السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لي أن أقدم لكم هذه السلسلة آملة الاستفادة والاستزادة لي ولكم :

.


.

الحوار الإيجابي ( 1 )

الحوار هو تفاعل لفظي (وأحيانا غير لفظي) بين اثنين أو اكثر من البشر بهدف التواصل الإنساني وتبادل الأفكار والخبرات وتكاملهما . وهو نشاط حياتي يومي نمارسه في المنزل والشارع والعمل والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام. وبقدر ما يكون الحوار إيجابياً يكون مثمرا في حياة الفرد وحياة الجماعة. وبقدر ما يكون سلبيا يكون هداما لكيان الفرد وكيان الجماعة .

.

.


مستويات الحوار الإيجابي:



1.المستوى الأول :
الحوار مع النفس ومحاسبتها وحملها على الجادة وطلب الحق ويكون هذا في شكل حوار داخلي مستمر بين النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة حتى يصل الإنسان إلى الاطمئنان .


2.المستوى الثاني :
الحوار بين أفراد المجتمع الإسلامي وفق اجتهاداته المختلفة عملا بمبدأ "التعاون في الاتفاق والاعتذار في الاختلاف " حفاظا على وحدة الصف الإسلامي .


3.المستوى الثالث :
الحوار بين المسلمين وغير المسلمين الذين يشتركون معاً في إعمار الكون ، وهو حوار يجرى وفق مبدأ المدافعة الذي يمنع الفساد وينمى عوامل الخير.
ويقال عن غايات الحوار "للحوار غايتان إحداهما قريبة والأخرى بعيدة. أما غاية الحوار القريبة والتي تطلب لذاتها دون اعتبار آخر فهي محاولة فهم الآخرين . وأما الغاية البعيدة فهي إقناع الآخرين بوجهة نظر معينة " .
.

.


وعن آداب الحوار يقول:


1.حسن الخطاب وعدم الاستفزاز وازدراء الغير:
فالحوار غير الجدال . واحترام أراء الآخرين شرط نجاحه ، ولنا في حوار الأنبياء مع أقوامهم أسوه حسنة، فموسى وهارون أمرا أن يقولا لفرعون قولا لينا لعله يذكر أو يخشى . وفى سورة سبأ يسوق الله لنا أسلوبا لمخاطبة غير المسلمين حيث يقول فى معرض الحوار . "وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" .

2.أن يصدر عن قاعدة قدرها علماء المسلمين وهى قاعدة "قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب "
.

.

فالحق ضالة المؤمن وضالة الإنسان العاقل واتباع الغير واتباع الشهوات مما عابه القرآن على الكافرين وعده سببا لهلاك الأمم . .
.
والذي يحسم الخلاف بين المسلمين هو المرجعية المعرفية للمسلمين وهى القرآن والسنة "وإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول"
.


يتبع