[IMG]http://www.alwatan.com.sa/daily/2**3-04-25/Pictures/2504.nat.p12.n124.jpg[/IMG]
تمثل ظاهرة كتابة الطلاب على الجدران داخل أسوار المدرسة وفي دورات المياه هاجسا كبيراً للمعلمين والتربويين وخصوصا أن معظم الكتابات تعبر عما يدور بداخل التلاميذ تجاه معلميهم وبعض زملائهم الطلاب مما لا يستطيعون البوح به ويزداد هذا السلوك الخاطئ كل يوم، خصوصا في معظم المدارس التي تعاني من نقص في دور الإرشاد والتوجيه.
وقد يرجع تفشي الظاهرة إلى بعض الأساليب التربوية الخاطئة سواء من البيت أو من المدرسة.
"الوطن" رصدت بعض آراء التربويين والطلاب أنفسهم في هذه الظاهرة لمحاولة الوقوف على أسبابها والبحث عن بعض الحلول المناسبة لها.
في البداية يقول المعلم محمد الأنصاري إن ظاهرة الكتابة على الجدران وفي داخل دورات المياه لا تزال قائمة وتعاني منها معظم المدارس في مختلف المراحل وتزداد الظاهرة سوءاً إذا كانت هذه الكتابة تمس أحد المعلمين أو أحد الطلاب، لذا لا بد من إيجاد حل لهذه الظاهرة وخصوصا أن هناك دوافع خفية تدفع الطالب للقيام بمثل هذا السلوك.
ويرى (المعلم فواز صالح الغامدي) أن تفشي هذه الظاهرة ناتج عن قصور في الإرشاد والتوجيه داخل أسوار المدارس فالطالب عندما يمر بسن المراهقة يحتاج إلى من يقف إلى جانبه، ولابد أن يبرز دور المرشدين الطلابيين في القضاء على هذه الظاهرة، فوقوف المرشد الطلابي بجانب الطالب وتلمس احتياجاته والتعرف على مشكلاته داخل المدرسة وخارجها يساعد كثيراً في القضاء على هذه الظاهرة.
أما الطالب محمد البراق بالصف الثاني ثانوي، فيقول إن هذه الظاهرة تعبر عما يحمله بعض الطلاب لبعض المعلمين داخل صدورهم من جراء بعض المواقف التي تقع داخل المدرسة وبما أن الطالب لا يستطيع التنفيس عما يدور بداخله تجاه بعض المعلمين أو حتى بعض زملائه الطلاب، فإنه يلجأ إلى هذه الظاهرة السيئة، تنفيساً عن مشاعره بشكل يبعد به عن العقاب.
عرضت "الوطن" هذه الظاهرة على مدير مركز الخدمات الإرشادية بمحافظة الطائف سعيد بن علي الزهراني، فأشار إلى أنها سلوك للتعبير عن الرأي اتخذ وسيلة غير حضارية بهدف تفريغ الشحنات الانفعالية وقد يكون وراء انتشار هذه الظاهرة ممارسات وأساليب خاطئة في التعامل معها فمن هذه الأساليب الخاطئة ما يلي:
1 ـ العقاب بشتى أنواعه سواء من ولي الأمر أو المعلم وذلك بدون تحديد نوع مناسب.
2ـ عدم التهيئة الإرشادية السليمة في بداية العام الدراسي وعدم وجود برنامج يوضح ويبين أضرارها.
3ـ إهمال الكتابات وتركها بدون إزالة أو توعية مما يجعل الطلاب يألفونها لتصبح سائدة ومعتادة في بعض المدارس.
4ـ إزالة هذه الكتابات من الجدران أو دورات المياه دون مشاركة الطلاب أو التعرف على أصحاب هذا السلوك.
