عدد من المسؤولين والمختصين يؤكدون خطورة تناولها خلايا سرية لمراقبة مروجي الحبوب المسهرة (الكبتاجون) على طلاب المدارس
تكثر في هذه الفترة من الامتحانات النهائية ظاهرة تناول الحبوب المسهرة (الكبتاجون) والتي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بأيام الامتحانات وانتشرت في صفوف الطلاب في المراحل الدراسية وخصوصاً فوق المرحلة المتوسطة.
ورسخ في ذهن العديد من الطلاب ان تناول هذه الحبوب يقود للإبداع والتميز بأقل جهد وتعب حتى انتهى بهم الأمر إلى الإدمان عليها وإصابتهم بالعديد من الأمراض والاضطرابات النفسية والوجدانية وربما الوفاة.
ويقع الكثير من السذج في وحل الإدمان والمخدرات من هذا المنطلق والاقتناع البسيط في مفهوم الطلاب حول هذه الحبوب.. فكم طالب كان متفوقاً على أقرانه يتعاطى المنشطات ليواصل السهر ويحقق نتائجه المبهرة ولينتهي به الأمر إلى ظلمات السجون والمصحات.
ونعلم يقين العلم بأن مروجي هذه السموم يحاولون بقدر المستطاع بث سمومهم بين الطلاب ويستغلون دوافعهم إلى تنشيط مبيعاتهم الفتاكة معتبرين أنه موسم حافل لضخ أكبر كمية من هذه الحبوب المسهرة.
وإيماناً من "الرياض" بأهمية توعية أولياء الأمور حول هذه الظاهرة التقت بعدد من المختصين والمهتمين في هذا المجال.
تحذير أولياء الأمور
ففي البداية يقول صاحب السمو الأمير سعود بن فهد بن عبدالله مدير عام مكافحة المخدرات بامارة منطقة الرياض ان تعاطي المخدرات لا يقف خطره عند لحظة تعاطيه أو خلال فترة الامتحانات فهذه الحبوب عند تناولها للطالب فهي بداية لانحرافه وضياعه ووقوعه في أمور أعظم من ذلك وعليه ان يضع في تصوره دائماً أنه قبض عليه وهي بحوزته وليتذكر ان مستقبله انتهى وأصبح من أرباب السجون وكثير من الطلاب لا يعي الأضرار المستقبلية حتى لو أنه لم تضرهم جسمانياً أو إدمانياً فهو لا يتصور خطورتها عليه من الناحية الوظيفية أو الجنائية وهذه مهمة ان توضح للطلاب أنه ممكن ان تنتهي حياته في قضية قد يمسك بها فلا يبدأ بمستقبله في شيء به مخاطرة على حياته وصحته وأسرته.
وأكد سموه على ان للأب مسؤولية عظيمة فالله جل وعلا أوكل إليه مسؤولية رعاية الأسرة ومتابعتها وتقويمها والنصح لها.. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم.. فالأب عليه مسؤولية التوعية بأخطار المخدرات وليدرك هو نفسه أولاً خطورتها ومشاكلها ويبين لأولاده هذه المخاطر بالتفصيل ليكونوا على بينة من أمرهم فعليه مراقبتهم مع جلسائهم وليسمع منهم ليطرحوا مشاكلهم وما يواجهونه في حياتهم.
وأشار إلى ان أهل الشر وهم من جعل المخدرات وسيلة لظهورهم وحصولهم على المال بطريقة غير مشروعة يستفيدون من هذا الموسم لبحث بعض الطلاب عن هذه المادة تصوراً منهم أنها تساعد على الجد والاجتهاد فهم يجدونها فرصة ذهبية لهم.
وقال سموه ان هناك جهودا في التوعية عن طريق عقد دورات للمرشدين في المدارس تقوم فيها الادارة العامة لمكافحة المخدرات وهي دورة مركزة تستمر خمسة ايام ويشارك فيها علماء واطباء ويعطون قدرا كبيرا عن قضية المخدرات لتوعية طلاب المدارس.
واوضح سموه الى ان هناك تكثيفا واحكام الرقابة على من عرفوا بالترويج وكذلك صغار السن والطلاب وتنشيط الدوريات والمصادر في الاماكن التي يتجمع فيها الطلاب والعمل على الحد من استفادة اهل الشر من هذا الموسم.
