تروج بعض المواقع الإلكترونية كماً هائلا من الأسلحة بطرق غير مشروعة تستغل فيها المراهقين والشباب في مختلف بلدان العالم. وتطلق هذه المواقع الكثير من الإعلانات الخاصة بها بواسطة روابط لا يمكن تدميرها بسهولة, كما تضع بعض العناوين المثيرة والملفتة للنظر مثل " كيف تقتل شخصا؟", و "سلاح الجريمة الذي لا يمكن الشك فيه", وغيرها من العناوين لصفحاتها. وفي الإنترنت تجد عالما جديدا من تجارة الأسلحة الذي لا يمكن تصديقه بأي حال من الأحوال بالرغم من أنه يخضع لمراقبة دولية وقوانين وحظر مدجج بآلاف العاملين الذي يمسحون المواقع الإلكترونية بحثا عن أي موقع أو رابط خفي يمكنه عرض بضاعة السلاح على الشبكة العنكبوتية.
وتروج بعض هذه المواقع عددا من الأسلحة التقليدية مثل المسدسات الصغيرة عيار 9 ملم, والبنادق الصغيرة أيضا والبخاخات المسيلة للدموع والبخاخات المنومة والسكاكين بأنواعها, والشفرات التي يمكن تركيبها في سكين واحدة وتحمل عدة أشكال. ومن الأسلحة الأخرى التي يتم ترويجها الأسلحة المتطورة والحديثة مثل المسدسات المزودة بمنظار ليلي وجهاز تحديد الهدف بواسطة الليزر.
من جهة أخرى, تحاول كثير من المواقع الإلكترونية تبني عمليات القتل والتدريب عليها, بطريقة غريبة جدا. وتتساءل المواقع عن زوارها بجملة شاذة جدا هي " هل تريد أن تكون قاتلا محترفا.. ادخل هنا". والغريب داخل كل هذه المواقع أنها تبرر ما تفعله من خلال شرح عن مواضيعها. ويقول أحد هذه المواقع " إن عملية القتل من أقدم المهن في العالم, وإنها غنية عن التعريف فكثير من أعلام العالم ضاعوا بسببها". ويضيف الموقع بطريقة هزلية" إن القتل الاحترافي مهنة تقدر من خلالها قتل من تريد النيل منه, وقتل من تريد الثأر منه, وقتل من تريد الدفاع عن نفسك منه". ويقول في النهاية: " لكن كل ذلك ليس سهلا فعليك أن تتعلم في البداية ماذا يمكنك أن تفعل عندما تريد النيل من شخص ما, وبأي سلاح تقتله". وتتناول بعض المواقع الإلكترونية طرقا جديدة في ترويج السلاح بين الشبان وذلك عن طريق البريد الإلكتروني فقط, حيث يضع الزائر طلبه ونوع السلاح الذي يريده ومن ثم عنوان البريد الإلكتروني, وما عليه إلا أن ينتظر رسالة تفيد بالموقع الذي سيستلم منه السلاح المرغوب فيه وطريقة الدفع.
وفي السياق ذاته فقد ورد في أحد التقارير عن وزارة التربية والتعليم الأمريكية أن ظاهرة إطلاق النار في المدارس في المقاطعات والمدن الأمريكية تزداد يوما بعد الآخر, حيث تقول دراسة سرية في الوزارة إن شارلز أندرو وهو الطالب الذي أطلق النار في مدرسة سانتانا الثانوية, لم يقم بإخبار أحد عن الخطة الهجومية التي كان ينوي القيام بها ولكن بعد التحقيقات اتضح أنه أخبر اثنين من زملائه الموجودين معه في المرحلة الدراسية نفسها. وقد علق جهاز أمني في المدينة وقال إن ثلاثة أرباع قضايا عنف المدارس تبين أن الشخص المجرم لا يحاول إخبار أحد عن مخططاته بينما نرى أن بعضهم يخبرون أقرب الناس إليهم. ولكن يذكر أن سؤالا يجب أن يسأل لكل أب ومسؤول: من أين أتت تلك الأسلحة؟ وأضاف التقرير حول هذه النقطة أن ترويج الأسلحة بين الطلاب في المدارس الأمريكية مثلا يتم عن طريق بيعها وشرائها عن طريق الإنترنت نظرا للرقابة المفروضة على هذا النوع من التجارة.
وعلقت تيري موجلن, المدير التنفيذي لدائرة محاربة الجريمة وقالت إن الأسلحة من نوع بندقية قناصة, أو المسدسات الصغيرة تزداد في المدارس الثانوية الأمريكية حيث يوجد هناك حالات ضبط لهذه الأنواع من الأسلحة في حوزة العديد من المراهقين. وتقول أيضا: "تظهر هذه الأسلحة دائما مع المراهقين صغار السن والذين يعانون من انحلال في المجتمع المحيط بهم".
ويذكر التقرير أن هناك اختلافا ملحوظا في كل العمليات التي حدثت حيث إن الظروف التي حدثت فيها الجرائم مختلفة تماما والأسباب كانت أيضا مختلفة. ووضعت موجلن كل جرائم المدارس تحت عنوان "فجوة اتصال الأجيال", حيث فسرت ذلك بقولها:
"لم نتعلم درسا واحدا من هذه الجرائم في السابق والغريب في الأمر أنه في كل الجرائم السابقة كان المجرمون هم أنفسهم يحسون بالخطر بينما يعجز الآباء والتربويون عن فعل شيء لتفادي الخطر" .
ووفقا لوزارة التربية الأمريكية، فإن هناك 92% من قضايا الإرهاب المدرسي وجدت فيها أسلحة وصودرت جميعها وذلك بغض النظر عن الأسلحة التي صودرت من الطلاب قبل وقوع الجرائم. والشيء المضحك في هذه الجرائم أن المجرم يخبر عن قيامه بالجريمة وذلك بتحديد ساعة ومكان معينين ولا أحد يأبه بذلك وكأن الأمر مجرد مزحة.
ويقول الرئيس جورج بوش في هذا الصدد " لا بد أن نعلم أطفالنا كيفية التغلب على العنف". مما يبين أن العنف قد يصدر من مؤثرات خارجية تنتجها البيئة المحيطة بهؤلاء الطلاب مما يفقدهم تركيزهم وانحرافهم. وتعلم بعض المواقع الإلكترونية على الإنترنت الشباب وخاصة الذين لا يملكون الخبرة في القتل طرقه وأنواعه حتى إن بعض المواقع تعلم طرقاً للقتل غير مباشرة وتعتمد على التحليل النفسي للضحية ومعرفتها ودراستها بالشكل المطلوب. وتسببت هذه المواقع في الكثير من المشكلات في المجتمعات المتمدنة في الدول الغربية مما أدى إلى ظهور الكثير من النوادي والجمعيات لمحاربة الظاهرة الإلكترونية التي بدأت في الانتشار عالميا حتى في الدول العربية.
وفي نفس الاتجاه, تروج بعض المواقع بعض الألعاب الإلكترونية التي تعلم الأطفال استخدام الأسلحة وأنواعها والتدريب العسكري. كما أن هناك كثيراً من المواقع تعلم الشباب هذه النظريات, ولا تكتفي بهذا القدر من الإثارة بل إنها تذهب إلى تحديث معلوماتها اليومية بعرض الجديد في مجال تجارة الأسلحة العالمية خاصة تلك التي تصنعها الولايات المتحدة حيث تستخدم في عروضها عدداً من الشخصيات الكرتونية التي عرفت في السينما والتلفزيون.