السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
[IMG]http://www.21za.com/pic/decoration**1_files/12.gif[/IMG]
ذكرني موضوعك بالشاعر " علي بن الجهم " الذي قدم على الخليفة العباسي المتوكل و أنشده مادحـًـا :
أنت كالكلب في حفاظك للود ** و كالتيس في قراع الخطوب
فعرف المتوكل قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ، وذلك لأنه وصف كما رأى لعدم المخالطة و ملازمة
البادية ، فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام
ستة أشهر على ذلك ، ثم استدعاه الخليفة لينشد ، فقال :
عيون المها بين الرصافة و الجسر *** ***ن الهوى من حيث أدري و لا أدري
و القصة معروفة ، لكن الشاهد فيها هو : أين الاتيكيت و الذوق عندما مدح الخليفة بقوله : أنت كالكلكب
.......ــ أعزكم الله ــ ؟
و لماذا اختلف ذوقه و أسلوبه عندما أنشده : عيون المها .....؟
أليست البيئة و البداوة ــ و حياة الريف ــ كانت سبب افتقاره للذوق و بعده عن الاتيكيت ؟ كما و أن حياة
الحضارة كانت سبب رقته و سمو كلماته في القصيدة الثانية .
و خلاصة الكلام : لأهل الريف قواعد و أساليب حياتية كأي مجتمع آخر ، و هي ما يعرف بالعادات و التقاليد
كصب فنجان القهوة مثلا فهي ليست من باب الاتيكيت ، و إنما عادة ورثوها و أصبح من العيب مخالفتها .
أما الاتيكيت في حياتنا فهو ليس عادة أو تقليد ، بل هو فن و سلوك ، فحتى في مجتمعاتنا المتحضرة لن تجد
الكل يـتـقـنه أو يحرص عليه .
الاتيكيت يا سيدي فن لا يتقنه الجميع ، و سلوك يفتقر إليه حتى بعض السادة المحترمين !
في رأيي هو علم يجب تدريسه لأبنائنا و بناتنا ، فما أحوجهم إليه !
و معذرة لإطالتي الكلام ....
[IMG]http://www.21za.com/pic/decoration**1_files/12.gif[/IMG]
قــطـرة نــــدية
|
|
المفضلات