[IMG]http://www.alwatan.com.sa/daily/2**4-05-22/Pictures/caricature/2105.NAT.p11.n11.jpg[/IMG]

اقتراب موعد الاختبارات النهائية يعني إعلان حالات الطوارئ في الكثير من البيوت تواكبها حالات استنفار من الأسرة والطلاب والطالبات، لتهيئة الجو المناسب للأبناء، و تخفيف حدة القلق والاضطرابات النفسية والتوتر الذي يصاب به أغلبهم في هذه الفترة وينعكس على جميع السكان. وتختلف ردود الأفعال من أسرة لأخرى ومن طالب لآخر، فهناك من يعلن حالة طوارئ على حد قول السيدة مها "أم عمار" التي وصفت منزلها في أيام الاختبارات بأنه في استنفار شامل حيث تتوقف كافة الزيارات والاستقبالات وتفرغ نفسها لمراجعة المواد مع أبنائها الثلاثة.
وقالت "أعمل على تهيئة جو مريح في المنزل بغلق التلفزيون حتى ينتهي كل واحد منهم من استذكار المادة التي سيختبر بها في اليوم التالي، و أحرص على أن يذاكر كل منهم في غرفة منعزلة عن الآخرين، وأقوم بمتابعتهم بين الفترة والأخرى، وأوفر لهم الغذاء الصحي، بالإضافة إلى مراجعة دروسهم معهم كل واحد على حدة، وتستمر حالة الاستنفار طيلة أيام الاختبارات ولا أنسى الخروج مع أولادي في آخر الأسبوع للترفيه عنهم ليوم واحد فقط".
وأكدت السيدة سهام "أن فترة الاختبارات من الفترات الصعبة التي تمر علينا نحن الأمهات والآباء وأشعر بالقلق والخوف طيلة الأيام على مصير أبنائي الأربعة الذين يدرسون في مختلف المراحل الدراسية، لذا أحرص على متابعتهم متابعة دقيقة أيام الاختبارات، بالإضافة إلى أنني أستعين بمدرسة خصوصية تقوم بمساعدة بناتي في بعض المواد التي يصعب عليهن فهمها. وهذه المرحلة مرحلة ضغط نفسي رهيب لكافة أفراد الأسرة حتى أنا شخصيا أعاني من التوتر طيلة أيام الاختبارات وكأني أنا التي تدخل الاختبار".
درس خصوصي
وقال الطالب محمد المطيري "بدأت بتقليل خروجي من المنزل فلا أخرج إلا للضرورة لحرصي على استذكار المواد بشكل جيد، فأنا الآن في الصف الثالث الثانوي، ولا بد لي من الحصول على درجات عالية حتى أتمكن من دخول الجامعة، فليس هدفي هو النجاح فقط، وإنما الحصول على معدل عال، كما أنني أراجع بعض المواد الصعبة بالنسبة لي وهي مادة اللغة الإنجليزية والبلاغة والنقد والنحو عند مدرس خصوصي أذهب له يوميا لمدة ساعة وأدفع له 150 ريالا في الحصة الواحدة، ولم يعارض والدي فكرة المدرس الخصوصي، ولم يناقشني في تكاليفه لضمان نجاحي بمعدل ممتاز يضمن لي متابعة تعليمي الجامعي".
وأشار الطالب عبدالرحمن فوزي إلى أنه يقضي أغلب وقته الراهن في مراجعة واستذكار دروسه بشكل مكثف، لأن معدل اهتمامه في هذه السنة قد ارتفع لأنه حريص على مراجعة كافة المواد هذه الأيام، وعلى أن يأخذ دروسا خصوصية في المواد العلمية التي يصعب عليه منهاجها وكذلك مادة اللغة الإنجليزية وتكلفة الحصة الواحدة 5**ريال، وكل هذا الاهتمام لخوفه من اختبارات الثانوية العامة بعد أن سمع من أصدقائه عن صعوبة الاختبارات فيها، مما جعله يذهب إلى مدرس يشرح له المواد ويراجع معه أسئلة السنوات الماضية.
وعلق الطالب سامي المطيري على الموضوع بقوله "بدأت بمراجعة المواد من الآن لكني لست متخوفا من اختبارات أغلب المواد ما عدا مادة اللغة الإنجليزية التي يصعب علي فهمها، لذا بدأت بأخذ دروس خصوصية في هذه المادة وأدفع مقابل الحصة الواحدة 3** ريال لخوفي من الرسوب في هذه المادة و إعادة السنة بسببها".
