يا معالي الوزير لا تأكلوا المعلمين .....!!
لا تأكلوا المعلمين ليطعموا الطلاب في زمن تغذية الجدارات التربوية
ترجم الدكتور خليفة علي السويدي كتاب (أطعموا المعلمين قبل أن يأكلوا الطلاب ) فطارت به الركبان التربوية ، ومن هؤلاء معالي الدكتور محمد الرشيد ، حيث كتب الدكتور الرشيد عن الكتاب وقال عن عنوانه ، أنه ملفت للانتباه ، وأن المراد به ، غير ما قد يتبادر إلى الأذهان بيننا،وهو أن المعلمين إذا لم يشبعوا مالياً ، سوف يأكلون الطلاب عن طريق الدروس الخصوصية ، وسؤالي : هل سمع معاليه ، عن الدروس الخصوصية السعودية ، أم هل سمع عن معلم سعودي ، قام بالدروس الخصوصية ؟! وإن فعل أحدهم فهل ما قدمه مجانا أم بمقابل ؟!
ويمضي الدكتور الرشيد قائلا : أن ما ينتاب العالم بأجمعه هذه الأيام ، من الزلزال المالي وتأثيراته على بلادنا العزيزة، يحتاج إلى حكمة ذوي الاختصاص لمعالجة تأثيراته ، ويؤكد على أن المخرج ، هو تعزيز قوة مؤسساتنا التعليمية ، وفي مقدمة تقوية التربية ، تعظيم شأن المعلم بتأهيله، وتدريبه، وإكسابه الرضاء النفسي والاعتزاز برسالته السامية .
من يقرأ كلمات الرشيد السابقة ، يحتار برأي الدكتور ، وهو يسأل : هل الرشيد يرى أهمية طعام المعلم الأساس "راتبه الذي يتقاضاه " أم لا يرى أهميته ؟!
الكتاب يتناول دور القائد التربوي ، ولا جديد فيه على صعيد التربية ، فالتنظير هو غالب ما جاء في الكتاب عن حال القائد مع المعلم.
لقد تمنيت أن يطلعنا الدكتور الرشيد ، بنقد الكتاب وتعريته ووصفه ، بأنه تنظير في زمن يتطلب العمل أكثر من القول .
وعطفا على كلمات معالي الوزير ، وبعد قراءتي عن الكتاب، أكتب وكلماتي تسابق أملي : إن من يتربع على سنوات الخبرة التربوية ، لم يعد يطرب الميدان التربوي ، إذ زمن أطعموا المعلمين ولى منذ عشر سنوات ، وجاء زمن أطعموا المعلمين واستطعموا منهم ، تغذوا منهم وغذوهم أيضا ، ففي المعلمين أكفاء وخبرات ، ولدى بعضهم إصرار على التميز ، بل إن بعضهم جامعة تربوية متكاملة ، وبعضهم كلية تربوية متخصصة.
" تغذية الجدارات التربوية " كتبت عنها ثلاث مقالات ، في صفحة نقاشات جريدة الوطن ، منحيا الإشراف والقيادة بالتغذية ، عند زيارة المعلم ، ومن باب الضرورات التربوية ، أرى أن زمن التعالي على المعلمين ، وأنهم الأقل انتهى، بل انتهى زمن المعلم ، الذي لا يطعم ولا يستطعم ، ولا يطعم منه .
زمن تغذية الجدارات ، يفرض نفسه اليوم ، وهو زمن الاعتراف التربوي ، بجدارة من يعيش في الميدان التربوي ، بل وضرورة قيادة الميدان بتغذية الجدارات ، وهذا ما يحفظ للمعلم مكانته .
إن مائدة التربية والتعليم ، تحتاج إلى طباخين مهرة ، وسفرة متكاملة ، وأدوات فاعلة ، المعلم اليوم هو الضيف والمضيف ، وهو الغذاء المتكامل ، وليس البطن المثخن بالمال فحسب ، سواء أخفق أو تميز ، لأنه بإخفاقه تـتبين معالم الطريق ، وبتميزه طعام إخوانه *****ؤولين عنه أيضا .
