[img]http://www.b-lozaaz.com/up/uploads/29**1cba45.gif[/img]

أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
بسم الله نبدأ اخبار التعليم .
لهذا اليوم ..
الاحد 2/ 12





الجزيرة:الأحد 02 ذو الحجة 1429هـ العدد:13212

------------------------------------------------

وسط مطالبات بضرورة تنمية مواهب الطلاب الفنية لماذا تمنع وزارة التربية تدريس (الفنية) في المرحلة الثانوية؟


تحقيق: منيف خضير

في المرحلة الثانوية لا يمكن للتلميذ أن يمارس هوايته في الرسم أو النقش أو أعمال الخزف وغيرها، وذلك لأن وزارة التربية والتعليم لم تقرر تدريس مادة التربية الفنية في المرحلة الثانوية.. أما لماذا؟.ففي هذا التحقيق تتباين الآراء، وتبقى الكرة في مرمى وزارة التربية، أما التلاميذ فحصة النشاط لا تروي ظمأهم.. وتبقى الأسئلة دائماً دون إجابة!.بداية تحدث الأستاذ فهد بن رشيد الهويدي رئيس شعبة التربية الفنية بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرج حول قيمة التربية الفنية فقال: إن تدريس التربية الفنية في المراحل التعليمية المختلفة مسيرة تحتاج منا كمشرفين ومعلمين تربويين إلى دراسات وتخطيط جيد لكي نغير أفكار المجتمع السلبي المتوارث وتغيير أفكاره حول الفنون التشكيلية عامة وتعليم التربية الفنية خاصة حول أهميتها في إيجاد إنسان واعٍ يقدر ويتذوق جمال الطبيعة والأشياء من حوله ليرتقي بالتعبير عن ذاته لكي يساعد في عملية الاتصال بينه وبين الثقافات الأخرى لاسيما ونحن نعيش عصر الثورة التكنولوجية التي نعيشها في الوقت الراهن, وهذا ولله الحمد متحقق في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة, وكم يسعدنا أن تنضم مادة التربية الفنية كسائر المواد الأخرى في المرحلة الثانوية للبنين.
تربية الذوق
أما الأستاذ صلال الضوي (معلم تربية فينة) عن المادة قائلاً: مجالات التربية الفنية كثيرة ومنها تربية الذوق الفني والحس الجمالي ولا يمكن حصرها في مجال واحد لذلك علينا خلق جيل مثقف يستمد من شريعتنا الإسلامية مبادئه والإعلام له الدور الأكبر في ذلك ويتحمل مسئولية كبيرة لتوعية المجتمع بما يصلح لنا والابتعاد عن ما يتعارض مع شريعتنا السمحة.وللتربية الفنية دورها في خدمة المجتمع لذلك يدرس الطالب هذه المادة من ضمن المواد في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ويفتقدها في المرحلة الثانوية وأرى على الأقل وضع برامج لها في هذه المرحلة المهمة لتنشئة الطالب على حب الفن والجمال.
نحتاجها بأسسها العلمية
أما التلاميذ فلهم رأي آخر.. يقول الطالب عبدالكريم شفق الشمري (الثالث الثانوي): اعتقد أننا بحاجة لوجود منهج خاص في التربية الفنية في المرحلة الثانوية، حيث إن بعض الشباب يكون عنده موهبة الرسم منذ صغره، ولكن عندما يدرس مادة التربية الفنية لا يكون هنالك تعليم لأسس المادة، فقط يطلب منه الرسم عن موضوع معين دون الإلمام بالأسس الصحيحة للرسم، فلذلك أعتقد أن إدراجها بالمرحلة الثانوية مقرون بوضع منهج متخصص في المرحلتين السابقتين.أما الطالب محمد رغيلان الشلاقي (تلميذ ثانوي) فقال: أتمنى أن يتم إدراج مادة الفنية في المرحلة الثانوية، حيث إنني كنت أمتلك موهبة الرسم ولكني لم أجد من يدعمني لتنمية هذه الموهبة، حيث لا توجد مادة التربية الفنية في المرحلة الثانوية.. وأيضاً لا يوجد نشاط خارجي يهتم بالرسم, فلذلك أجد نفسي مضطراً لإهمال هذه الموهبة التي كنت أمتلكها منذ الصغر.أما الطالب سليمان عبدالله الروسان (ثالث ثانوي) فله رأي آخر حيث قال: عندما تسألني عن إدراج مادة الفنية الآن فأنا لا أوافقك في الرأي لأنني فقدتها كموهبة، ولكن لو وضعت خطة من قبل الوزارة لتنميتها من المراحل الأولى فمثلاً لو كانت من المرحلة الابتدائية اختيارية مع وجود معلم متخصص في تحبيب الإبداع في هذا الفن فلا يقتصر على إحضار كراسة رسم وألوان بل وجود معمل خاص في المدرسة للمبدعين فقط ليجعل منهم حافزاً لزملائهم في ضخ ما يمكن من قدراتهم الإبداعية.