أما عن أسباب هذه الظاهرة فقد أشار الزهراني إلى أن هناك أسبابا عديدة لا يمكن حصرها ولكن غالبا ما تكون بسبب عدم تنفيذ وتفعيل البرامج الوقائية داخل المدرسة وانعدام التعاون بين المعلمين والمرشد الطلابي إضافة إلى عدم تلمس احتياجات الطلاب والإصغاء لهم وحل مشكلاتهم وكذلك عدم قدرة الطالب على التعبير عن انفعالاته وعدم متابعة الأسرة لأبنائها خارج المنزل وكذلك عدم تفعيل برامج النشاط الطلابي بشكل جيد مما يساعد على تفريغ بعض الطاقات لدى الطلاب كما أن للمعلم دورا كبيرا في تفشي هذه الظاهرة من خلال ما يلاقيه بعض الطلاب من إحباطات متكررة من معلميهم.
وأشار الزهراني إلى أن القضاء على هذه الظاهرة أمر بسيط جدا وذلك من خلال بعض الأساليب الإرشادية والتربوية المناسبة والتي سوف تسهم للحد من تفشي هذه الظاهرة والقضاء عليها والتي منها:
1ـ الجلسات الإرشادية (فردي, جماعي) مع الطلاب الذين يمارسون هذا السلوك وتلمس احتياجاتهم التربوية والنفسية والأسرية والعمل على إزالة الإحباطات والقلق الذي ينتابهم.
2ـ العمل على تبصير الطلاب بالبعد الحضاري لمفهوم النظافة والمحافظة على البيئة المدرسية.
3ـ إعداد برنامج إرشادي توعوي وإزالة هذه الكتابات بمشاركة إيجابية من الطلاب.
4ـ تفعيل لائحة السلوك والمواظبة الصادرة من وزارة المعارف وتنفيذ المخالفات.
5ـ تفعيل برامج النشاط الطلابي وترك الحرية للطالب في اختيار المجال أو الجماعة التي تحقق ذاته.
6ـ إيجاد مكان مخصص داخل المدرسة وتوفير الأدوات بعيدا عن إدارة المدرسة ويترك للطالب حرية الكتابة والتنفيس.
كما أهاب الزهراني بالمرشدين الطلابيين إلى تفهم وضع الطلاب والنظر إلى هذه الكتابات والعبارات بجدية قصوى والعمل على تفسير ما تعنيه ومحاولة الوصول إلى أسباب هذه الظاهرة من خلالها.
وأرجع مدير مدرسة بلال بن رباح الابتدائية مبارك محمد آل بوسياع الدوسري هذه الظاهرة إلى وجود جفوة واسعة بين الطالب والمعلم، والتي تتسع دوماً، بالسلوك الخاطئ لبعض المعلمين وعدم استطاعتهم استيعاب الطلاب، وترويضهم في هذه السن الحرجة، حيث تنشأ العداوة والبغضاء من قبل الطلاب تجاه معلميهم نتيجة لاعتقادهم بازدواجية الكيل في المعاملة من المعلم تجاه الطلاب، وعجز المعلم عن بذل الكلمة الطيبة، والمعاملة الحسنة، والتواضع في سلوكه وتعامله مع الطلاب.
وتفادياً لهذه الفجوة دعا المعلم فرج محمد الدوسري إلى حسن معاملة المعلم لطلابه، حيث إن الطلاب يأنسون إلى من يعاملهم بلطف، وبشاشة، ويلين لهم الجانب.
ويؤكد الطالب محماس مطلق هادي ما ذهب إليه المعلمون، ويقول إن قلة من المعلمين الذين يراعون مشاعر الطلاب، وأغلبهم لا يعبؤون بمشاعر الطلاب، بل يصل بهم الأمر إلى حد الاستهزاء بهم، وازدرائهم، وهذه سلوكيات تدفع الطلاب إلى التعامل مع المعلمين بعدوانية.
ويرجع الطالب عبدالله فنيس اتساع الفجوة بين الطالب والمعلم، إلى الأسلوب الذي تعكس به وسائل الإعلام صورة المعلم في مسلسلاتها وأفلامها، ويعتقد أن هذه الصورة الذهنية عن المعلم قد تم حبكها تماماً، منذ مسرحية مدرسة المشاغبين التي جرأت الطلاب على المعلم بشكل لم يحدث من قبل، بل وأضيف أنه منذ عرض هذه المسرحية وما تلاها من أفلام ومسرحيات وتمثيليات مشابهة، تجرأ الأولاد حتى على رموز كبيرة أخرى مثل الآباء والأمهات
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**...cal/local19.htm