لندن: اسامة نعمان

حققت الدكتورة السعودية الهام ابو الجدايل، كشفا طبيا علميا مذهلا هز المحافل العلمية في بريطانيا،
اذ تمكنت الطبيبة التي ولدت في السعودية وتخرجت من جامعة «كنجز كوليدج» اللندنية العريقة لتعمل
في ابحاث المناعة في بلادها، من اكتشاف الطريقة الثورية لتحويل خلايا الدم من اشخاص بالغين الى
خلايا جذعية اصيلة، ظهرت بمحض الصدفة اثناء حدوث خطأ في اعداد بعض الاختبارات على عينات
من كريات الدم البيضاء.
وقالت د. الهام في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مدينة ليدز البريطانية التي تزورها، ان
طريقتها ستضمن توليد خلايا اصيلة تتخصص في ما بعد لتعويض الخلايا التالفة بسبب الامراض
المستعصية، وانها ستمكن العلماء من علاج السرطان والايدز والسكري. وتجدر الاشارة الى ان
الخلايا الجذعية هي الخلايا الاساسية التي يطمح العلماء الى توليدها باي شكل من الاشكال للاهداف
العلاجية، ومنها طرق استنساخ الاجنة.
وقالت الباحثة السعودية ان العلماء اعتبروا الطريقة التي طورتها حتى درجة الكمال لدى اجراء
اختبارات مكثفة بجامعة كمبردج، من المسائل المستحيلة الحدوث، لانها تعني انتاج الخلايا الاصيلة غير
المتخصصة «في الزمن المعاكس». اذ انها تمت، كما يقول العلماء بعد «اعادة عجلة الزمن الى
الوراء» وتوليد الخلايا الجذعية من خلايا بالغة، على عكس المسيرة الطبيعية التي تتحول فيها الخلايا
الجذعية نحو خلايا متخصصة بالغة. وتأكد العلماء من نجاح الطريقة بعد تنفيذ شركة «كوفنس»
Covance ، وهي شركة لعقود الابحاث مقرها ماينهيد في بريطانيا، لنفس الطريقة وثبوت نجاحها.

وكانت الباحثة السعودية قد اكتشفت تحول الخلايا البالغة الى اصيلة، لدى اختبارها لعينات من كريات
الدم البيضاء، كانت تريد القضاء عليها، و كان ينبغي عليها اضافة بعض الاجسام المضادة اليها. الا ان
الدكتورة الهام نسيت اضافة بعض العناصر اللازمة. وكانت النتيجة ان كريات الدم البيضاء لم تهلك بل
ظهرت خلايا جذعية في عيناتها.
واطلقت د. الهام على طريقتها اسم«التخصص الارتجاعي» Retrodeferentiation ، اي
التخصص الحادث في الزمن المعاكس. وقد بذلت جهودا حثيثة لاقناع العلماء بطريقتها. واعلنت ان الدم
يمكن ان يؤخذ من اي مريض، ويعالج، بهدف انتاج خلايا جذعية جديدة لا يستغرق توليدها سوى عدة
ساعات. ثم يعالج المريض المصاب بالسرطان مثلا، بالادوية والجرعات الاشعاعية التي توجه لتدمير
خلايا نخاعه العظمي والقضاء على السرطان، ثم تدخل نحو النخاع العظمي المعالج الخلايا الجذعية.

وقالت د. الهام ان البروفسور ادريان الباحث في كلية الطب في مستشفى «رويال لندن» اجرى نفس
الابحاث، وانه دهش لدى توصله الى نفس نتائجها. واسست الباحثة السعودية مع زوجها
شركة «ترايستيم» Tristem في دبلن لتسويق الطريقة التي تم الحصول على براءة اختراع عنها
منقووووووووووووووووووووووووووووووول