لماذا لا تدرّس في الثانوي؟
عن هذا السؤال أجاب الأستاذ بسام بن عثمان الشقحاء مشرف تربية فنية بمركز الإشراف التربوي بمحافظة رفحاء فقال: لا يوجد سببٌ واضح وبيِّن لدى الوزارة في عدم تدريسها لمادة التربية الفنية للبنين في المرحلة الثانوية, ولهذا أستطيع أن أستنتج ومن وجهة نظر شخصية بحتة بأن عدم اعتمادها بالمرحلة الثانوية كمادة تُدرَّس يعود لعدة أسباب, منها ماهو نفسي متعلق (بسيكولوجية الطالب) ومنها ما هو اجتماعي متعلق بالمجتمع نفسه ونظرته للمادة، فلو نظرنا وأمعنا النظر في حياة الشاب مابين سن 15 إلى سن 21 تقريباً والتي يكون فيها الشاب في الغالب في المرحلة الثانوية فسنجد بأن أغلب ما يشغل تفكيره في هذه الفترة والهاجس الكبير بالنسبة له هو الجنس, وأقصد هنا الجنس بشكل عام ولا أقصد الجنس المحرم, فتجده منبهراً من هذا العالم الجديد حديث الاكتشاف بالنسبة له, شغوفاً به, وخاصة بعد البلوغ.ونتيجة لهذا الشغف (الطبيعي) والانبهار نجد أن جميع ما يصدر منه في تلك المرحلة من كلمات وأفكار وأشعار ورسومات وغيره يحمل طابعاً جنسياً غريزياً بحتاًً, فيأتي تعبيراً طبيعياً لما يدور في عقله وصدره وما بداخله من طاقة جنسية هائلة تجد من هذه الرسومات متنفسا تهدئ من غرائزه المندفعة الجارفة.وأضاف مدللاً على صحة وجهة نظره قائلاً: ومالرسومات والأشعار الجنسية التي نقرأها دائماً على الجدران في الشوارع وفي دورات المياه للأماكن العامة كالمطاعم وغيرها إلا دليل واضح على هذا.وأعتقد جازماً بأن الوزارة على علم بكل تلك التفاصيل المتعلقة بمراحل عمر الطالب في تلك الفترة, وهي على علم أيضاً بواقع الحال لطلابنا في المرحلة الثانوية من طيش ورعونة بالتصرفات داخل المدرسة ومن عدم احترام للمعلمين وعدم اهتمام بالمواد الأساسية التي تعتمد عليها شهادة الثانوية العامة كالكيمياء والفيزياء والرياضيات وغيرها, فما بالك بمادة تعتبر غير أساسية بالنسبة لهم كمادة التربية الفنية.فتجدهم (أي الوزارة) فضلوا عدم تدريسها في هذه المرحلة لكي لا يواجهوا مزيداً من المتاعب, وإبقاء المشكلة مدسوسة تحت الرماد إلى إشعار آخر لكي لا ينصدموا بالنتائج والتي أكاد أجزم بأنها ستكون غير متوقعة في حال أقروا تدريس التربية الفنية في المرحلة الثانوية.
المجتمع والفن
وعن دور المجتمع أضاف الشقحاء قائلاً: للمجتمع تأثير كبير على تفكير الطالب وتشكيل ميوله واتجاهاته, فنجد بأن غالبية الطلاب في المرحلة الثانوية هم في عمر المراهقة, هذا العمر الذي يرى صاحبه بأنه لم يُخلق مثله في البلاد, فتجد فيه من العزة والزهو بالنفس الشيء الكثير, الزهو الذي يجعل الطالب يستنكف ويخجل من الأعمال والأشغال اليدوية المتعلقة بمادة التربية الفنية, ويرى بأنه من العيب لا بل من المحرم أحياناً في بعض المجتمعات المنغلقة جداً أن يعمل بيديه لكي لا يسقط بنظر المجتمع الذي رباه على هذه المعتقدات والمبادئ.فباعتقادي أن الوزارة كانت واقعية جداً في قرارها عدم تدريس التربية الفنية بالمرحلة الثانوية للبنين, لأنها تعلم علم اليقين بأن المجتمع والفكر غير مهيآن لتدريسها لطلاب الثانوي.ويختم الشقحاء مبدياً رأيه قائلاً: مع استمرار نظرة المجتمع الدونية لكل ما هو عمل يدوي، وفي ظل ما نشهده من مستوى متدنٍ في مخرجات كليات المعلمين بالنسبة لمعلمي التربية الفنية, فأنا لا أرى ضرورة في تدريس التربية الفنية بالمرحلة الثانوية في الوقت الراهن لعدم جدواها بالنسبة للطالب!
أسباب عديدة
