بسم الله الرحمن الرحيم

فما ينبغي ان يعلم : ان الذنوب والمعاصي تضر ولا بد وأن ضررها في القلب كضرر السموم في الابدان على اختلاف درجاتها في الضرر.. وهل في الدنيا والاخرة شر وداء الا سببه الذنوب والمعاصي ؟
فما الذي أخرج الأبوين من الجنة ؟
وما الذي اخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه؟
وما الذ ي اغرق أهل الأرض كلهم حتى على الماء فوق رؤؤس الجبال؟
وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم على وجه الأرض؟
وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتو عن آخرهم؟
وما الذي رفع قرى اللوطيه حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكهم جميعا؟
وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب؟
وما الذي اغرق فرعون وقومه في البحر؟
وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله؟
وما الذي اهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمرها تدميرا؟
وما الذي اهلك قوم صاحب يس بالصيحة حتى خمدوا عن آخرهم ؟
وما الذي بعث على بني اسرائيل قوما أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وقتلو الرجال وسبو الذرية والنساء واحرقوا الديار ونهبوا الأموال ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فأهلكوا ماقدروا عليه وتبروا ماعلو تتبيرا؟
وما الذي سلط عليهم انواع العقوبات ؟
عن ام سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:اذا ظهرت المعاصي في امتي عمهم الله بعذاب من عنده. فقلت يارسول الله اما فيهم يومئذ اناس صالحون؟ قال بلى . قلت : فكيف يصنع بأولئك؟ قال:يصيبه ما اصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان .
وعن انس بن مالك رضى الله عنه قال: إنكم لتعملون أعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر وان كنا لنعدها على عهد رسول الله من الموبقات)
وها هنا نكته دقيقة يغلظ فيها الناس في أمرالذنب وهي انهم لايرون تأثيره في الحال وقد يتأخر تأثيره فينسى ويظن العبد انه لايغير بعد ذلك.

كتاب : الداء والدواء
لابن القيم