أخي ******
أنت إنسان
وهبت عقلا لتدرك و تفكر و تتخيل
ومنحت حسا لتشعر وتفرح و تحزن
هل واجهت يوما مأزقا؟ ــــــــــ أو أزمة أو كارثة؟
هل تعرضت مثلا لحريق؟ أو زلزال ؟أو سيل مدمر؟
مادا كان شعورك ؟ كيف تصرفت ؟ من أنقدك ؟
فيمن فكرت أولا؟ نفسك؟ ــــــــــــــــــ أم ولدك؟ ـــــــــــــــــ أم أهلك ؟
علام حرصت ؟ على مالك؟ ــــــــــــ أم ثوبك؟ ــــــــــــــــــــ أم قوتك؟
فادا لم تكن وقفت يوما هدا الموقف ـــــــــــ فهل تخيلت مرة كيف يكون حالك لو نزل بك فجاة هدا الأمر؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
أنت إنسان
ولدت لتعيش ماقدر لك من عمر ثم تموت ــــــــــ فالموت حق ـــــــــــــ وهو الحقيقة الوحيدة المؤكدة لدى كل إنسان ـــــــــــــــــــــ و أمام الموت ـــــــــــــــــ يختلف إدراك الناس من يظن انه النهاية ولاشيء بعد ــــــــــــــ بل فناء وهباء وعدم ــــــــــــــــــــــــــــ ومن يظن انه البداية لمرحلة إثر مرحلة وراحل من غير راحة ــــــــــــــ
وعند سكرات الموت ــــــــــــــ يصحو النائم ـــــــــــ وينتبه الغافل ـــــــــــــــــ ويستيقن المؤمن أن الأولى انتهت وأن الآخرة بدأت وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الحساب واقع وأن الى الله المساق.

وأنت الإنسان المؤمن ــــــــــــــ يحق لك ــــــــــــ بل حقيق عليك أن تحفظ في عقلك وتثبت في حسك تلك الصور المتلاحقة الواقعة لا محالة :الموت و البعث والحساب والجزاء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
لا تدع لتزييف الدنيا و لخداع الهوى ولا تزيين شياطين الإنس والجن أن يصرفوك عن تأمل تلك الصور ــــــــــــــــ أو المآزق أو الأزمات أو الكوارث ـــــــــــــــــ فالمصيبة عندها أبشع , و الهلاك عندها أخطر , والنجاة منها أبقى و أعظم .
إنك أيها الإنسان المؤمن لو فعلت : فأدركت و تخيلت وأعددت نفسك ولنفسك ــــــــــــــــ لربما أدركت بعض ما قصرت و لجمعت بعض ما ضيعت ــــــــــــــ فلا تفاجأ بالأمر ولا تفزع يوم الحشر ـــــــــــــــ [ يوم ترونها تدهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل دات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى و لكن عداب الله شديد] .
اللهم رحماك عند الموت ,
و غفرانك يوم البعث ,
و تثبيتك عند الرهبة ,
وشفاعة حبيبك المصطفى يوم الحساب ,
وصلى الله وسلم على ****** المصطفى صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
اللهم أعني على تزكية نفسي بالعلم النافع و العمل الصالح و الدعوة إليك على بصيرة , اللهم أعني على استغلال الأوقات بالأعمال الصالحات و اجعلني مباركا أينما كنت و بارك لي في أوقاتي.
رب اجعلني لك شكارا ,لك ذكارا , لك رهابا ,لك مطواعا , إليك مخبتا , لك أواها منيبا.
اللهم إنا نسألك قلوبا أواهة مخبتة منيبة في سبيلك.

لؤلؤ مزن