مدرس لا يقرأ..كيف؟
يحيى عبودين يحيى
ناولت أحد أقربائي كتابا، وهو أي هذا «القريب»يعمل مدرسا، لكن المذكور سامحه الله.. أعاد إلي «الكتاب» وبقرف قائلا آسف، وهذه الآسف عندي لأنه لا يحب القراءة.. وأردف قائلا:
وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة ورثاء..أنا حقيقة أسأل كيف أنت تحب القراءة باستمرار، وكرر لا تهوى غير القراءة؟ شف لك صنعة غير القراءة.
قلت له وبصوت عالٍ: القراءة يا هذا ليست هواية بل إنها كالأكل والماء فهل تستطيع أن تستمر 12 ساعة دون أن تشرب أو تأكل.
قال: هناك فرق بين الأكل والشرب، فهو الغذاء لكي يعيش الناس وإلا لسقطوا على رؤوسهم إن كانوا في العمل أو المنزل.
قلت متعجبا والقراءة غذاء للعقل، وللضمير، وللأخلاق، والدليل على ذلك أن الله - جل شأنه- وتقدست صفاته، عندما كلف سيدنا الغالي نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وقال له إقرأ..
ونبينا الحبيب كما تعلمون كان أميا لأنه لم يتخرج من جامعة أو معهد أو حتى قرأ في مدرسة محو الأمية، فقال لجبريل عليه السلام صادقا وهو الصادق دوما أنا لا أقرأ.
أجل إنه لا يقرأ واقعا وحقيقة، ولكن «الله»سبحانه كلف جبريل عليه السلام ولا مجال للاختيار أو أنه قد يصرف النظر كليا فهو حقا لا يقرأ. لكن صاحبنا «المدرس» كان أيضا صادقا بأنه لا يقرأ للأسف سوى «الصفحات الرياضية»، وليته كان رياضيا، لكنه أيضا مهووسا بالتعابير التي تقول رفس، ضرب، ونط على أكتاف زميله فكسر عظامه.. وحمل بسيارة الاسعاف إلى حيث ما يحب أن يكون فوق السرير الأبيض للعلاج الخ.. وأذكر أنني كنت أعمل في جدة المحروسة بإذن الله، وسط عمارة كبيرة فيها عدة مكاتب تجارية، وبجوارنا مدرستان إحداهما ثانوية، والأخرى متوسطة، وهاتان المدرستان تحوي بين جدرانها وفصولها مجموعة من الطلبة، وهم أقرب إلى الرجولة وللوعي الرشيد. وهؤلاء الطلبة يمرحون وقت الفسحة ببوفيه وبالسندوتشات والعصائر وبجانب هذا البوفيه مكتبة قرطاسية تحتوي على كل شيء منها، وفيها الكتب المتنوعة والصحف والمجلات الأخرى. وأحباؤنا هؤلاء «الطلبة» يشترون الساندوتشات والعصائر، ولكنهم جزاهم الله خيرا يشترون من ضمن ما يشترون..
وأنت أيها القارئ العزيز إذا طلبت صدفة من أحدهم أن يكتب لك رسالة عادية لاعتذر لك وقال يا شيخ لا اعرف ماذا أكتب فأبحث لك عن من يستطيع الكتابة بوضوح، وهو حقا لا يستطيع أن يكتب لأنه لم يقرأ يوما بحب وتمعن، وإذا كتب «محرجا» فسوف ترى كتابته وتعابيره تدعو للدهشة، وسوف تسأل أهذا درس شيئا أو قرأ شيئا أو فهم شيئا مع الاعتذار؟!
ولن أزيد ولن أنكأ الجراح، ولكن أرجوكم اطلبوا من أبنائكم بل أسألوهم أسبوعيا ماذا قرأوا هذا الأسبوع المنصرم. خلاف المنهج الدراسي، وستعذرونهم، كما لمت نفسي وعذرت قريبي المدرس.
يا أمان الخائفين.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2***...0103249987.htm
أخبارالتربية والتعليم ليوم السبت 6 محرم 1430 هجرى _ 3 يناير 2*** م
رد مع اقتباس
تواصل معنا
إعلانات نصية
الخصوصية
المفضلات