واكد سموه على ان هناك خلايا سرية للمراقبة والتحري وهذا من صميم عمل الادارة خاصة في التجمعات والتحركات اغير السوية.
(تحذير الطلاب)
وحذر اللواء عثمان بن عبدالله العساف مدير ادارة مكافحة المخدرات بمنطقة الرياض مما يتردد على السنة اهل الظلالة والانحراف.. عملاء الشيطان وضعاف النفوس.. الذين يقومون بترويج الحبوب المسهرة (الكبتاجون) وايهام ابنائنا طلاب وطالبات المدارس والجامعات وغيرها بأن هذه الحبوب تساعد كثيراً في تنشيط الذاكرة وسبب هام للتحصيل العلمي.. وهم في هذا ارتكبوا جرماً كبيراً وإفتراءً لا طائل من ورائه الا اضلال هذه الفئة من الشباب لحرفهم عن الطريق القويم..
واكد ان هذه الظاهرة كثيراً ما يشيعها المغرضون بحلول الاختبارات النهائية من كل عام لترويج بضاعتهم النتنة والفاسدة متناسين بذلك اوامر الشرع المطهر والملة السمحة التي تنهي عن إذهاب العقل او اخلاله بما يؤثر عليه من منشطات او مهدئات ومخدرات..
وناشد اللواء العساف اولياٍء امور الطلبة بمتابعة ابنائهم والحرص عليهم وابعادهم عن رفقاء السوء كما ناشد الطلاب انفسهم بان لاينجرفوا وراء مثل هذه الاكاذيب.. وحثهم على ضرورة التعاون مع جهاز مكافحة المخدرات للابلاغ عن هؤلاء لضبطهم ومحاسبتهم وتنفيذ العقوبات بحقهم.. وقال ان عمليات مكافحة المخدرات تستقبل بلاغاتهم عن هؤلاء المفسدين على الرقم (995) على مدار الساعة وان هناك تعاونا مثمرا بين ادارة مكافحة المخدرات والادارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض للقضاء على هذه الظاهرة السيئة.
(الذكور اكثر من الاناث)
وقال الدكتور عبدالله بن سلطان السبيعي استاذ واستشاري الطب النفسي ان تناول الحبوب المسهرة وخاصة (الكبتاجون) تكون اكثر لدى الذكور منها للاناث وبشكل كبير وتناولها قد يكون استخداما مؤقتا بين فئات الذكور او الاناث او استخداما دائما وهذا بين فئة الباحثين عن النشوة في مرحلة الشباب او قد يلجأ اليها الشخص للهروب عن المشاكل والذين يعانون من اصابات من عدم توفر وظيفة او عدم التحاقه بالدراسة بعد المرحلة الثانوية ويلجؤون الى هذا السلوك كمخرج ومهرب بالشعور بذلك الاحباط.
وفضل الدكتور السبيعي اطلاق اسم المهيجات بدلاً من المنشطات وذلك للبعد عن اعطائها اسما محببا لدى المجتمع مؤكداً ان جرعة قليلة قد تؤثر تأثيرا كاملا على العقل.
(مفهوم خاطئ)
من جانب آخر يوضح الدكتور فلاح العتيبي استشاري مجمع الامل للصحة النفسية بالرياض ان فعالية الحبوب (الكبتاجون) يعتقد مستخدمها انها قد تزيد من تركيزه وابداعه مشيراً ان هذا مفهوم خاطئ حيث تسبب زيادة افراز الموصلات الكيميائية وخاصة الدوبامين بعد تأثيرها على خلايا المخ مباشرة وبالتالي يشعر الانسان المستخدم بنوع من زيادة الطاقة ومقاومة الارهاق وطرد النعاس.
وأكد الدكتور العتيبي على ان للاباء دورا كبيرا في توعية ابنائهم خلال هذه الفترة من خلال تعليمهم بالمعايير الصحيحة وان يكونوا قدوة لهم اضافة الى العمل على ايجاد علاقة اخوية بين الاب وابنه تبعد كل عوامل التوتر بين افراد العائلة وبالتالي عدم ظهور امراض نفسية.
ودعا الى مراقبة الابناء بدقة وعدم السهر والنوم خارج المنزل لفترات طويلة متمنياً لجميع الطلاب والطالبات التوفيق والنجاح.
|
|
المفضلات