إذاعة اليتيم
أن الدين الإسلامي حضّ على رعاية الطفولة منذ أن يكون جنيناً في بطن أمهفهو يأمر الأم أن تفطر إذا ثبت أن الصيام يؤثر على جنينها،وأن المجتمع الإسلامي يمتاز بالتراحم والتكافل، كما نصت على ذلك الأحاديث الشريفة، حيث عني الإسلام بالضعفاء ومنهم اليتامى الذين جعل لهم الإسلام نصيبًا من الزكاة والصدقة التطوعية ومن غنائم الحرب كذلك.
ذكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم
مما يلفت النظر أن الله سبحانهوتعالى ذكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحةللمسلمين للانتباه والوقوف وقفة جادة أمام هذه الفئة وأمام احتياجاتها، والمشاكلالتي قد تواجهها سواءً أكانت معنوية أم مادية أم اجتماعية أم غير ذلك،
قال تعالى(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناًوَبِذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ) النساء36
وقوله تعالى ( أَرَأيتَ الّذِي يُكَذّبُ بالدّينِ * فَذَلِكَ الّذِي يَدُعُ اليتيمَ * ولا يحُضُّعَلَى طَعَامِ المِسكِينِ ) الماعون 1-3
وقال تعالى ممتدحا حال الصالحين) ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) الإنسان 8
وعلى العكس قال تعالىموبخا كفار قريش ومن على شاكلتهم ( كلا بل لا تكرمون اليتيم ) الفجر 17
كما أمر عزوجل بحفظ أموال الأيتام ، وعدم التعرض لها بسوء ، وعدَّ ذلك من كبائر الذنوب وعظائمالأمور ، ورتب عليه أشد العقاب ، قال تعالى ( إنّ الذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَاليَتَامى ظُلماً إنّما يَأكُلُون في بُطُونِهِم ناراً وسَيصلَونَ سَعِيراً )النساء10،

نماذج من تعامل رسولنا الكريم مع الايتام
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبهفقال صلى الله عليه وسلم ( أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم وامسح رأسهوأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهماشيئا"
لقد ضرب لنا معلم البشرية وخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم أروعالأمثلة وبيَّن لنا أفضل السبل في فن التعامل مع اليتيم فها هو عليه الصلاة والسلاميمسح على رأس اليتيم ويقول: «من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كلشعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنةكهاتين» وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى.

وها هو كذلك عليه الصلاة والسلام يقبلاليتيم ويدعو له ويحتضنه ويسأل عنه وعن احواله فهو صاحب القلب الرحيم وصانع المواقفالعظيمة فقد اشتكى إليه رجل قسوة قلبه فقال: «امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين» رواهأحمد ورجاله رجال الصحيح.


أرأيتن يا أخواتي إنها التربية والتعليم منه عليه الصلاةوالسلام انه مهما تحدث الإنسان عن تلك الطرق والمثل في كيفية فن التعامل مع اليتيمفلا بد له من ان يربط ذلك بالرعيل الأول من قادة وعلماء وصلحاء وكيف كانت حياتهم معاليتيم انك ايها الأخوات لتعرفن حق المعرفة ما حباه الله تعالى لليتيم منالمكانة الرفيعة والشأن العظيم مسطرة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فإذاعلمتن ذلك فاعلمن أن هناك جُملة آداب وطرق يعامل بها اليتيم لا بد من معرفتها والوقوفعندها.
آداب وطرق التعامل مع اليتيم
1- أن أول هذه الفنون في التعامل مع اليتيم زرع الحب والثقة في النفسفان اعطاء الثقة بالنفس يعطي اليتيم الانطلاق والتجديد فمثلاً اعطاؤه الفرصة فياثبات وجوده والمحاولة في ايجاد الحلول المناسبة لكثير من المسائل بل تكرارالمحاولة حتى الوصول الى الحل المناسب الصحيح.

2- التربية الجادة والهادفة التيتعطي ذلك اليتيم الجرعة الايمانية الصالحة وذلك من خلال طرح بعض القصص القرآنيةلبيان عظمة الله تعالى وغرس العقيدة الصحيحة لديه ويأتي بعد ذلك دور القصة النبويةليخرج بذلك الى القدوة الصالحة والعمل الجاد المثمر ولا ننسى أن النفس البشرية لديهاالاستعداد والحب الفطري لسماع القصة وهذا مما يجعل الطفل خاصة يتربى تربية جادةومثمرة بإذن الله تعالى.

3- اعلمي أن إدخال البهجة والسرور على اليتيم من أعظمالطاعات والقربات التي يتقرب بها العبد لله سبحانه وتعالى فقد قال عليه الصلاةوالسلام «لاتحقرن من المعروف شيئاً ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق» فهذا هو منهجه عليهالصلاة والسلام يلاطف الصغير والكبير.

4- ورابع هذهالآداب وأهمها لين الكلام وحسنه مع اليتيم ولذلك قال عليه الصلاة والسلام «والكلمةالطيبة صدقة» فكم كلمة طيبة ادخلت السرور على انسان وكم من كلمة ساقطة عملت بصاحبهافعل السهام.

5- الثناء على الانسان وخاصة بعد انجاز عمل ما، ودفع الحوافز له منأجدى السبل في رفع الروح المعنوية لديه وحثه على الاستمرار والمواصلة للوصول الىمعالي الأمور بإذن الله تعالى.

6- ان التواضع ولين الجانب من الآداب المهمةالتي ينبغي على الانسان ان يتحلى بها ولذلك قال تعالى «ولو كنت فظاً غليظ القلبلانفضوا من حولك» فنجد ان ربنا تبارك وتعالى يبين لنا ان النبي صلى الله عليه وسلمكسب بتواضعه ولين جانبه قلوب الناس وخالط بشاشة قلوب جميع طبقات المجتمع فها هوعليه الصلاة والسلام يقول: «من كان هيناً ليناً سهلاً حرّمه الله على النار»