وعن أساب عدم تدريسها في الثانوية يضيف الأستاذ فهد بن رشيد الهويدي رئس شعبة التربية الفنية بإدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرج (بنين) قائلاً: في وقت مضى كان خريجو المرحلة المتوسطة يتوجهون مباشرة إلى معاهد إعداد المعلمين بما في ذلك معهد التربية الفنية لإعداد معلمين متخصصين لتدريس مادة التربية الفنية وربما يكون ذلك أحد الأسباب الرئيسة في عدم إدراج مادة التربية الفنية ضمن المقررات الدراسية في المرحلة الثانوية.إضافة إلى اعتقاد بعض ممن يعمل في حقل التربية والتعليم وأولياء أمور الطلاب بعدم أهمية مادة التربية الفنية لأنها ليست مادة رسوب أو نجاح.ومعايير التقويم والقياس في العلوم والمعارف والمهارات الفنية لم تكن واضحة لدى معلمي التربية الفنية لأنه لا يوجد مقرر دراسي لمادة التربية الفنية فكانت اجتهادات فردية من كل معلم، ناهيك عن حاجة معلم التربية الفنية في المرحلة الثانوية للمساندة من قبل محضر مرسم (محضر تشغيل) ومن الأسباب أيضاً يضيف الأستاذ الهويدي: ومن المعروف أن مادة التربية الفنية تضم عدة مجالات في الرسم والتصميم والزخرفة وكذلك في مجالات الأشغال التشكيلية وبالتالي فإن ذلك يتطلب عدداً من المعلمين المتخصصين لتدريس كل مجال على حدة في كل مدرسة.إضافة إلى طبيعة المادة والتي يغلب عليها النشاط أكثر من أن تكون مادة معلوماتية خصوصاً أن الطالب في المرحلة الثانوية محمل بالكثير من المواد العلمية وهذا لا يعني أن نلغي دور المعلومة الفنية التي تزيد من ثقافة الطالب ولكن يجب علينا أن نتفهم طبيعة المرحلة العمرية التي يمر فيها طالب المرحلة الثانوية ومتطلباته.كما إن أساليب التقويم والقياس للعلوم والمعارف والمهارات يجب أن تطبق (بمعنى آخر يكون هناك اجتياز أو عدم اجتياز للطالب في مادة التربية الفنية) فإنه بذلك يختلف المعنى من حيث تدريس الطالب وإعطائه المعلومات العلمية وإكسابه المهارات الفنية وإتقانها لكي يجتاز.
تجربة إدراجها كنشاط
وعن الحلول التي يراها الأستاذ الهويدي للإبقاء على مواهب التلاميذ في المرحلة الثانوية يقول: أود أن أشير إلى بعض الشواهد والتجارب على نجاح مادة التربية الفنية في المرحلة الثانوية ومن التجارب الحية على إشراك الطلاب في المرحلة الثانوية في مادة التربية الفنية كنشاط يمارسه الطالب ما قامت به الإدارة العامة للنشاط الفني والمهني في جهاز وزارة التربية والتعليم في المسابقات الدولية والإقليمية والمحلية وتحقيق مراكز متقدمة للطلاب المشاركين, ونذكر من هذه المسابقات -على سبيل المثال- التي تشرف عليها الإدارة العامة للنشاط الفني والمهني مشكورين (مسابقة عام الأشغال) التي نفذت في عدد من خامات التربية الفنية الموجهة لجميع طلاب مراحل التعليم العام وفق أسس وأهداف وضوابط والتي لاقت نجاحاً كبيراً حيث جاءت نتائج المرحلة الثانوية في هذه المسابقة بإبداعات فنية تضاهي التحف الاحترافية.كذلك تجربة أخرى تم تنفيذها تحت إشراف قسم التربية الفنية في إدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرج في توجيه (برنامج المبدعين في التربية الفنية) لطلاب المرحلة الثانوية في تنفيذ لوحات تشكيلية في بعض الخامات الفنية وكانت أكثر من رائعة بالرغم من أن من يشرف على هؤلاء الطلاب في النشاط الفني مشرفي النشاط وهم معلمون غير متخصصين في التربية الفنية مما يؤكد لنا ذلك وجود طلاب يرغبون في إظهار إبداعاتهم الفنية ووجود الموهبة بينهم, ليس هذا فحسب بل تم توجيه مسابقة الرسوم التعبيرية ومسابقة المرسم الحر لطلاب المرحلة الثانوية والتي حققت الأهداف المرجوة منها, هذا فضلاً عن تجارب زملائنا في الإدارات التعليمية الأخرى التي أترك المجال لهم للتحدث عنها.كل ذلك يدل دلالة واضحة على نجاح مادة التربية الفنية في المرحلة الثانوية واستقطاب الكثير من الطلاب للمشاركة الفاعلة في كل البرامج *****ابقات الدولية والمركزية والمحلية, مما يحدو بنا إلى مطالبة المسؤولين في جهاز الوزارة إيجاد المعلمين المختصين ومقرر دراسي للتربية الفنية وإدراجه من ضمن خطة التعليم في المرحلة الثانوية.
http://www.al-jazirah.com/84282/th1d.htm