لماذا أُلغيت إجازة المرافق؟ المعلمة بحاجة إلى (إنسان) يقدر معاناتها!
غادة بنت عبدالله العوين
حين تكون المعلمة محور الحديث في أي وسيلة إعلامية ويكون المتحدث أحد المسؤولين الكرام؛ فإننا لا نسمع من الحديث إلا أطيبه بعد أن يعطي المعلمة حقها الطبيعي ومكانتها كصاحبة رسالة عظيمة، وعندما ننزل إلى واقع عملها ونبحث في كل لحظة من لحظات يوم دراسي لوجدناها غارقة في متاهة من المسؤوليات يزيدها قرارات تنصب على رأسها هماً وارهاقاً واحباطاً في مرات أخرى دون أن تقرأ بين كل عشرة تعاميم تعميماً واحداً ينصفها أو يقر بحقوقها الضائعة مادياً ومهنياً!!
وفي هذه المساحة الضيقة لا مجال لمناقشة هذه الشبكة المعقدة التي لا يمكن ادراك بدايتها فما بالنا بالنهاية ولكنَّ ثمة أمراً مريراً لا يمكن قبوله حتى إنسانياً، بل إنه قرار لم نسمع بأن هناك من اقره سوى وزارتنا الموقرة! إني اعني الغاء إجازة المرافق في المنزل مع توجيه مديرات المدارس بعدم السماح بالاستئذان خلال ساعات الدوام والخروج بعد اتمام كامل حصصها!
ترى.. أيجب أن يستذكر المسؤولون في كل مرة أن هذه المسكينة مجرد معلمة آلة، ويتناسون أنها زوجة وأم تستكمل عملها في منزلها بعد انتهاء الدوام؟ إنها الموظف الوحيد الذي لا يستريح!
وإني اتساءل بحرقة: هل يظن من خلف هذا القرار المجحف بأن أماً يمكن أن تترك طفلها يعاني من ارتفاع في درجة حرارته بعد أن سهرت ليلتها كاملة - أحياناً - لمراقبته في المنزل، وأحياناً قضتها على مقعد في إحدى غرف الطوارئ، لتسرع عند السادسة والنصف إلى مدرستها فتتحول إلى آلة يسمونها "المعلمة" لا علاقة لها بتلك الأم!! فتعطي بنفس الحماس والإخلاص!
لقد أخطأ وأخطأ من اعتقد أنه يخدم التعليم بذلك!! فالأمومة غريزة وضعها الرحمن ورسالة أعظم من التعليم!!
أيها المنادون بتطوير التعليم..
أليست المعلمة حجر الزاوية لأي برنامج تعليمي؟!
ألستم المنظرين المقرين بدورها وجهدها؟
إذن لم يُنظر في كل شيء وتترك المعلمة في معاناة متزايدة ولا يعلم بها إلا الله؟!
لم توجه القرارات ضدها.. والآ ضد أمومتها؟
وحتى أيام الإجازة الاضطرارية قلصت لجميع موظفي الدولة رغم الفروقات الواضحة بين الرجل والمرأة!
أما إجازة رعاية المولود التي استبشرنا بها خيراً في البداية فقد فقدنا الكثير من قيمتها حين قيدت بضرورة تقديمها قبل بداية النصف الدراسي على أن تنتهي بنهاية اليوم الأخير منه!! فما ذنب من تواجه ظرفاً مفاجئاً يضطرها لمرافقة أحد أطفالها اما لعارض صحي أو عارض آخر كسفر الخادمة مثلاً؟! ما الفائدة ان لم يستفد أطفالنا من إجازة نسبت في مسماها لرعايتهم؟ ولا أدري كيف يمكن التعامل مع هذه الرعاية المشروطة حسب أهواء المسؤولين عنها! ولو سلمنا جدلاً أن ذلك لمنع ارتباك سير المناهج فلماذا تقبل الإجازة الاستثنائية بينما ترفض إجازة رعاية المولود؟
إذن هم يسمحون بالإجازة ويرفضون نوعها!!
وللعلم فإجازة رعاية المولود بربع الراتب بينما كما يعلم الجميع فالإجازة الاستثنائية بدون راتب!! إنه الواقع المرير ومزيد من التضييق!!
أيها المنادون بتطوير تعليمنا..
نحن نعاني!! ولا أذن تسمع.. لأن الشاكية هي المعلمة، والمعلمة يجب أن تستمر في العطاء حتى الفناء!! دون أي حق في الشكوى أو المطالبة بحق مشروع!!
نحن حقاً بحاجة لوقفة "إنسان" يدرك ما يمكن أن يحمله قلب أم تجبر عنوة على ترك طفلها في أحضان الخادمة وهو يعاني ما يعاني بعد أن قضت ليلتها بجانبه لتكمل يومها دون روح ولا دافعية متنقلة من فصل لآخر دون أن يكون لها علاقة بتلك الأم!!
http://www.alriyadh.com/2***/01/18/article402865.html
أخبارالتربية والتعليم ليوم الاحد 21 محرم 1430 هـ 18يناير 2*** م
رد مع اقتباس
تواصل معنا
إعلانات نصية
الخصوصية
المفضلات