المدينة:الإثنين 19 جمادى الآخر 1429ه**;
العدد:16497
--------------------
رخصة التدريس.. تصطدم ب**;«مقاومة شرسة» من المعلمين
تحقيق:جزاء المطيري، محمد البشري، هاني السهلي، حامد الرفاعي، محمد البيضاني، عادل قاضي، عبدالله القنبر
في الحلقة الأولى من هذا التحقيق أكد مختصون أن التطبيق الدقيق لضوابط رخصة المعلم سيكشف عن مستويات ضعيفة لنسبة لا يستهان بها من المعلمين، مما يستدعي إعادة النظر وتأهيلهم من جديد.. أما في حلقة اليوم فرغم الترحيب على استحياء بالمشروع لتطوير أداء المعلمين فإن الغالبية ترى أن لا فائدة حيوية من المشروع الذي يمكن الاستغناء عنه بتفعيل استمارة تقويم المشرف مدير المدرسة والمشرف التربوي. ويبرر هؤلاء وجهة نظرهم بأن الرخصة قد لا تكشف المستوى الحقيقي للمعلم وبالتالي تظلم الكثير منهم.
بداية مبكرة للتصحيح
في البداية أكد أحمد العزيزي وعبدالعزيز الزهراني وأحمد المعصماني وجود أعداد كبيرة من المعلمين تنقصهم المهارة والخبرة في التعامل مع الطلاب، مؤكدين أن لذلك انعكاسات خطيرة تجلت في جملة من السلوكيات الخاطئة مع الطلاب ونحن لا نضع اللوم على المعلم وحده ولكن الجهة المخولة بإعداده واختياره تتحمل نسبة من الخطأ ولابد أن تبدأ في تصحيح ذلك مع المعلمين المتوقع التحاقهم بالمهنة وتزويدهم بالمعارف الأساسية والمهارات الكفيلة بتمكينهم من التعامل الأمثل مع مختلف القضايا الطلابية والمشكلات الاجتماعية وإكسابهم القدرة على معالجة ضعف الطلاب. كما يجب تزويدهم بالمعرفة لاستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات بفاعلية في التدريس وعلى مدى نجاحهم في ذلك يمكن منحهم رخصة إجازة العمل بالتدريس.وتطرق بدر القرني إلى أهمية التشاور والحوار والدعم من المشرفين التربويين للمعلمين إذا أريد لمفهوم التعلم مدى الحياة أن يأخذ طريقه في النظام التعليمي. لاسيما أن الدراسات العالمية تشير إلى أن محور الارتكاز في التغيير الحقيقي العميق في المجتمعات هو القوى العاملة ذات المستوى المتميز في مجال التدريس.. وقد أشارت مجموعة الدراسات الأوروبية إلى «إن المعلمين يقومون بدور أساس لأنهم يقدمون خدمة واضحة وذات أبعاد عديدة في مجتمعنا. والتوجهات العصرية تبين أن دور المعلم سيزداد أهمية واتساعًا لانه سيتضمن أبعادًا اجتماعية وسلوكية ومدنية واقتصادية وتقنية». وأشار تقرير اليونسكو المعنون ب**;« التعليم في القرن الواحد والعشرين» و«معلمون لمدارس الغد» إلى أهمية دور المعلم كعماد للتغيير، وكداعم لمفهوم التفهم والتسامح.
