العلاقة بين التقويم الشامل للمدرسة والتوجيه والإرشاد
---------------------------------------------------
خلود بنت فراج آل مسعود الدوسري
أمام ما يشهده حقل التربية والتعليم من طفرة علمية عميقة وواسعة، ومقابل التغيرات الاجتماعية، وفي ظل الثورة الإعلامية وانتشار القنوات الفضائية، تضاعفت الحاجة إلى التوجيه والإرشاد في البيئة المدرسية، إذ أن العملية التربوية والتعليمية ترتكز على النواحي الشخصية والانفعالية والاجتماعية والعقلية والنفسية للمتعلم وتهتم بسلامتها قبل الاهتمام بالمناهج الدراسية.
وبما أن التوجيه والإرشاد "عملية بناءة تهدف إلى مساعدة المتعلم لكي يفهم ذاته، ويدرس شخصيته ويعرف خبراته، ويحدد مشكلاته، ويقوم بحلها وينمي إمكاناته، في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه وتدريبه وفي إطار التعاليم السمحة والفطرة السليمة وله دور أساسي وفاعل في مساعدته على مواجهة التغيرات التعليمية ووسائل تكنولوجيا التعليم والتقنية الحديثة فيشجعه على النقاش والتفكير الناقد والابتكار والإبداع، فلابد أن يفعّل بإيجابية؛ لكي يصل إلى تحقيق أهداف المتعلم وتحقيق التوافق له شخصياً وتربوياً، ومهنياً وأسرياً واجتماعياً وبالتالي يساهم في تحقيق الأهداف العامة للعملية التربوية والتعليمية.
ولا بد أن تتوافر في المرشد أو المرشدة عدد من الشروط أبرزها الكفاءة وأداء العمل بمهارة ومن أبرز السمات والقدرات الشخصية الواجب توافرها: "حسن المظهر، قوة الشخصية، سرعة البديهة، الحكم السليم، حسن الإصغاء وإدارة الحديث، والإخلاص في العمل، والتواضع واللين وسعة الصدر والبعد عن الغضب فضلاً عن العفو والتسامح.
كما تنادي الدراسات التربوية بضرورة إعداد المرشد إعداداً تربوياً ونفسياً متكاملاً في الكليات المتخصصة، مع ضرورة انخراطه في التدريب الميداني على مختلف العمليات الإرشادية.
وبما أن التقويم الشامل للمدرسة من أجدى الوسائل لتجويد التربية والتعليم إذ يعمل على تشخيص الواقع الحقيقي للميدان التربوي، من خلال تعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات لكافة عناصر البيئة المدرسية بدءاً بالإدارة إلى آخر منظومة العناصر التربوية والتعليمية وذلك وفق معايير وضوابط معينة وبأدوات قياس علمية محددة، فقد أدرك أهمية دور التوجيه والإرشاد في المدرسة ولم يهمله في بطاقاته ومحاوره؛ فقد تم تخصيص المحور الثاني من المحاور العامة ب "التوجيه والإرشاد وخدمات الطالبات" وتناول عدداً من العناصر تشمل كافة جوانب التوجيه والإرشاد الوقائية والإنمائية والعلاجية على النحو الآتي:-
العنصر الأول: فاعلية أساليب مراقبة ومتابعة تقدم الطالبات الأكاديمي.
العنصر الثاني: فاعلية أساليب مراقبة ومتابعة نمو الطالبات الشخصي وانتظامهن وسلوكهن في المدرسة.
العنصر الثالث: نجاح المدرسة في رفع مستوى صحة وسلامة وحماية الطالبات وكل ما شأنه العناية بهن.
ويتضمن كل عنصر من العناصر عدداً من الشواهد التفصيلية ليتم من خلال مجموع تقديراته ومعدلات شواهده، ومجموع معدلات عناصر المحور؛ الوصول لمستوى أداء التوجيه والإرشاد في المدرسة وبالتالي الحكم عليه وفق النتيجة المعطاة.
@ إضاءة:-
إن صناعة المستقبل تتطلب تهيئة جيل قادر على البناء، سليم عقلاً وفكراً وجسداً قال الشاعر:-
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا تلين إذا قومتها الخُشب
مسؤولة العلاقات العامة والإعلام
في مشروع التقويم الشامل للمدرسة
http://www.alriyadh.com/2**7/11/28/article297571.html
المفضلات