يوجد هناك الكثير من المشتركات الفكرية والسلوكية والانشائية والذوقية ... التي تجمع مابين (( ابليس )) اللعين الذي ذكر نموذجه المنحرف في القرءان الكريم ، ومابين (( الوهابية السلفية )) التي تتحرك على ارض الواقع الانساني باعتبارهم السلطة التنفيذية لحكم ذاك الابليس المعقد لعنة الله عليه وعلى جنده الى يوم الدين !.
والحقيقة ان من له المام واسع نوعا ما بقصة (( ابليس )) وشخصيته واساليب تفكيره الفكرية ومنعرجات روحه الشريرة ... في الرواية القرءانية سيكتشف منعكسات كل الوجود الشيطاني هذا على من اخزاهم الله سبحانه من خوارج العصر الحديث من الوهابية المقيتة ، والتي لم يجد الشيطان وحسب علمي البسيط في العصر الحديث من قبيلة تنصره وجنود تطيعه وفتنة للمسلمين تطوعهم لملكه وسلطانه وحكمه في الارض غير سيوف السلفية الوهابية ودمائهم وتخلفهم ليكونوا وبحق خيل ابليس ورجاله وعزوته ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم !.
نعم وهكذا من تعرف على الشخصية الابليسية حسب الرواية الاسلامية سيجد صحة الكثير مما نعتقد به - سنقوم انشاء الله بوضع بحث مختصر حول ابليس في القصة القرءانية لتتضح معالم الشخصية المعقدة هذه وضرورة التعرف عليها - من ان هذا الابليس وحسب مارسم له من وظائف في هذه الحياة القصيرة قد ركب تركيبة عجيبة غريبة ، ليس هنا موضع الاستفاضة في شرح الشخصية الابليسية تلك ، ولكن من الضروري الاشارة الى صفة وحيدة من صفاته الكثيرة ووظائفه الخطيرة والتي تجانس هو فيها تماما مع جنده من ح** الشيطان الوهابي السلفي لنرى الكيفية التي انصهرت هذه الوهابية السلفية تماما بمشروع ابليس اللعين في (( اقعاد الصراط المستقيم )) للاسلام *****لمين !.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز رواية عن وظيفة ابليس اللعين (قال فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم / 16/ الاعراف )).
ان القرءان الكريم هنا يشرح لنا وبصورة واضحة ان من اهم الوظائف الكبيرة للشيطان الرجيم هو اقعاد صراط رب العالمين المستقيم للناس اجمعين ، وهنا نسأل ماهو الصراط المستقيم الذي ادرك ابليس اهميته العظمى للبشرية جمعاء ؟.
وكيف يتحرك ابليس ليعيق ويعطل ويقطع طريق الله المستقيم ؟.
ان الطريق المستقيم هو وبطبيعة الحال الذي ذكر على لسان الوحي الالهي العظيم في قوله سبحانه وتعالى ( أهدنا الصراط المستقيم صراط اللذين انعمت عليهم ../6/7/ الفاتحة )) فالمصلي الاسلامي هنا يدرك والباحث الانساني هنا يفهم ان الصراط الذي يريد الشيطان قطعه واعاقة عمله واضلال البشرية عنه هو : صراط الذين انعم الله عليهم ؟.
فهو طريق العارفين بالله سبحانه من انبياء واوصيائهم عليهم السلام جميعا ، واقعاد هذه الطريق التي فتحها وعبدها وخطها الانبياء واوصيائهم الكرام هو من اهم الوظائف الابليسية اللعينة ، وعليه فماعلى ابليس والحال هذه الا ابعاد الناس جميعا عن هذه (( الوسيلة والصلة والطريق...)) الذي يربط بين الله سبحانه من جهة وبين خلقه من الناس من جهة اخرى ، وباي وسيلة اوحيلة او فكرة تذكر هنا !؟.
ولكن كيف لابليس اللعين ان يقعد صراط الانبياء والائمة عليهم السلام جميعا ؟.
هل يتمكن من اقعاد هذه الصراط من خلال تزيين الشهوات للناس وتشويه وتقبيح وجه هذه الصراط المستقيم مثلا ؟.
أم انه سيلجأ الى الحيل الدينية الخطيرة بأن يبعد الناس عن الصراط المستقيم من خلال صراط الشيطان الرجيم نفسه ؟.
هنا يأتي دور رجال دولة ابليس اللعين الذي استولى عليهم تماما ، فاتباع ابليس اللعين وكما يذكر القرءان الكريم هم من الجن والانس مجتمعين ، وليس لنا علاقة بجنود ابليس من العالم الاخر ، ولكن لنا علاقة بجنود ابليس من الانس والانسانية لنتسائل عن ماوكل اليهم من وظائف شيطانية بالامر الملكي الابليسي الصادر اليهم بأقعاد الصراط المستقيم ولنسأل : ماهي وظيفة اؤلئك الاتباع الشيطانيين عندما يحاول سيدهم ابليس اقعاد صراط رب العالمين ؟.