وهذا الهدف" تغذية الجدارات " يحتاج لمجهود ، وعمل دؤوب ، وشعارات ميدانية خالدة وقوية وعملية ، وفي وقت واحد ، وقبل أن يضطر المعلم السعودي للدروس الخصوصية ، علينا أن نبدل عنوان الكتاب إلى عنوان آخر ، إلى عنوان يتناسب مع مكانة المعلمين المبدعين ، لقد وقع اختياري اليوم ، على عنوان آخر وهو " لا تأكلوا المعلمين ليطعموا الطلاب "
إنني لا استطيع أن أفهم كيف يتعين المعلم والمعلمة على المستوى الثالث ، فضلا عن المستوى الثاني أو البند أو الراتب المقطوع ، والمحدد بثلاثة آلاف وخمسمائة ريال ، في بداية عملهما ، ولمدة تزيد على ثلاثة شهور ، وبزيادات ضئيلة مقارنة بمصروفات طريقهما للمدرسة ، وبزيادات ضعيفة وضئيلة ، وعبر سنين زادت عن العقد ، وإذا كان المعلم والمعلمة بحاجة لل**** ، ليسلما من طريق التربية والتعليم ، المحفوف بالمخاطر السلوكية والفكرية ، وإذا كانا بحاجة إلى وسائل ، توصلهما للمدرسة ، وبنفقات تزيد على نصف راتب كل واحد منهما ، فإن المعلم والمعلمة ، وبكل وضوح ، لن يستطيعا أن يأكلا أحدا ، حتى ولا دجاجة ، ولا أن يطعما ولا أن يستطعما ، وإذا كان المعلم لا يستطيع أن يحقق حلما ماثلا ، ولا أن يترجم مشروعاته ، فلن يستطيع أن يطعم ولا أن يستطعم ، ولا أن يتطعم ولا أن يأكل.
انتهى زمن الاتكاء على الخبير والقائد التربوي لوحدهما ، وجاء زمن الإصلاح التشاركي , زمن الإصلاح الشامل ، زمن الإصلاح المتكامل، زمن الإصلاح الجماعي، فالخبير والمشرف والقائد وكل المسميات ،التي سمعها المعلم حتى أصابه الدوران ، لم تعد كافية.
وعطفا على ضرورة تجديد الخطاب التربوي ، يأتي دور التربوي ، أيا كان قائدا أو معلما أو خبيرا أو منزويا ، ليأخذ بيد زميله المجاور والبعيد ، نحو تقوية المؤسسة التعليمية الأولى والثانية قبل أي شيء ، ولغتهم " هات ما عندك " " تعالى إلى مائدتي ".إن
مشروع تطوير ، والذي أراه مثخنا بالإسراف التربوي ، لن ينجح إلا في خطوات ، الترشيد التربوي بحكمة ودراية ، فلا التشدق بالخبراء ينفع المشروع ، ولا تنحية المبدعين وعدم مشاركتهم ينفع المشروع ، الذي ينفع اليوم بعد الله ، وأراه ضرورة تربوية ملحة ، هو أن يقال وبكل ثقة " لا تأكلوا المعلمين في زمن تغذية الجدارات " بل شاركوهم ، بلغة تشعر بالاحترام والتقدير " أنتم الضيوف والمضيفون " تعالوا نتغذى معا ، وبمائدة واحدة ، وبشراكة الصغير والكبير.
إن مائدة التربية والتعليم اليوم ، ينقصها الكثير ، ينقصها الوسيلة الفاعلة ، والتدبير بحكمة ، وقبل كل شيء ، رضى المعلم عن حياته الشخصية ، قبل حياته العملية والعلمية ، وبلا مواربة أقول : لا تأكلوا طعام المعلم الأول "راتبه " ، ليبقى للطلاب طعام .
وفي اللجنة السداسية لحل مشكلة مستويات المعلمين والمعلمات الخير والبركة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأيده ورعاه ، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، وبإذن الله سيمنح المعلمين والمعلمات ، المستويات المستحقة وفروقات الرواتب الماضية ، إن شاء الله تعالى، وعندها الكل مدعو ، لمائدة لم يسبق لها مثيل ، وسيرى الجميع ، ماذا يفعل المعلم الغذاء المتكامل.
شاكر بن صالح السليم [/color][/size]
منقول
|
|
المفضلات