تقرير المدير والمشرف يكفي
وأشار محمد الشهراني «مدير ثانوية طلحة بن عبيد الله بالعاصمة المقدسة» إلى أن تقرير الأداء الوظيفي الصادر عن المشرف التربوي المختص ومدير المدرسة كمشرف مقيم يغني عن هذه الرخصة بل يعتبر بمثابة رخصة للمعلم، ويرى أن يكون التحفيز من خلال مميزات مادية أو معنوية، وأبان مدير ثانوية الفهد مكي الهندي أنه لا يؤيد هذه الرخصة إذا كانت روتينية وغير واضحة المعالم، مشيرا إلى أن ربط الرخصة بالتدريب الإلزامي للمعلمين والحصول على ساعات تدريبية معينة يعد أكبر حافز للمعلم. وأضاف أن رخصة مزاولة المهنة للمعلم التي يناقشها مجلس الشورى حاليا قد تظلم الكثير من المعلمين إذا لم تتم دراستها وتجربتها على شريحة معينة أولا.وأكد المشرف التربوي حسين العوفي أنه لا يؤيد فكرة رخصة مزاولة التعليم نهائيا، مشيرا إلى أنها تعني عدم ثقة في المعلم ولا تعد حافزا له وذلك لصعوبة تطبيقها على المعلمين، مطالبا بضرورة ربطها بمحفز آخر كالعلاوة أو الترقية أو حتى مكافأة مالية مقطوعة.وأبان وكيل مدارس تحفيظ القرآن الكريم عبدالعزيز حسن الغانمي أن التحفيز والعقوبة مهمان لأي موظف لأن الإنسان بطبيعته لا يحب التأخر عن بقية أقرانه ورخصة المعلم مهمة ومفيدة إذا أخذت في الاعتبار العوامل السابقة، مشيرا إلى أن عقوبة من لم يحصل على الرخصة بتحويله إلى عمل إداري يعد أول سطر لفشل هذا المشروع. وأضاف: من الممكن الاستغناء عن الرخصة وتطوير العمل الحالي بتفعيل واقع استمارات الأداء الوظيفي للمعلم التي يقوم بتعبئتها مختصون كمدير المدرسة والمشرف التربوي وأن تكون العلاوة السنوية حسب تقويم أداء المعلم وانضباطه وكذلك وضع حوافز أخرى للمعلم المتميز وفي هذا اختصار للوقت والجهد والمال.
الربط بمكافاة مالية
واتفق المعلم علي القرني مع ما ذكر سابقا، موضحا أن فكرة الرخصة لن تساهم في تحفيز المعلم إلا إذا تم ربطها بمكافأة مالية أو علاوة، مضيفا أن المعلم يقوم بعمل تربوي ميداني مستمر والرخصة لا يمكن أن تحدد مستواه أو تفرق بين معلم متميز وغيره. أما المعلم يوسف الزهراني فيقول إن فكرة رخصة المعلم المهني مجرد إضاعة للجهد والمال ولن تكون محفزا للعمل. ووصفها بأنها لن تسمن أو تغني من جوع، مبينا أن استمارة تقويم الأداء الوظيفي للمعلم أكثر دقة وأفضل في تحديد مستوى المعلم. وأوضح أحمد الحازمي أن رخصة المعلم ستساعد في تطوير أداء المعلمين ولكن يجب أن يوضع لها آلية واضحة ودقيقة.أما إبراهيم آل زيد «وكيل مدرسة ابن القيم الابتدائية بالعاصمة المقدسة» فقال: إن هذه الخطوة لها العديد من الإيجابيات من أبرزها حث المعلمين على مضاعفة الجهود وتقديم كل ما لديهم لكنني أتمنى أن يكون هناك ميزات مصاحبة لهذه الرخص تزيد من تشجيع المعلمين وتحمسهم للتفاني في العمل.أما المعلم يوسف إسماعيل فيقول: يجب تطوير المهنة بحيث لا تكون مهنة من لا مهنة له، مشددا على أهمية أن يطور المعلم من أدائه بالثقافة وحضور الدورات التدريبية، مشيرا إلى أن وجود رخصة للتعليم سيعطي المعلم حافزا جيدا نحو تطوير نفسه بشكل جيد أما المعلم عبدالله محمد بن أحمد يقول: إن الرخصة فرصة لمن يتكاسل عن تطوير نفسه في العمل، مؤكدا أن هذا المشروع من الأهمية بمكان. وأشار المشرف التربوي إبراهيم علي إلى أهمية مشاركة المعلمين للمشرفين في التشاور والحوار وتفعيل أساليب الدعم إذا أريد لمفهوم التعلم مدى الحياة للمعلم أن يأخذ طريقه في النظام التعليمي ويحقق النتائج المرجوة. ومن الضروري أن يكون هناك خطة مدعومة برؤية مستقبلية تطبق على أرض الواقع لضمان أن المجتمع سيكون لديه معلمون ذوي قيمة. ويعتد بهم وقادرون على مواجهة التحديات التي يتطلبها استمرارية تغيير الدور المناط بهم لاسيما أن الدراسات العالمية، تشير إلى أن محور الارتكاز في التغيير الحقيقي العميق في المجتمعات هو القوى العاملة ذات المستوى المتميز في مجال التدريس. من جانبه قال مدير التربية والتعليم أحمد محمد بلغنيم «مدير تعليم الأحساء» إنه لم يطلع على تفاصيل الدراسة كاملة حتى يدلي برأي متكامل عنها لكنه أعرب عن أمله في أن تسهم في تطوير أداء المعلمين.
http://www.al-madina.com/node/22315
المفضلات