على قامة فضائية التربية ومشروع الملك
--------------------------------------------------------------------------------
فهد السلمان
كنتُ قد أعربت في هذه الزاوية، وفي أعقاب الإعلان عن مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم، والذي خصص له اعتمادا بمبلغ تسعة مليارات ريال، أعربت عن خشيتي من أن تضل هذه الاعتمادات المالية الضخمة طريقها لتذهب إلى بند الأثاث المدرسي والأجهزة وما سواهما، دون أن تلامس الهمّ التربوي والتعليمي مباشرة، وكان أن هبت هذا العام نسمة سخاء غير مسبوقة في القطاعات التعليمية فيما يتصل بالأثاث شملت المكاتب والمقاعد و الفاكسات وحتى أجهزة اللاب توب.
وبالأمس أعلنت وزارة التربية: أنه مواكبة لهذا المشروع سيتم تحويل مجلة المعرفة إلى مجلة إلكترونية، وجعلها نواة لمشروع إعلامي تربوي ضخم يشمل إصدار صحيفة يومية تهتم بالشأن التربوي بالإضافة إلى قناة فضائية تعليمية للطلاب والطالبات، وأضاف الخبر: أن الوزارة ستبدأ مشروعها الكبير بطباعة مجلة المعرفة بعدة لغات، وتوزيع (70) ألف نسخة خلال العامين القادمين، وكانت الوزارة قد كرمت في احتفال أقيم قبل أيام في المنطقة الشرقية أكثر من (15) إدارة تعليمية لمساهمتها في حملة انتشار مجلة المعرفة، وهو الشيء الذي لم تفعله الوزارة فيما يتصل بالأداء التربوي والتعليمي!.
ورغم إيماني الكبير بالدور المهم والحيوي للإعلام التربوي، إلا أن هذا التوجه الكبير للإعلام تحديدا (صحيفة إلكترونية، وصحيفة يومية، وقناة فضائية، وطباعة مجلة المعرفة بعدة لغات) يجعلنا نتساءل عمّا إذا كانت هذه هي بداية هذا المشروع وحسب، خاصة وأن الوزارة لم تعلن على حد علمي عن أي خطط واضحة لهذا المشروع. فيما عدا بعض الإشارات العابرة التي تتناوله ضمنا دون أن تتحدث عنه ؟، أم أن الطبخة لم تنضج بعد في أروقة الوزارة وإداراتها، وكل ما في الأمر أن إدارة ناشطة فيها هي إدارة العلاقات العامة والإعلام التربوي والتي يديرها الزميل والصديق الدكتور: عبد العزيز الجار الله قد بدأت ما يخصها في الإعداد والتجهيز لهذا المشروع ؟ - هذا ما نتمناه -
ذلك لأن الوطن كله يعلق آماله وتطلعاته على هذا المشروع، والمواطنون ينتظرون حديثا عن إعادة تأهيل المعلمين والمعلمات، ينتظرون مشروعا لإعادة هيكلة التعليم، رؤية واضحة للمنهج، خططاً مبرمجة زمنيا للاستغناء عن المباني المستأجرة، مراكز لإعداد القيادات التربوية، وأنظمة ابتعاث داخلي وخارجي للتدريب، ينتظرون الإعلان عن نظام حوافز يصعد بالمهارات، ويخلق مناخا تنافسيا بين العاملين والعاملات في هذا القطاع.
وبمناسبة الحديث عن القيادات التربوية، وهي في تقديري مربط الفرس وكل الخيول الأصيلة والهزيلة، وبيت القصيد وكل القصائد والمعلقات. إليكم هذه الواقعة المضحكة المبكية: قبل بضع سنوات قررت إحدى الإدارات التعليمية فتح مدرسة جديدة، فقامت المشرفة التربوية بزيارة أقرب المدارس القائمة إلى هذه المدرسة المزمع افتتاحها، وعقدت اجتماعا عابرا مع معلماتها، يقوم جدول أعماله على سؤال واحد: (أيكن ترغب أن تكون مديرة للمدرسة الجديدة.. هكذا ؟)، حتى شراء البطيخة ربما يحتاج إلى مجهود أكبر!. أجابت إحداهن: (أنا... ولكني أحتاج إلى استشارة زوجي!).. في اليوم التالي أصبحت هذه المعلمة توقع اسمها تحت مسمى مديرة المدرسة رقم...!!.
هكذا تصنع القيادات التربوية، لذلك أريد أن أقول: إننا يجب أن نبدأ من هنا، حتى قبل أن نبدأ بالإعلام، ثم إنني لا أعرف إن كان الإخوة في الوزارة قد استفادوا من تجربة مَن سبقونا في الإعلام التربوي الفضائي، وهي التجربة الملتبسة قياسا بعائدها التعليمي.
وحتى لا نستبق الأمور، أو نحكم على المظاهر. فإننا سنظل بانتظار إيضاح من الوزارة يسمح لنا بالنظر إلى هذه البرامج الإعلامية كرصيف لعمل تربوي ونوعي قادم. على قاعدة: ليطمئن قلبي.
http://www.alriyadh.com/2**7/11/16/article294295.html
أخبارالتربية والتعليم ليوم الجمعه 6/11/ 1428 هـ 16/ نوفمبر/2**7
رد مع اقتباس
تواصل معنا
إعلانات نصية
الخصوصية
المفضلات