فترة ذهبية
وترى معلمة مادة الكيمياء فاطمة الغامدي أن الفترة التي تسبق الاختبارات فترة ذهبية لا بد من استغلالها من قبل الطلبة والطالبات، مشددة على أهمية الدور الذي تلعبه الأسرة في توفير الجو المناسب للأبناء للمذاكرة وعدم استقبال الضيوف أو الخروج من المنزل، خاصة ليلة الاختبار، والأخذ بمبدأ الوسطية والاعتدال في التعامل معهم وذلك بعدم إرهاق الطالبات بالأعمال المنزلية أثناء فترة الاختبارات، وعدم محاولة الضغط عليهن بزيادة ساعات الاستذكار أو المقارنة بين الأبناء وبين آخرين يتفوقون عليهم لأن ضغط الأهل له ردود فعل عكسية تحد من مستوى تحصيل الطالبة أو الطالب في الاختبار، خاصة وأن أغلبهم يعانون في هذه الفترة من التوتر والقلق من الاختبارات، فالواجب على الأهل التخفيف عنهم وليس إرهاقهم.

و تنصح الغامدي الطالبات بتنظيم وقتهن في هذه الفترة واستغلاله بشكل صحيح لضمان النجاح، قائلة: لا بد من عمل جدول لمراجعة جميع المواد بدءا من الصعب إلى السهل مع مراعاة الفترة التي تحتاجها كل مادة دراسية والتركيز في دراسة المادة على الموضوعات التي لم تستذكر بشكل جيد، وكتابة الملاحظات على النقاط التي لم يتم فهمها والرجوع لمعلمة المادة لتوضيحها واختيار الأوقات المناسبة للمذاكرة حتى يكون التركيز كبيرا ونسبة الفهم عالية، والبعد عن جميع الملهيات كالتلفزيون وخلافه.
وتتفق معها المعلمة صفية البشري بقولها "لا بد من تهيئة الجو المناسب للطالبة لتتمكن من استذكار موادها قبل بدء موعد الاختبارات وذلك بعدم الضغط عليها نفسيا لأن هذا سيؤثر عليها سلبياً مع ضرورة متابعة الأهل لطريقة استذكار أولادهم ومراجعة المواد معهم أولا بأول.
وقال رئيس قسم الاختبارات في إدارة التربية والتعليم في جدة عبدالرحيم مرغلاني "تلعب الأسرة دوراً رئيسياً في تخفيف شبح الاختبارات عن أبنائها بوضعهم في الصورة سواء من الأب أو الأم بقولهما "أنت خائف من الاختبارات، وهو خوف من مجهول ونحن أيضا نخاف من المجهول، ويؤكدان له أن هذا الخوف لا مبرر له لأنه خوف من الاختبار وهو ليس مجهولاً ولن يخرج عن هذا الكتاب.
كما ينبغي للأهل عمل اختبارات تشخيصية للطالب، بوضع بعض الاختبارات لمعرفة مستواه ونقاط الضعف عنده في المادة لمراجعتها واستذكارها معه مرة أخرى، كما ينبغي لولي الأمر تهيئة جو جيد للمذاكرة لأبنائه ومراعاة استذكارهم في وقت مبكر وعدم السهر، مؤكداً على عدم الاعتماد على مدرسي الدروس الخصوصية وانشغالهم عن أبنائهم لما له من أثر سلبي على نفسية الأبناء ينعكس على تحصيلهم بالإضافة إلى عدم التفرقة بين الأخوان أو المقارنة فيما بينهم.
واعتبر مرغلاني أن ظاهرة القلق ظاهرة إنسانية مطلوبة في الأعمال الخلاقة وعند الشخصيات المبدعة، أما إذا تطورت فتصبح حالة مرضية تصيب الطلاب صغار السن خاصة بعد أن طبق نظام التقييم للصف الثالث الابتدائي، فنجد أن طلاب الصف الرابع الأكثر خوفا من الاختبارات لأنها تعتبر جديدة بالنسبة لهم، مشيراً إلى أن هناك بعض الحالات يتطور فيها القلق والخوف فيرفض الطالب الذهاب للمدرسة، والواجب على المعلمين والمعلمات تهيئة الطالب والطالبة لفترة بإقناعهم أن أسئلة الاختبار ليست بتلك الصعوبة، وواضحة ولن تخرج عن الكتاب المقرر, وفي ذات الوقت المعلم الجيد هو الذي يصل بالطلاب لدرجة 95% من استيعاب محتوى المادة الدراسية قبل انتهاء الحصة, وإدارات التعليم تدرس حاليا مشروعا للاختبارات المدرسية الهدف منه إنشاء بنك لقياس مستوى تحصيل الطالب على مستوى السعودية بتحديد محتوى كل مقرر مدرسي على أساس علمي متفق عليه ووضع الأسئلة المناسبة لكل مقرر دراسي بحيث يخاطب كافة مستويات الطلاب.