إلى متى ننتظر تغيير ضوابط الترشيح للوظائف التعليمية؟

سليمان بن عبدالرحمن الخليفة المشرف التربوي بإدارة تعليم الرس

أتابع ما ينشر في (الجزيرة) حول توظيف المعلمين والمعلمات ولي فيما يلي تعقيب على ذلك..انتظرنا طويلاً كي نرى تحركاً لعلاج قضية إنسانية ظهرت مواجعها على حال كثير من أفراد المجتمع، ألا وهي قضية الترشيح للوظائف التعليمية والضوابط المطلوبة، وقمت بالتطرق لهذا الموضوع لأهميته الكبيرة في علاج مشكلة اجتماعية وتربوية في وقت واحد.وقد تشترك وزارة التربية من غير قصد مع وزارة الخدمة المدنية في تحمل المسؤولية وتحمل نتائج وتبعات ذلك، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته.وما دعاني للكتابة هو حال الكثير من الذين ظلوا سنوات طويلة ينتظرون الأمل حتى شعر بعضهم بضياع المستقبل، وكيف بنا عن حال أم لأربعة أطفال، ومسؤولة عن والدتها الأرملة وإخوتها الأيتام وقد أكملت إحدى عشرة سنة، منذ تخرجت عام 1418ه**; بكالوريوس بتخصص اللغة العربية وبتقدير جيد جداً، ولم يتم تعيينها حتى يومنا هذا، على الرغم من اتساع المحافظة التابعة لها وهي محافظة الرس، فهل يعقل ذلك؟! فبعض زميلاتها ينتظرن التقاعد وهي تنتظر التعيين.وهنا أتساءل: لماذا لا يعاد النظر في التنظيم، ليكون منصفاً للجميع وتكون الأفضلية والحق بالتعيين للأقدم في سنة التخرج، بمعنى أن من تخرج في عام 1425ه**; له السبق والأولوية مها كان معدله بالنسبة لخريج عام 1426ه**; وتبقى ضوابط المفاضلة بين من تخرجوا في نفس العام.ونقف أيضا ونقول: إنه ما دام الخريج منح شهادة اجتياز فالجميع لهم الحق في الفرص المتاحة؛ كما أننا لو نظرنا إلى بعض البنود في الضوابط الحالية فسنجد أن عليها الكثير من المآخذ، فمثلاً: لماذا تحتسب الثلاث سنوات الأولى كنقاط للأقدمية ثم نتوقف، فيتساوى في النقاط من تخرج قبل إحدى عشرة سنة، مع من تخرج قبل ثلاث سنوات، وهذا خلل، كذلك لماذا تحتسب سنوات الخبرة كأفضلية علماً أن الفرص محدودة وليست سانحة للجميع، وهل تعلمون أن المدرسة الأهلية في محافظة الرس فقط يتقدم إليها بتخصص اللغة العربية أكثر من ثلاثين معلماً، والمطلوب اثنان فقط، فما ذنب من لم يرشح ليحصل على الخبرة المطلوبة.كما أنه ثبت لي من خلال خبرتي مع المعلمين طوال خمسة عشر عاماً في الإشراف التربوي، أن التقدير والمعدل النظري لا يعني النجاح والفشل في التطبيق العملي، وخير مثال لذلك، هوأن أحد أفضل معلمي اللغة العربية في مدارس محافظة الرس الذي يعتبر مرجعاً للكثير من المعلمين لاسيما المستجدين منهم، ومتفق على تميزه من قبل الكثير من التربويين متخرج بتقدير (مقبول).فعلينا أن نعيد الأمل لهؤلاء، فهم أبناء لهذا الوطن ولهم حق علينا. وأنا أناشد المسؤولين للإسراع في وضع الحلول لهم كي يكونوا أداة نافعة في بناء هذا الوطن المجيد.
http://www.al-jazirah.com/84282/rv5d.htm