقول ان التطوير المستمر عنصر ضروري في العملية التعليمية ففي مجال التعليم الفني والتدريب يكتسب تطوير وتحديث المناهج والبرامج والآليات بسبب خصوصية هذا النوع من التعليم وارتباطه المباشر بالتطور السريع في التقنية واساليب العمل والتشغيل وادراكاً من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لأهمية تطوير المناهج الدراسية والبرامج التدريبية في مراكزها ومعاهدها والكليات التقنية المتخصصة ومواكبتها للتنمية الحقيقية والاقتصادية ومتطلبات سوق العمل المحلي. فقد حرصت على مراجعة وتقويم مناهجها وتقييمها على ضوء التجارب المتراكمة والخبرات المكتسبة عبر التعاون مع مؤسسات التعليم الفني والتدريب المهني في الدول المتقدمة. وهذا الجهد المتواصل مكن المؤسسة من اثراء العملية التعليمية والتدريبية في وحداتها بشكل تصاعدي ومن خلال تطبيق هذه المناهج وجدنا انها تخدم المتدربين وتنمي مهاراتهم الاساسية التي يحتاجها سوق العمل. وقال مدير المعهد الثانوي للمراقبين الفنيين في الطائف محمد مرزوق العتيبي ان عدد المتقدمين من الشباب للتعليم الفني في زيادة واضحة حيث تكتظ اسوار المعاهد والمراكز بالآف من الشباب السعودي الذي يرغب في الالتحاق بالتعليم الفني بعد ان تبين له ان هناك تخصصات مختلفة ومتنوعة تساعده على مواصلة تعليمه في التخصص والمهنة التي يرغبها متطلعاً في الوقت نفسه الى فرص عمل وظيفية بعد التخرج والحصول على شهادة مهنية أو فنية ليتمكن من العمل بها سواء في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص وكثير من الشباب في هذه الاونة لديهم توجه كبير ومباشر للتعليم الفني والتدريب المهني. شعار الخجل * ومن جانبه قال رئيس مجلس التعليم الفني والتدريب المهني وعميد الكلية التقنية في الطائف الدكتور علي بن سعد العصيمي: ان اقبال الشباب على التعليم الفني صار امراً ليس بالغريب عليهم فالشباب السعودي في الوقت الحالي اجهض شعار الخجل من الانخراط في الاعمال الحرفية بل أصبح يسابق ويسارع للالتحاق بالمعاهد الفنية والمراكز المهنية والكليات التقنية طمعاً في الحصول على مقعد دراسي لكي يحصد شهادة فنية أو مهنية تساعده في الحصول على وظيفة في المستقبل ومانشاهده في الآونة الاخيرة من توجه الشباب الى الاعمال المهنية دليل على قناعتهم بأن التعليم الفني والتدريب المهني هو الطريق الصحيح *****ار المستقيم والغد المشرق لحياة مليئة بالعمل الشريف والكسب المادي من عرق جبينه وصنعة يده. وسواعد الشباب السعودي أولى باقتحام هذه المهن والالتحاق ببرامج تدريبية فنية ليحلوا محل العمالة الوافدة، وقد قامت المؤسسة العامة للتعليم الفني بفتح عدد من المراكز المهنية والمعاهد الفنية والكليات التقنية في شتى مناطق المملكة وهي الآن بصدد فتح (20) كلية تقنية و (39) معهداً تقنياً حرصاً منها على استقطاب الشباب السعودي وتأهيله تأهيلا علميا وعمليا وفق برامج تدريبية مقنتة وتأهيلية لسوق العمل حتى ان المؤسسة في مناهجها الجديدة والمتمثلة في الحقائب التدريبية الجديدة والتي هي مستقاة من سوق العمل حيث ان التركيز في هذه الحقائب على الجزء العملي اكثر من النظري لكي يتخرج سواعد شابة عملية تساهم في سد العجز في الاعمال الحرفية والفنية، ونأمل من الشباب الانخراط في هذه البرامج الفنية كي يساهموا في بناء الوطن وتحقيق فرص وظيفية كل حسب تخصصه فهم ابناء البلد وخيره عائد لهم اذا هم احسنوا التعليم وابدو الجدية في العمل المهني.