وماهي الكيفية التي يقوم بها هؤلاء الظلمة لأقعاد الصراط المستقيم ؟.
ان اكبر كارثة شيطانية اخترعها اللعين ابليس لحرب صراط رب العالمين المستقيم ، هي استغلال الدين والتدين نفسه لاضلال الناس عن الصراط المستقيم تلك ، فليس سلاحا اخطر بيد ابليس على الدين من الدين والتدين نفسه ؟.
ولكن ليس هو دين الذين انعم الله عليهم ، والذي يتمسك به المسلمون الصادقون في هذه الحياة الدنيا ، وانما هو دين الشيطان اللعين نفسه ؟.
هذا الدين الابليسي دين ليس فيه (( صراط الذين انعمت عليهم )) متوسطا بين الانسان والله سبحانه وتعالى !.
هذا الدين الشيطاني هو دين لايكتفي بالغاء الصراط الموصلة بين الله وخلقه ليقعد صراط الله المستقيم فحسب ؟.
ولايكتفي بان يعطل ويعيق الوسيلة بين الله وخلقه من البشر في الفعل والتواصل والتفاعل فقط ؟!.
بل هو دين يرى ان هذه الصراط وهذه الوسيلة وهذه الواسطة بين الله وخلقه ماهي الا شرك ومنافاة لتوحيد الله سبحانه وتعالى ؟.
انه وبالحق دين الوهابية السلفية اليوم !؟.
ان الوهابية السلفية بنت كل قواعد ومنطلقات دينها الشيطاني على اساس واحد لاغير ، وهو : الغاء اي واسطة او وسيلة او طريق بين الله وخلقه باعتبار انها عبادة الكفار المشركين فيما مضى عندما كانوا يقولون كما يرويه القرءان الكريم عنهم ( والذين اتخذوا من دونه اولياء مانعبدهم الاليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم في ما هم فيه مختلفون / 2/ الزمر )) فاعتبرت الوهابية ان المشركين عندما كانوا يعبدون حجرا ويجعلونه الواسطة بينهم وبين الله سبحانه هي هي كأتخاذ المسلمين اليوم لصراط ومنهج وفعل الانبياء والرسل وأئمة اهل البيت من ال محمد ص عندما يجعلون منهج محمد واهل بيته عليهم السلام هم الصراط والواسطة والوسيلة التي تربط بين الله وخلقه من البشرية جمعاء ؟.
هل تشعر بعمق الكارثة الوهابية الشيطانية ؟.
هنا تتم محاولة عملية اقعاد صراط رب العالمين والذي هو (( صراط الذين انعمت عليهم )) في القرءان ، بأسم ان المشركين سابقا كانوا يقومون بنفس النمطية من العمل بأن يتخذوا حجرا واسطة وصراطا ووسيلة بينهم وبين الله سبحانه وتعالى ، ولينجح فيما بعد ابليس اللعين باقعاد صراط الله المستقيم باسم الشرك ويجند ابليس اللعين له جندا من الوهابية السلفية لتعينه على نشر دعوة الوهابية وباسم الشرك يعطل صراط الانبياء والائمة والصالحين من اهل الله سبحانه وتعالى لينتهي الامر بقتل الدين بالدين والصراط المستقيم بالصراط والتوحيد بالتوحيد وانا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم !.
نعم لايعرف التوحيد الا من خلال صراط الذين انعم الله عليهم ، ولاتعرف الشريعة الا من خلال منهجهم ، ولايصل الانسان الى الله ومايريده سبحانه الا من خلال الوسيلة الرابطة بين الله وخلقه في صراط الذي انعم الله عليهم ، مع ذالك تأتي الوهابية لتقارن بين نبي مرسل وامام من اهل بيت النبوة عليهم السلام جميعا ، وبين حجر لايضر ولاينفع كانت الجاهلية الجهلاء تعتقد بانه هو الواسطة بينها وبين الله سبحانه وتعالى ، بل واكثر من ذالك رأت هذه الوهابية السلفية الابليسية ان فعل وانتماء واعتقاد المشركين من الكفرة قديما هو عين فعل وانتماء واعتقاد المسلمين اليوم عندما يقولون ويعتقدون ان صراط الانبياء والائمة المعصومين من ال محمد ص هي الوسيلة والطريق الموصل الى الله سبحانه وتعالى ؟!.
اليست هذه كارثة حقا ؟.