تجربة تعليمية ناجحة
زايد سعد الشهري
قبل أن يصل التعليم العام بالمملكة إلى مستواه الحالي وخصوصا تعليم البنات كان الوعي بتعليمهن قليلا خصوصا بعد أن تنهي مرحلة الدراسة الابتدائية مما أوجد فجوة بين التعليم الابتدائي والتعليم الثانوي والمتوسط وبالتالي التعليم الجامعي مما أشعر العديد من الأمهات بالأسى والحزن على عدم مواصلة الدراسة خصوصا بعد أن شعرن بأن قطار التعليم على وشك أن يفوتهن.مما حدا بالبعض منهن إلى الالتحاق بالمدارس المتوسطة والثانوية العامة مع طالبات في سن بناتهن ورغم ما كان يسببه ذلك لهن من الإحراج إلا أن حب العلم والتعلم شجعهن على مواصلة الدراسة في حين أن البعض الآخر منهن لم يستطعن التخلي على صعوبة الجلوس في فصول الدراسة بجانب البنات الصغيرات في السن وبالتالي استسلمن للأمر الواقع بعدم مواصلة الدراسة.مما حدا بمدير إدارة التربية والتعليم بمحافظة الطائف الأستاذ سالم الزهراني لاستحداث مدارس متوسطة وثانوية أدبية وعلمية خاصة بكبار السن وهذه المدارس خاصة بهن فقط, وقد وجد أن أعمار الملتحقات بها تتراوح بين 25 و50 سنة في تلك المدارس.ليتمكن من تلقي تعليمهن في جو مناسب لأعمارهن لتيسير الدراسة على الملتحقات السابقات بالمدارس المتوسطة والثانوية وتشجيعا للاتي لم يتشجعن للدراسة مع البنات الأصغر سنا منهن.وقد كانت التجربة ناجحة جدا حيث زاد عدد الملتحقات بالدراسة زيادة كبيرة في حين حققن نتائج باهرة على مستوى المحافظة لتوافر الجو المناسب لهن بتلك المدارس الملائمة لشغفهن بالعلم بعيدا عن صعوبة الاختلاط بالطالبات الصغيرات وبالتالي مواصلة دراستهن الجامعية ليلتحقوا بركب بنات الوطن للاستزادة من مناهل العلم.إن استشعار إدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة الطائف يجسد سياسة التعليم بمملكتنا الغالية بأن تتاح فرص التعليم لمن يرغب في ذلك وهذا الجهد المبارك جدير بالإشادة به والمطالبة بالتوسع بافتتاح المزيد من هذه المدارس لإشباع نهم الراغبات في التعلم من الأمهات اللاتي فاتهن التعليم في صغرهن.خصوصا إذا علمنا مدى الوعي لديهن بأهمية الدراسة وحرصهن على استيعاب ما يتلقينه في هذه المدارس بكل حرص واهتمام فأصبحت مدارسهن تعتبر نموذجية بانضباطهن وتقديرهن لأهمية الفرصة التي أتيحت لهن ليلتحقن بركب التعليم المزدهر في بلادنا حفظها الله.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12952&P=4
المفضلات